يبدو أن سحابة الصيف التي أطلت على «المنبر» و«الأصالة» على مدى الأسابيع الماضية رحلت، بعد أن نجحت «رُقية» اجتماعهما الذي تم يوم (الجمعة) الماضي في كف أعين المتربصين بهما من المستقلين والقوى السياسية المنافسة لهما، إذ كشفت الجمعيتان رسمياً، عن اجتماع عقد بين القيادتين للتباحث حول التنسيق والتحالف في الانتخابات المقبلة 2010.

وقال رئيس جمعية الأصالة الإسلامية غانم البوعينين والأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي عبداللطيف الشيخ إن «الاجتماع عقد بحضور قيادات من الجمعيتين، وسادته أجواء أخوية وودية».وتوقعت مصادر مطلعة لـ «الوسط» أن يستهدف التنسيق الذي سيتم، قرابة 10 أو 11 دائرة انتخابية، تتقاسمها الجهتان، ست منها في المحرق، وأربع في «الوسطى»، وقد يطال دائرة واحدة في «الشمالية».

الطريق إلى مجلس النواب 2010... هل تتغير التحالفات؟ (2)

«المحرق» غنيمة «الأصالة» و«المنبر» ونصف «الوسطى» لـ «الإخوان» و«الجنوبية» كعكة «السلف» و«المستقلين»

الوسط - حسن المدحوب

رغم أنه لا يفصلنا عنها إلا أشهرٌ معدودة عنها، ورغم بدء العد التنازلي لها، ورغم أنه لايزال مبكراً الجزم بالسيناريو الأقرب لمسار «انتخابات 2010»، ، إلا أن التسخين الجاري في هذه الأيام على الساحة السياسية في البلاد، يمكّن ولو بصورةٍ أولية من استشراف الخارطة الانتخابية لما ستكون عليه هذه الانتخابات.

«الوسط» تحاول عبر ملفات متتابعة، جمع المشاهد الواحد تلو الآخر لتكمل الصورة المرتقبة للانتخابات المقبلة، والتي يبدو أن قواعد اللعبة فيها آخذة في التغير عما كانت عليه في 2006، سواءً فيما سُمي عرفاً بدوائر «الموالاة» أو «المعارضة».

في ملفنا الثاني نفتح الباب للحديث عن خارطة التحالفات الانتخابية في الدوائر الـ «22»، التي يهيمن عليها حالياً قطبا الرحى في الشارع السني «الأصالة» و»المنبر الإسلامي» بالإضافة إلى النواب المستقلين.

ويبدو أن سحابة الصيف التي أطلت على «المنبر» و»الأصالة» على مدى الأسابيع الماضية رحلت، بعد أن كشفت الجمعيتان في بيانٍ رسمي أمس، عن اجتماع عقد بين قيادة الجمعيتين الجمعة الماضية للتباحث حول التنسيق والتحالف في الانتخابات المقبلة 2010.

وقال رئيس جمعية الأصالة الإسلامية غانم البوعينين وأمين عام جمعية المنبر الوطني الإسلامي عبداللطيف الشيخ: «إن اللقاء جاء بعد إعلان الطرفين فيما سبق أن هناك اجتماعاً سيعقد بينهما للتنسيق بشأن الانتخابات، وخاصة بعد الأجواء التي شهدتها الفترة الماضية عن مسألة تحالف (المنبر) و(الأصالة)».

وأشارا إلى أن «الاجتماع عقد بحضور قيادات من الجمعيتين وسادته أجواء أخوية وودية، واتفق الطرفان على ضرورة استمرار التنسيق والتحالف نزولاً إلى ما تقتضيه المصلحة العامة ووحدة الصف، ولاسيما أن هناك ما يكفي من المشتركات ومقومات التلاقي بين المنبر والأصالة».

وأوضحا أن «الاجتماع شهد اتفاق الطرفين على الأسس والمبادئ العامة للتحالف، على أن تليه اجتماعات أخرى لوضع التفاصيل والترتيبات الخاصة بالدوائر، باشتراك اللجان والمجموعات المسئولة عن ملف الانتخابات بالجمعيتين».

