العدد 2389 - السبت 21 مارس 2009م الموافق 24 ربيع الاول 1430هـ

«اليوتيوب» في الدبلوماسية الأميركية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوة تاريخية مباشرة إلى الشعب الإيراني أمس الأول حثهم فيها على إنهاء عقود من العداء وعرض إجراء حوار «نزيه» مع الشعب الإيراني وليس فقط مع الحكومة الإيرانية... وأوباما استخدم القنوات الرقمية لنقل رسالته العلنية - وليست السرية كما كان في عهود رؤساء سابقين.

الخطاب المسجل بالفيديو بث على المواقع الرقمية التي يستطيع أي زائر الدخول إليها من خلال «اليوتيوب» أو أي مواقع أخرى مشابهة وذلك بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة (النوروز)، إذ قال أوباما إن إدارته تتعهد «باتباع دبلوماسية تعالج مجموعة من القضايا التي نواجهها، والسعي إلى إقامة علاقات بناءة بين الولايات المتحدة وإيران والمجتمع الدولي».

الرئيس الأميركي قام بهذه الخطوة التاريخية وهي خروج كبير عن سياسات سلفه، وقد وصفت خطوته بأنها «موسم بدايات جديدة»، لأنه أعرب في رغبته البدء بعهد جديد من «الحوار النزيه والقائم على الاحترام المتبادل».

أوباما الذي جاء خطابه من القلب إلى القلب في محاولة لإزالة العداء المتبادل بين طهران وواشنطن، واستخدم وسيلة اتصال جماهيرية رقمية، وهذه كانت طريقته أيضا مع حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية. فالعالم الرقمي هو الأداة التي جعلت جميع الأميركيين يسمعونه وهي ذات الطريقة التي استخدمها أوباما مع الإيرانيين هذه المرة كشعب وحكومة وهو ما قد يشكل ضغطا على طهران من قبل شعبها الذي قد يرى لأول مرة رئيسا أميركيا يتحدث معهم بلغة بعيدة عن الشروط أو التهديد.

لقد اتبع أوباما أسلوبا أكثر ذكاء في توجيه سياسة بلاده الخارجية لمعالجة بعض الملفات العالقة، فهو لم يلجأ إلى الـ «سي إن إن» ولا إلى صحف مثل «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» ليمرر بعض الإشارات الغامضة، ولكنه لجأ إلى أسلوب جديد أكثر انتشارا وتأثيرا في عالم اليوم المتغير الذي لا يتحدث فقط عبر القنوات الدبلوماسية السرية والخاصة ولكن أيضا في نقل رسائل عامة وهامة إلى الشعوب عن طريق التكنولوجيا الرقمية الجديدة، وبذلك أصبح للدبلوماسية أدوات جديدة قد تفتح مجالات واسعة للأمن والاستقرار القائم على الاحترام المتبادل.

أوباما الذي نصب رئيسا منذ يناير/ كانون الثاني وجه رسالته بعد شهرين من بدء رئاسته، وهو بذلك يود التأكيد على أنه سيفي بوعوده وأنه سيكون مختلفا عمن سبقوه، ونأمل أن تتجاوب معه القيادة الإيرانية لما فيه صالح الأمن الدولي والإقليمي

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2389 - السبت 21 مارس 2009م الموافق 24 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً