العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ

«كريستيز» تعرض روائع الأعمال الفنية بمزاد لندن في يونيو

أعلنت «كريستيز»، دار المزادات العلنية العالمية العريقة، أن «المزاد المسائي للأعمال الفنية الانطباعية والحديثة» المقرَّر في 23 يونيو/ حزيران الجاري سيتضمَّن اللوحة الخالدة «الزنابق المائية» Nymphéas لرائد المدرسة الانطباعية الرسام الفرنسي العالمي كلود مونيه (1840 - 1926).

يُشار إلى أن لوحة «الزنابق المائية» Nymphéas الشهيرة التي رسمها مونيه العام 1906 قد عُرضت خلال معرض سلسلة لوحات الزنابق المائية لرائد المدرسة الانطباعية الذي أقيم في العاصمة الفرنسية العام 1909، وظلت ضمن مُقتنيات عائلة دوراند روويل الشهيرة لعقود متوالية. وتوقعت «كريستيز» أن تحقِّق لوحة «الزنابق المائية» المأخوذة من مجموعة مُقتنيات خاصة ما بين 30 إلى40 مليون دولار.

ويترقَّبُ المقتنون حول العالم «المزاد المسائي للأعمال الفنية الانطباعية والحديثة» في لندن بعد النجاح الواسع الذي سجله المزاد المماثل لدار «كريستيز» في نيويورك في 4 مايو/ أيار، والذي حققت خلاله لوحة الرسام الإسباني العالمي بابلو بيكاسو Nude, Green Leaves and Bust رقماً قياسياً عالمياً لأيِّ لوحة مُباعة في مزاد علني عالمي بعد أن بيعت مقابل 106,482,500 دولار أميركي (70,278,450 جنيه أسترليني/81,991,525 يورو).

وأكدت دار «كريستيز» أن مزادها المسائي اللندني المقرَّر في 23 يونيو/ الجاري سيكون أهمّ مزاداتها في العاصمة البريطانية على الإطلاق، إذ يشمل 63 عملاً فنياً فذاً وخالداً، معربة عن توقعها بأن تتراوح مبيعات المزاد المُرتقب بين 163,670,000 و231,180,000 دولار أميركي. فبالإضافة إلى لوحة كلود مونيه الخالدة «الزنابق المائية»، يشمل المزاد المقبل لوحة Portrait of Angel Fernndez de Soto التي رسمها بابلو بيكاسو (1973 - 1881) العام 1903 ويصنِّفها الخبراء ضمن ما يُعرف باسم «الحقبة الزرقاء» في مسيرة بيكاسو الإبداعية. وتتوقع «كريستيز» أن تُباع اللوحة مقابل 30 إلى 40 مليون دولار أميركي، وهي من مجموعة مُقتنيات «مؤسسة أندرو لويد ويبر»، المؤسسة الخيرية المعنية بالترويج للحركة الفنية والإبداعية والثقافية والتراثية في بريطانيا.

وقالت مدير ورئيس الأعمال الفنية الانطباعية والحديثة بدار «كريستيز» في لندن جيوفانا بيرتازوني: «حققت مزاداتنا طوال السنة الماضية، وخلال الأشهر الستة الماضية على وجه التحديد، نجاحاً واسعاً على الصُّعد كافة، الأمر الذي عزَّز، في اعتقادنا، ثقة المُقتنين. وفي هذا السياق، أودُّ أن أشير إلى استعداد غير مسبوق من الزبائن لأن يعهدوا لنا بمهمة عرض أعمال فنية فذة وفريدة بمعايير متحفيّة فائقة في مزاداتنا العلنية. ويرافق ما سبق اهتمامٌ متنام ومنافسة دولية واسعة لاقتناء الأعمال الفنية النخبوية، ولاسيما النادرة منها. وقد أظهر مزادنا الأخير في نيويورك الذي انعقد في مايو الماضي أن سوق الأعمال الفنية ذات أبعاد عالمية حقيقية، إذ شهد المزاد تنافس مُزايدين ومُقتنين من روسيا والصين والشرق الأوسط وأوروبا، بالإضافة إلى الأميركتين».

لوحة «الزنابق المائية» (1906)، كلود مونيه (1926 - 1840)

يُعد الرسام الفرنسي العالمي كلود مونيه رائد المدرسة الانطباعية، وهو يحتل اليوم مكانة خاصة بين أشهر الرسامين الأوروبيين قاطبة. ويقول مؤرخو مسيرته الإبداعية إن كلود مونيه قرّر في العام 1890 شراء منزل في بلدة جيفيرني الفرنسية بعد أن توافرت لديه الأموال اللازمة لذلك، وقد أقام في المنزل المذكور منذ العام 1883، حيث استعانَ بأحد البُستانيِّين ومُساعدين آخرين في تغيير معالم حديقة المنزل المذكور وبناء بُحيرة الزنابق المائية التي هيمنت فيما بعد على رسوماته وشكلت أحد أبرز مصادر إلهامه.

