بدأت الدائرة السادسة بالمحافظة الشمالية المنافسة الانتخابية بصورة سرية، فالمعارضة تتجه لاتخاذ قرار بشأن ترشيح شخصية في هذه الدائرة، بينما أعلنت جمعية المنبر الوطني الإسلامية عن ترشيح محمد إسماعيل العمادي مرشحاً لها بالدائرة بدلاً من النائب الحالي الشيخ محمد خالد.

ومهما كانت دوافع قرار كتلة المنبر واختلاف التفسيرات لهذا القرار، إلا أن الجمعية فازت بالدائرة في انتخابات العام 2002 فوزا ساحقا إذ حصل النائب محمد خالد على 82.8 في المئة من الأصوات بينما تراجعت هذه النسبة بصورة كبيرة في العام 2006 إذ بلغت نسبة الأصوات التي حصل عليها 54 في المئة فقط، ما يعني أن المقعد الذي حصلته على الجمعية في الدورتين السابقتين لن يكون مضمونا تماما في العام 2010.

وأمام الوضع غير المطمئن بالنسبة لجمعية المنبر الوطني الإسلامية، ستدخل المعارضة بحسب مصادر مطلعة الدائرة موحدة «خلف النائب السابق يوسف زينل الذي سيترشح في الدائرة عن جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي»، مؤكدة أن «زينل انتقل من الدائرة التي مثلها في انتخابات العام 2002 وهي الدائرة السابعة في محافظة الشمالية إلى الدائرة السادسة استعدادا لخوض الانتخابات»، مستبعدة «دخول جمعية العمل الوطني الديمقراطي على خط المنافسة بترشيح استشاري الأذن والأنف والحنجرة أحمد جمال في الدائرة نفسها وذلك من أجل توحيد جهود الجمعيات المعارضة في الدائرة». يشار إلى أن زينل خاض التجربة الانتخابية في العام 2002 إلا انه خسر الدائرة السابعة أمام مرشح جمعية الوفاق الوطني الإسلامية النائب جاسم حسين.

إلى ذلك علمت «الوسط» أن «مدير المطبوعات والنشر في وزارة الثقافة والإعلام جمال داوود انتقل هو الآخر بصورة رسمية من الدائرة الثامنة في المحافظة الشمالية إلى الدائرة السادسة للترشح فيها وخصوصا بعد أن أعلن عدم ترشحه في الدائرة على رغم مطالب الأهالي فيها بسبب وجود النائب محمد خالد»، وتابعت «ولكن بعد إعلان محمد خالد انسحابه من الترشح انتقل رسميا للترشح في الدائرة السادسة بعد أن خسر الانتخابات النيابية في العام 2006 في الدائرة الثامنة أمام النائب جواد فيروز».

وكان داوود ذكر في وقت سابق أنه تلقى «عدداً من الدعوات والاتصالات من أهالي بعض الدوائر الانتخابية تطلب منه بأن يمثلها عبر ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة»، ولفت إلى أن «من بين هذه الدوائر الدائرة السادسة بالمحافظة الشمالية والتي يمثلها حالياً النائب محمد خالد».

وتوقع مراقبون أن «تعيد جمعية المنبر الوطني الإسلامي حساباتها بعدم ترشيح النائب محمد خالد في الدائرة بعد المستجدات الجديدة التي من المحتمل أن تفقدها المقعد، إلا أن ذلك سيصطدم بإصرار محمد خالد على عدم الترشح»، وبينوا أن «ذلك من الممكن أن يتم في حال ضغطت الجمعية على محمد خالد للدخول في المنافسة».

وفي وقت سابق أعلن الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي رئيس كتلتها النيابية عبداللطيف الشيخ إن الجمعية قررت الدفع بالمهندس محمد إسماعيل العمادي مرشحاً لها بالدائرة السادسة بالمحافظة الشمالية بدلاً من النائب الحالي الشيخ محمد خالد وذلك استجابة لرغبة النائب الذي اعتذر عن الترشح في الانتخابات المقبلة في 2010.

وأكد الشيخ أن «النائب محمد خالد كان له دور ومجهودات كبيرة فيما حققته كتلة المنبر من إنجازات داخل البرلمان وخارجه، وكنا نتمنى أن يواصل إنجازاته مع الكتلة غير أنه فضل عدم خوض الانتخابات المقبلة وإفساح المجال أمام الدماء الجديدة والتفرغ للعمل الدعوي، وقد احترمنا خياره هذا»، مشيراً إلى أن «الجمعية والكتلة المستقبلية للمنبر ستستفيد من خبراته المختلفة وستعمل على توظيفها بما يخدم الجمعية والكتلة».

وأشار عضو كتلة المنبر الوطني الإسلامي النائب الشيخ محمد خالد أنه بالفعل تقدم باعتذار للأمانة العامة للمنبر وللجنة الانتخابات بالجمعية عن عدم خوض الانتخابات المقبلة 2010 وذلك رغبة منه في التفرغ للعمل الدعوي ولإفساح المجال لدماء جديدة قادرة على العطاء وعلى تحقيق المزيد من الإنجازات للوطن والمواطن، ولإعطاء صورة حقيقية للإسلاميين أن المناصب لا تعنيهم بقدر خدمة الوطن والمواطن.