العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ

مرحباً بمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة... تحية وشكر لمركز البحرين للدراسات والبحوث

محمد نعمان جلال comments [at] alwasatnews.com

سفير مصر الأسبق في الصين

إنها لحظات قاسية، ولكنها مشوبة بالأمل، مغلفة بالحب، مليئة بالرضا عن العطاء والإنجازات، تلك التي تواجه الإنسان في حياته، وليس الأمر خاصاً بشخص أو مؤسسة، فالأشخاص زائلون وكل يؤدي دوره ويمضي إلى سبيله، والمؤسسات لها دور مرسوم تمارسه في ظروف معينة ثم يتم تطويرها أو تغييرها وهذه من حقائق الحياة ونواميس الكون.

ولكنها هنا كلمة حق في شأن عام يتعلق بدور متميز اضطلع به مركز البحرين للدراسات والبحوث الذي تقرر حله، فالمركز تم إنشاؤه عام 1981 بمبادرة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما كان ولياً للعهد، وتولى رئاسة مجلس أمنائه، وبعده تولاه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ثم الدكتور علي محمد فخرو ثم الدكتور محمد بن جاسم الغتم.

وعبر السنين أثبت الباحثون والعاملون في المركز كفاءة وتميزاً، وبذلوا جهودهم لتوسيع أنشطته، ولم يشأ الحظ والظروف أن أتعرف عن قرب على صاحب الجلالة الملك، أو صاحب السمو الأمير سلمان، ولكنني عرفت وأدركت من متابعاتي أنهما صاحبا رؤية استراتيجية، وبعد نظر، وتفكير عميق في الأمور، ولهذا لا عجب أن تنطلق عملية الإصلاح في البحرين قبل أن يتحدث عنها بحماس الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، وتستمر بنفس قوة الدفع رغم خفوت الحماس الأميركي، ولا عجب أيضاً أن ينطلق ولي العهد في أنشطة متعددة للإصلاح الاقتصادي برؤية بعيدة النظر بدأت من إصلاح التعليم وسوق العمل وامتدت لتعبر عن رؤية 2030، كل هذا نابع من التفكير الاستراتيجي العميق المتعدد الأبعاد.

ولا أنسى في سجل ذكرياتي الدور البارز الذي اضطلع به رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عبر مسيرة طويلة من الإنجاز والعطاء والصلابة في الحق استحق عليها تقديراً عالمياً.

ولقد تابعت خلال السنوات الماضية أعمال وإنجازات القيادة البحرينية، وإنني أفخر بأنني تعرفت على تلك الإنجازات، وبعضاً من أسلوب ومنهج عملها، وأهنئ شعب البحرين بأن تكون له مثل هذه القيادة. وفي الوقت نفسه أود أن أقول إن الشعب البحريني العظيم شعب معطاء وشعب كريم يقدر أبناءه ومساهماتهم، ولقد تعرفت عن قرب، وتعاملت مع عدد من أبناء البحرين عبر مسيرة حياتي في السلك الدبلوماسي، وفي مقدمتهم السفير الدكتور محمد عبدالغفار وزير الدولة للشئون الخارجية ووزير الإعلام بعد ذلك، والسفير كريم الشكر والسفير محمد المحميد، وهما من خيرة الدبلوماسيين البحرينيين، وهناك بلا شك عميد الدبلوماسية البحرينية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة والذي يعد في الإطارين العربي والدولي مستودعاً للحكمة ومعيناً لا ينضب من الخبرة.

أما من عملت معه لفترة من الزمن، والذي بدون سابق معرفة طلبني في القاهرة عندما كنت مساعداً لوزير الخارجية للتخطيط السياسي والاقتصادي، وعرض عليّ أن أعمل مستشاراً له في جامعة البحرين والعمل لإنشاء قسم للعلوم السياسية والعلاقات الدولية، فهو الدكتور ماجد بن علي النعيمي الشخصية الودودة، والتي تمتاز بدماثة الخلق.

وعندما وطأت قدماي أرض البحرين عريقة الحضارة، بدأت في التعرف على حضارتها ورجالها، وكان في مقدمتهم لقاء بمعرض البحرين الدولي للكتاب وزير الإعلام (آنذاك) نبيل الحمر والمفكر البحريني الكبير الدكتور محمد جابر الأنصاري والذي قرأت له قبل مجيئي للبحرين، وهو بحق رائد من رواد الفكر العربي المعاصر، وموسوعة في الفكر والسياسة والأدب والثقافة العالمية والإسلامية، والشاعر علي عبدالله خليفة الذي انتقل من المحلية للعالمية بترجمة العديد من أشعاره للغات المختلفة، ورفيق رحلة الحج وزميل بجامعة البحرين الشيخ الدكتور عبداللطيف آل محمود, وكذلك الدكتور عبداللطيف كانو وأصدقاء وزملاء جامعة البحرين ومنهم الدكتور عيسى الخياط والذي لجأت إليه عدة مرات لمساعدة طلاب لا أعرفهم حضوراً لمكتبي أحياناً صدفة أو خطأ، وكذلك المغفور له بإذن الله محمد البنكي الذي بدأ تعارفنا منذ زارني في القاهرة واقترح الحضور لجامعة البحرين بناء على دعوة من الدكتور ماجد النعيمي رئيس الجامعة آنذاك، والبنكي من أكثر الناس نقاءً وصفاءً وكثيراً ما كنت ألجأ إليه لحل كثير من الإشكاليات التي واجهتني في بداية الاستقرار والعمل بالجامعة وكان ودوداً وبالغ الأدب.

كما تعرفت أيضاً في بداية وجودي في البحرين إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة المثقفة الدينامية، والشيخة مريم بنت حسن القانونية الخبيرة ورئيسة الجامعة بعد ذلك، واستفدت من علمهما ونشاطهما، ولا أستطيع أن أحصي من تعلمت منهم خلال تلك السنوات.

ولكن شخصية فريدة أثرت في حياتي، ولا يمكن أن أنساها وهي الدكتور محمد بن جاسم الغتم الذي لم أعرفه من قبل، ولكنه سمع عني عندما كنت في جامعة البحرين، وطلبني للعمل معه، وللحق والحقيقة أقول يحق للبحرين أن تفخر بهذه الشخصية المتميزة، ولقد تعاملت معه عن قرب لبضع سنين، ووجدته نعم القائد، والباحث الخبير المتعدد المواهب، صاحب الرأي والفكر المعتز بذاته، المؤمن بوطنه وبقيادته، والذي يحرص على تقديم النصح الأمين لمن يعمل معه وتعليمه بأدب رفيع ودماثة خلق وروح تتسم بالمرح والجدية في آن واحد.

والآن وفي ظل التوجه الجديد للقيادة الرشيدة صاحبة الحكمة، فإنني أعرب عن تهنئتي وأطيب تمنياتي إلى الدكتور محمد عبدالغفار رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، وأدعو له بالتوفيق في مهمته وهي مهمة جليلة، وأنا واثق من حسن اضطلاعه بها لمعرفتي به وبخبرته، منذ أن عملت في الأمم المتحدة، وكان هو آنذاك مندوباً دائماً للبحرين لدى المنظمة الدولية.

وبما أن هذه رسالة حب وعرفان وتقدير لبعض من تشرفت بالعمل معهم، أو التقيت بهم وتعلمت منهم، فإنني لا يمكن أن أنسى مطلقاً من ساعدوني في كثير من مهامي في مركز البحرين للدراسات والبحوث وفي مقدمتهم الدكتور حسن محمود البستكي والدكتور عبدالله محمد الصادق وغيرهم كثيرون، ولكنني أخص بالذكر سيدتين من بنات البحرين هما راوية محمد محمود وبشرى عبدالرحمن محمود الأخصائيتان، فقد كانتا خير معينتين لي في أداء مهامي كمسئول عن مجلة الدراسات الاستراتيجية التي تم إصدارها لأول مرة في البحرين، وهي المجلة الفصلية العلمية المحكمة التي صدر منها 19 عدداً وتعد مرجعاً مهمّاً للباحثين، وقد أبرزت البحرين على الساحة العلمية والفكرية الدولية، وأشاد بها الكثيرون، وأيضاً نشرة التحليل السياسي لوسائل الإعلام، وهي نشرة يومية فريدة في نوعها، وتم إصدارها، وقد قاربت العدد الألف في مسيرتها، وأشاد بها كثيرون وفي مقدمتهم سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء عندما زار معرض الحكومة الإلكترونية منذ بضعة أسابيع وأبدى إعجابه بأن يكون في البحرين مثل هذه النشرة التي ترسل يومياً قبل الثانية عشرة ظهراً لكل من يطلبها بالبريد الإلكتروني في داخل البحرين وفي خارجها، كما أشاد بها السيد نبيل الحمر مستشار صاحب الجلالة وهو من الشخصيات المحببة للقلب لطيبته وابتسامته الصادقة الودودة وروح التفاؤل التي تشع منه علي من يتعامل معه، كما أشاد بالمجلة والنشرة والتقرير الاستراتيجي البحريني الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية كثير من السفراء والباحثين والسياسيين في البحرين وخارجها ممن قدر له الاطلاع على هذه الإصدارات.

وأود أن أشيد بالحرية الإعلامية في البحرين، والتي تحققت بفضل فكر القيادة الرشيدة، وبإصرار أبناء المهنة على أداء مهامهم، ولقد شاء لي الله سبحانه وتعالى، أن أنشر مقالاتي - بدون مقابل مادي - في معظم الصحف البحرينية من «أخبار الخليج» و «الأيام» و «الوطن» و «الوقت» و «الوسط»، وتعرفت على رؤساء تحريرها وعلى عدد من صحافييها وكتابها، ووجدتهم في أداء رسالتهم يعملون باقتدار وبحب لوطنهم، وأخص بالذكر رئيس تحرير صحيفة «الوسط» الدكتور منصور الجمري ومعاونيه مدير التحرير وليد نويهض وعلي الشريفي، فقد أتاحوا لي مساحة بلا حدود في النشر، وبلا قيود في المضمون، فللجميع شكري وتقديري.

ولا أستطيع أن أذكر كل شخص تعرفت إليه وساعدني وهم كثيرون، فأرجو منهم الصفح والمعذرة.

وختاماً أقول تحية للقيادة الرشيدة على حكمتها وحسن تقديرها للأمور، وشكراً لجميع زملائي وأصدقائي في مركز البحرين للدراسات والبحوث وخاصة في برنامج الدراسات الاستراتيجية والدولية وحوار الحضارات، وفي مجالات الإعلام والدبلوماسية والأنشطة الثقافية والبرلمانيين والشوريين والإعلاميين والأكاديميين ودور النشر والمكتبات، وهنيئاً لشعب البحرين بقيادته، وهنيئاً للعروبة بأبناء شعب البحرين وحيويتهم وديناميتهم، وأتمنى لهم جميعاً مواصلة العطاء والإنجاز، خدمة لوطنهم وبلادهم، فهي الباقية دوماً كوطن، وهم الباقون كشعب تربط بين أبنائه وطوائفه وأعراقه المودة والإخاء والوئام.

إقرأ أيضا لـ "محمد نعمان جلال"

العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:47 م

      قسوة وأمل وحب ورضا وعطاء وإنجازات..

      أمر مؤسف جداً ان يتم تصفية بمركز بحثي كان واجة علمية البحثية لمملكة البحرين هذا ما تناقلته الجرائد المحلية بتصفية مركز البحرين للدراسات والبحوث، هذا المركز الوحيد في مملكة البحرين الذي اهتم بتفاصيل الدراسات والبحوث العلمية
      وسعادة السفير الدكتور محمد نعمان جلال احد أركان هذه الواجة العلمية البحثية ويستحق منا الثناء والشكر الجزيل فأنا أحد تلاميذ هذا الرجل المتواضع، المعلم الذي كان ولا يزال يقف له احتراماَ واجلالاً كل من يقدر العلم
      لا يسعني في هذه العجالة الا ان اقول (شكراً لك..)

    • زائر 3 | 5:18 ص

      الدكتور نعمان شخصية تستحق كل تقدير

      إذا في إنسان لازم ينشكر فهو الدكتور نعمان بكل صراحة الدكتور سعى وأسس برنامج الدراسات الإستراتيجية في المركز السابق وبذل كل جهد ووقت عشان يطلع اسم هذا البرنامج، فالشكر له ويستاهل كل خير

    • محب البحرين | 3:12 ص

      وتالي؟

      الزبده؟

    • زائر 1 | 10:21 م

      بهلول

      شكراً لك ، شكراً جزيلاً ، و أنا أجلك و أقدرك رغم ندرة قرائتي لمقالاتك . و لكن ! ( و آه من لكن) كيف يمكن أن نشيد بالحرية الإعلامية ؟ و أجهزة الإعلام الرسمية ذات نفس واحد بنسبة 99 فاصلة 99 % ؟ و مواقع إليكترونية معينة يتم حجبها دون الأخرى ؟ ألف رحمة لروح الفقيد البنكي و أدعوا له من كل قلبي بالمغفرة و الرضوان .

اقرأ ايضاً