وكان مونيه قد رسمَ الحديقة المائية في بلدة جيفيرني عشر مرات قبل العام 1899، ربما آثر حينئذ الانتظار إلى حين نضج الأزهار واكتمال الحديقة، ولكن، ووفقاً لمؤرخيه، هيمنت الحديقة المائية على مخيلته خلال عامي 1899 - 1900 وباتت تستأثر برسوماته. وشيئاً فشيئاً، بات أثر وتأثير الضوء يستحوذ على أفكاره، كما أخذ ينشد أكثر فأكثر لما تعكسه مياه البحيرة، حتى راح يرسم الحدائق المتناثرة في بلدة جيفيرني. وخلال تلك المرحلة، توخى كلود مونيه الكمالَ في تفاصيل لوحاته حتى أنه تخلَّص من الكثير من اللوحات التي ظنَّ أن شيئاً ما يعيبها أو يشوبها قبل أن يُتمَّها. ويظهر ذلك من رسالة بعث بها إلى صديقه غوستاف جيفري في العام 1908 عندما كان سحر الحديقة المائية يستحوذ على تفكيره. وقال مونيه في تلك الرسالة مخاطباً صديقه: «لابد أن تعرفَ أني مستغرقٌ كلياً في عملي، إذ تستحوذ الطبيعة المائية وانعكاساتها على تفكيري. قد يتعدى ذلك حدود طاقتي في هذا السنّ، ولكني لن أتوانى في التعبير عما يجول في خاطري. لقد تخلّصت من لوحات كثيرة، وبدأت أخرى، وأرجو أني سأصل إلى ما أريد في نهاية المطاف».

وفي العام 1909، نظم كلود مونيه، للمرة الأولى، في غاليري دوران رويل بباريس معرضاً خاصاً بلوحات الزنابق المائية، وهو ما حقق له شهرة عالمية واسعة. وقد حقق المعرض نجاحاً فاق توقعاته حتى أنه اضطر إلى تمديد انعقاده لأسبوع كامل. وقد كتب روبير ديل الذي شغل لاحقاً منصب رئيس تحرير مجلة Connoisseur وكان حينئذ مراسل مجلة Burlington Magazine في باريس مقالاً قال فيه: «لا أعتقد أن أحداً منا قد شاهدَ شيئاً كهذا من قبل. ولا يملك المرءُ منا إلا الانبهار أمام هذه اللوحات التي تصوِّر الزنابق المائية بكلِّ روعتها، وفي أطياف إنارة مختلفة، وفي كلِّ ساعة من اليوم».

وأما اللوحة التي ستعرضها دار «كريستيز» في مزادها اللندني المسائي المقبل فهي أضخم لوحة من بين تسع لوحات رسمها كلود مونيه في العام 1906، كما أنها واحدةٌ من بين خمس لوحات فقط عُرضت بمتحف Musée de l’Orangerie في باريس. وقد بقيت هذه اللوحة ضمن مُقتنيات عائلة دوراند روويل الشهيرة لعقود طويلة، إلى أن استحوذ عليها مالكها الحالي قبل عشرة أعوام خلال مزاد «كريستيز» بنيويورك في مايو 2000.

وفي هذا السياق، قالت مدير ورئيس الأعمال الفنية الانطباعية والحديثة بدار «كريستيز» في لندن جيوفانا بيرتازوني: «لوحات الزنابق المائية التي أبدعها كلود مونيه في قمة إبداعه تُعدُّ من بين أشهر وأندر الأعمال الفنية في القرن العشرين، ويتفق مؤرخو وناقدو الحركة الفنية والإبداعية على أن تلك اللوحات شكلت مصدر إلهام لأجيال متلاحقة من الرسامين. ويسرُّنا أن نعرض لوحته الفذة «الزنابق المائية» Nymphéas خلال مزادنا اللندني، تلك اللوحة النادرة التي عُرضت ضمن معرض سلسلة لوحات الزنابق المائية لرائد المدرسة الانطباعية الذي أقيمَ بالعاصمة الفرنسية العام 1909، وظلت ضمن مُقتنيات عائلة دوراند روويل الشهيرة لعقود متوالية. كما يسرُّنا أن يشمل المزاد اللندني المُرتقب أيضاً لوحة من أشهر وأندر لوحات ما يُعرف بالحقبة الزرقاء في مسيرة بابلو بيكاسو الإبداعية، وكذلك لوحات لكليمت وفان غوخ، حيث تنتمي اللوحات المعروضة إلى الأعوام التي شكَّلت المسيرة الإبداعية لأربعة من أشهر الرسامين وأكثرهم تأثيراً في الحركة الفنية والإبداعية العالمية».

العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً