العدد 2836 - الجمعة 11 يونيو 2010م الموافق 28 جمادى الآخرة 1431هـ

أسامة أنور عكاشة... رحل وترك خلفه إرثاً عريقاً للدراما

فيما لاتزال أعماله تشد المشاهدين

لطالما أبهرنا بقصص وحكايا أعماله الدرامية، شدنا لها حتى بعد أن أتعب الزمن صورها، وتغيرت أحوال مؤديها.

إنها دراما الراحل أسامة أنور عكاشة، الذي صدمنا وفاجأنا رحيله، على رغم تتبع الصحافة لوضعه الصحي الذي تردى خلال الفترة الماضية، فتركت الوجوه حزينة على رحيل عميد الدراما العربية، صاحب «ليالي الحلمية»، الذي ألف مجموعة من أهم الأعمال الدرامية العربية خلال القرن الماضي.

عكاشة الذي ودع الدنيا من القاهرة، عن عمرٍ يناهز 69 عاماً، ترك خلفه إرثاً درامياً عريقاً، من مسلسل «الشهد والدموع» الذي يعتبر من أنجح أعماله، وهو من وضع اسمه على درب النجومية في التأليف لتتالى من بعد هذا العمل المؤلفات الدرامية المتميزة، والتي يقارب عددها 40 مسلسلاً، مثل «زيزينا»، و»لما تعلب فات»، «عصفور النار»، «أربيسيك»، «امرأة من زمن الحب» وغيرها الكثير، ومن أشهر وأطول الأعمال على الشاشات العربية مسلسل «ليالي الحلمية» بأجزائه الخمسة الذي سرد فيه عكاشة التاريخ المصري الحديث منذ عهد الملك فاروق حتى مطلع التسعينيات، من خلال وجوه ما يقارب 70 ممثلاً شاركوا على مدار سنوات إنتاجه في تأدية أدوار قصة هذا العمل.

وبالتأكيد فإن مسلسل «ضمير أبله حكمت» الذي قدمته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، من أهم وأروع الأعمال التي حاول المؤلف أن يوصل من خلالها قيماً وشخصيات، لطالما رغب هو شخصياً بتواجد مثلها، لتكرس القيم التي كان يدعو إليها.

وعلى رغم أن غالب الناس يعرفون عكاشة من خلال إعماله الدرامية المتلفزة، إلا إنه أوجد لنفسه خلال مسيرته الإبداعية، بعض الأعمال في مجال الصحافة وكتابة الرواية والقصص، كما أنه أنجز نصوص بعض الأعمال السينمائية كفيلم «دماء على الإسفلت» و»كتيبة الإعدام»، «الإسكندرني»، وغيرها من الأعمال، وخاض في مجال تأليف المسرحيات، فقدم «البحر بيضحك ليه»، و»الناس لي في الثالث».

إلا أنه لم يجد نفسه الحقيقية سوى في الأعمال الدرامية التي شدت الملايين من العالم العربي لأعماله، حتى أن الكثير هذه الأعمال ما زالت تجد لنفسها مكاناً في بعض جداول البث في مجموعة من القنوات العربية، حتى بعد أن مر على بعضها ما لم نقل أغلبها ما يزيد عن 20 سنة.

ومن أكثر الأمور التي ميزت أسامة أنور عكاشة، أنه طوال مشواره الإبداعي، جسد في نصه جانباً واقعياً من حياة الشارع المصري والعربي والتغيرات التي مرت عليهما، من خلال شخصيات بقدر معاناتها وصراعها للوصول لنموذج الأخلاق والقيم الذي تنتمي إليه، بقدر تميزها بلمسات خاصة ظريفة وفكاهية، دون تهريج أو تسطيح، مما جعل أعماله محط إعجاب وإحسان النقاد والمتابعين من كل مكان.

وحاز عكاشة طوال السنوات الماضية على عدد كبير من الجوائز خلال مسيرة حياته عن الكثير من الأعمال المتنوعة التي أنجزها، مثل جائزة الدولة التقديرية سنة 2008، جائزة الدولة للتفوق في الفنون من وزارة الثقافة المصرية العام 2002، و جائزة نجيب محفوظ للتأليف الدرامي في مهرجان الإعلام العربي.

ولعل أكبر دليل على أن اسم مثل اسم أسامة أنور عكاشة سيبقى محفوراً في ذاكرة وتاريخ الدراما العربية، أنه على الرغم من كون الساحة الفنية اليوم مزدحمة بالأعمال الدرامية، من كل الأشكال والمستويات، والتي تقدم بالتأكيد وفقاً لأحدث تقنيات التصوير والإنتاج، إلا أن الكثيرين ما زالوا يفضلون ساعة من المتعة القديمة مع شخصيات مسلسلات أسامة أنور عكاشة، رغم التطور الذي تُقدم من خلاله أعمال اليوم

العدد 2836 - الجمعة 11 يونيو 2010م الموافق 28 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً