العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ

العريفي يقدم «لمحات من تاريخ المسرح البحريني»

في نطاق البرنامج الثقافي الفني المشترك بين مسرح جلجامش وأليانس فرانسيز البحرين ألقى خليفة العريفي محاضرة بعنوان (لمحات من تاريخ المسرح البحريني) وذلك يوم الأربعاء الموافق 26 مايو/ أيار.

وأوضح الفنان والمخرج خليفة العريفي أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الحضارات الكبرى التي مرت بها جزر البحرين قد عرفت شيئاً من المسرح بدءاً من العصر الدلموني ومروراً بالعصور الإسلامية وانتهاءً ببداية القرن العشرين.

كما بين الدور المهم الذي لعبته المدارس الحكومية في ظهور المسرح في البحرين، ومن هذه المدارس مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق، حيث تم عرض أول عمل مسرحي فيها سنة 1925 بعنوان «القاضي بأمر الله» والذي صوبه المؤرخ مبارك الخاطر في كتابه (المسرح التاريخي في البحرين) إلى «قاض بأمر الله».

وتطرق إلى رغبة المعلمين الذين استقدمتهم حكومة البحرين من سورية ولبنان وفلسطين ومصر في إيصال معاني التاريخ الإسلامي إلى طلابهم، ووجدوا أن أقرب الطرق إلى ذلك هو المسرح. و قدمت المدرسة مسرحية (وفود العرب على كسرى) العام 1928. ولكن النشاط المسرحي فيها توقف سنة 1932 عندما بدأ النشاط التمثيلي في الأندية الأهلية.

كما قدمت مدرسة الهداية الخليفية بالمنامة مسرحية «ثعلبة» سنة 1928 لكنها لم تواصل بعد ذلك نشاطها في هذا المجال.

وقد نشطت المدرسة الخليفية للبنات بالمحرق (خديجة الكبرى فيما بعد) حيث قدمت منذ سنة 1932 حتى 1943 عدة مسرحيات.

ونافست المدرسة الخليفية للبنات بالمنامة مثيلتها في المحرق ومن المسرحيات التي قدمتها «فظائع الطليان في طرابلس الغرب» شارك فيها إضافة إلى المعلمات، مجموعة من موظفي إدارة المعارف وذلك تضامناً مع الشعب الليبي.

أما المدرسة الأهلية التي أنشأها الشاعر إبراهيم العريض فقد عرضت على مسرحها (وامعتصماه).

بينما قدم الشاعر عبدالرحمن المعاودة من خلال مدرسة الإصلاح الأهلية عدة مسرحيات منها «سيف الدولة بن حمدان» و»الرشيد وشارلمان» و»سقوط بغداد» وغيرها.

وتعتبر أول مسرحية عرضت بإشراف قسم المسرح المدرسي الذي أنشأته وزارة التربية والتعليم مسرحية «الأميرة والغلام» سنة 1977 لمدرسة الحورة الثانوية للبنات. و»بلاوي الدنيا» لمدرسة المنامة للبنين.

كما أقيم المهرجان الأول للمسرح المدرسي سنة 1979 وشاركت فيه مدارس البنين والبنات. واستمر هذا المهرجان حتى العام 1989 ثم توقف بسبب ضعف الميزانية. ولم يعد لقسم المسرح الآن سوى الإشراف الفني على أنشطة المدارس.

بدأت الأندية في ممارسة النشاط المسرحي منذ بداية الأربعينيات من القرن الماضي، وأهم تلك الأندية نادي البحرين بالمحرق، نادي العروبة، نادي الإصلاح، نادي النهضة وغيرها.

وعندما تسلمت المؤسسة العامة للشباب والرياضة مسئولية الأندية، شجعت المسرح وكونت فرقاً مسرحية تابعة للأندية ونظمت لها عدة مهرجانات.

يذكر أن معظم العاملين بالفرق المسرحية هم نتاج المسرح في الأندية والمدارس. كما أن نادي مدينة عيسى مازال يقدم عروضه المسرحية من خلال أنشطته الثقافية والفنية.

ثم جاء دور الفرق المسرحية ومنها الفرقة المسرحية المتنقلة سنة 1955 لكنها توقفت وكون بعض أفرادها فرقة البحرين. ثم تكونت أسرة هواة الفن التي جمعت الفنون المختلفة كالغناء والموسيقى والفن التشكيلي والتمثيل.

ودعا نادي اتحاد الشباب بالمحرق في تجمع كبير للأدباء والمثقفين إلى إنشاء فرقة مسرحية باسم مسرح الاتحاد الشعبي. وانسلخت منها مجموعة أسست فرقة «المسرح البحريني» سنة 1970، ثم تغير الاسم إلى «مسرح أوال». كما تأسس مسرح الجزيرة وفرقة مسرح الخريجين ومسرح الصواري الذي اتخذ من التجريب منهجاً له. وتكونت فرقة مسرح جلجامش سنة 1993 وركزت على التعبير الحركي والأعمال التاريخية والملحمية وتم إشهارها رسمياً سنة 1998.

كما اجتمعت الأندية المهتمة بالمسرح في القرية وأثمرت جهودها في تنظيم مهرجان الريف المسرحي سنة 2000. وأشهرت فرقة مسرح الريف العام 2005. وتلاها فرقة مسرح البيادر في نفس العام.

هذا وقدمت كلثوم أمين التي أدارت هذه الندوة ملخصاً عن تاريخ المسرح البحريني باللغة الفرنسية. كما عرضت فقرات من مسرحيات منوعة للفرق المسرحية السابقة الذكر.

وفي إجابته على العديد من الأسئلة المطروحة من قبل الحضور ذكر صعوبة إنشاء معهد للمسرح، حيث يجب الاهتمام بالمسرح من جميع جوانبه، فقد لجأت الفرق المسرحية حالياً إلى المسرح الفقير وذلك لعدم كفاية الميزانية الخاصة بالمسرح، إضافة إلى عدم وجود أمكنة للتدريب والبروفات وصعوبة الحصول على فترة كافية للتدرب على خشبة الصالة الثقافية التي باتت مكاناً تقدم فيه العديد من الفعاليات المختلفة.

وبين العريفي أن ضعف الترويج يعد سبباً من أسباب ضعف الإقبال على مشاهدة العروض المسرحية، وذكر أن فترة السبعينيات والثمانينيات كان النقد المسرحي حاضراً والتغطية الصحافية قوية، لهذا كان المخرج يحاول أن يقدم مسرحيات أفضل من السابقة، أما في الوقت الحاضر نجد أن النقد قليل رغم أهميته في الحركة الفنية بشكل عام.

وتفاءل الفنان خليفة العريفي بوجود العنصر الشاب في المسرح، لكنه نصحهم بأن يكونوا مؤهلين ويكون لديهم إلمام بالإخراج والتمثيل، بل وحتى في الموسيقى والفن التشكيلي وكل ما يتعلق بالفنون قبل أن يجازفوا بتقديم أعمال مسرحية، فالمخرج المبتدئ الذي لا يملك الخبرة والتأهيل والإلمام المعرفي بالإخراج سوف يقدم عملاً مسرحياً سيئاً. ولهذا أكد عليهم أهمية تكوين أنفسهم لأنهم سيشكلون مستقبل المسرح البحريني .

العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:22 ص

      انور علي عبد الطيف

      البحرين أرض الأمان و السلام فديتها البحرين و أهل البحرين

اقرأ ايضاً