وقال البوعينين والشيخ: «إن التنسيق والتحالف سيراعي خلال الاجتماعات المقبلة كل القوى الوطنية ومختلف الأطراف القريبة من توجهاتنا وأفكارنا وفقاً لما تمليه المصلحة العامة ومعايير الكفاءة والقدرة على خدمة المواطنين، وأن من أهم أهداف التحالف والتنسيق الوصول إلى الشخصيات الأفضل والأكفأ بحيث تكون جديرة بالترشح وحريصة على التواصل مع الناس، والعمل على تحقيق مطالبهم، وقادرة على الأداء البرلماني والتشريعي بمهارة».

واختتما بالتأكيد على أن «التحالف يصب في مصلحة البحرين وشعبها، وفي صالح تطوير المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، ويأتي نزولاً إلى ما تأمر به الشريعة الإسلامية الغراء من ضرورة التعاون والتنسيق، والبعد عن الفرقة والشقاق».

وعليه، يبدو أن الأمور تسير مجدداً لتكرار سيناريو 2006، الذي استطاعت فيه كلٌ من «الأصالة» الظفر بخمس دوائر، قبل أن يتحالف معها 3 آخرون بعيد فوزهم (عيسى أبوالفتح، خميس الرميحي، سامي البحيري)، لترتفع مقاعدها إلى ثمانية، كما استطاعت «المنبر الإسلامي» نيل سبعة مقاعد، ثلاثة منها كانت في المحرق.

ومن المتوقع أن يسفر التحالف الذي تم الاتفاق عليه قبل أيام، إلى ضمان خمس دوائر لمرشحي «الأصالة» وستسحب «المنبر» مرشحيها الذين أعلنت عنهم في دوائر قيادات «الأصالة»، في خطوةٍ بدت نوعاً من الضغط المسبق على «الأصالة» لجرها إلى التنسيق الذي تأخرت في تلبية دعوة «المنبر» له لفترةٍ غير طويلة، بسبب ترتيب أوراقها الداخلية فيما يبدو.

ومن المؤمل أيضاً أن يؤدي هذا التحالف إلى تنسيق آخر مع «المنبر» تتعهد فيه «الأصالة» بعدم إنزال مرشحين لها في عددٍ يتراوح ما بين 5 إلى 6 دوائر، وتوجيه ناخبيها إلى التصويت لمرشحي الإخوان.

وبحسب ذلك، فإن «الأصالة» و«المنبر» ستظلان تهيمنان على دوائر الموالاة في المحرق كاملة، وهي سبع دوائر من ثمان خصصت للمحافظة المذكورة.

كما يبدو أن «المنبر الإسلامي» ستظل تحتفظ بنفوذها في المحافظة الوسطى، في حين لا يبدو أن «الأصالة» عازمة على مد خارطة مرشيحها هناك أكثر من 2006، وقد تكتفي بمرشحها النائب الحالي عبدالحليم مراد، فيما يبدو أنها ستسحب المرشح الذي أعلنت أنه سينافس النائب إبراهيم الحادي، وخاصة إذا ما أعلنت «الوفاق» إنزال مرشحٍ لها في هذه الدائرة.

إلى ذلك، يبدو أن السيناريو الأقرب للمحافظة الجنوبية البعيدة عن تأثير «المنبر الإسلامي»، أنها ستكون غنيمة المستقلين الذين من المتوقع أن يحصدون فيها أربعة مقاعد، وخاصة مع إعلان النائب خميس الرميحي أنه سيترشح بعيداً عن «الأصالة» وسيكون مستقلاً.

أخيراً، سيبقى المقعد اليتيم الذي حصدته «المنبر الإسلامي» في 2006، بالمحافظة الشمالية، محل سجال بين الجمعية والمستقلين الذين انتهزوا فيما يبدو انسحاب نائب «المنبر» خلال دورتين انتخابيتين محمد خالد وعزوفه عن الترشح، لتعزيز تواجدهم في الدائرة المذكورة، أملاً في إضافتها إلى مقاعد المستقلين في برلمان 2010