ربما يخيل للقارئ من الوهلة الأولى، أن فيلماً بعنوان «واقع أوال»، لا بد أن يكون فيلماً وثائقياً أو تاريخياً عن أوال قبل أن تصبح البحرين، إلا أنه في واقع الأمر فيلم جاء بمبادرة أربعة شباب من منطقة العكر، ولا يتجاوز في مدته الربع ساعة، ويحكي قصة صحافي جريء (رضا) يسعى لمحاربة تجار المخدرات من خلال ما ينشره من مقالات جريئة، وأثناء محاربته لهذه الآفة، تظهر أمامه شركة غذائية يتبين أنها المروج الرئيسي للمخدرات في البحرين.
وتبدأ مشاهد الفيلم حين يقوم شخص يطلق عليه في الفيلم لقب (المفوض) الذي يتلقى أوامر من جهة مجهولة، تطلب منه نصب كمين للصحافي من أجل تدبير عملية قتله نتيجة إعطائه جرعة زائدة من المخدرات، لينشر في الصحافة بعد ذلك أن هذا الصحافي الذي يحارب المخدرات مات بجرعة زائدة من المخدرات.
وتبرز في الفيلم شخصية محورية، تتمثل في صديق الصحافي واسمه (عباس)، الذي كان يعمل مع (المفوض) في عمليات تهريب المخدرات قبل أن يتوب، ويقرر محاربة شركة الأغذية عن طريق الصحافة، فاستغل صديقه الصحافي من أجل ذلك.
ويظهر الفيلم علاقة الصداقة الحميمة التي تربط الصحافي بـ (عباس)، ويتجلى ذلك من خلال ضرب الصحافي لصديقه، حين تلقى الأول مكالمة هاتفية من مجهول، أكدت له أن (عباس) لايزال يلتقي مع أصدقائه القدامي الذين يعملون في تهريب المخدرات، وهو ما نفاه (عباس) الذي جدد تأكيد توبته من العمل في المخدرات.
ويتبين بعد ذلك من أحداث الفيلم أن الاتصال الذي تلقاه الصحافي، جاء ضمن خطة مفبركة من (المفوض)، بغرض إشعال الخلاف بين الصحافي و(عباس). وفي الوقت نفسه، يجتمع (المفوض) مع (عباس) في الوقت الذي تم فيه اختطاف الصحافي تمهيداً لقتله، وذلك من أجل إبعاد (عباس) عن صديقه الصحافي وقت تنفيذ خطة قتله.
«الوسط» استضافت القائمين على الفيلم، الذين أكدوا أنه جاء بمبادرة شبابية وبإمكانات مادية محدودة.
وفي هذا الشأن، قال إبراهيم مهدي الذي قام بدور (المفوض): «حاولنا كطاقة شبابية أن يبدي كل واحد مواهبه، وخصوصاً أن الإبداع يأتي بشيء من العدم»، مؤكداً أن الموازنة التي استخدمت في إعداد الفيلم لا تتجاوز قيمة كاميرا الفيديو العادية التي تم تصوير الفيلم بها، والتي كانت لا تتجاوز مبلغ 80 ديناراً.
وقال: «استغرقنا العمل على الفيلم مدة ثلاثة أسابيع، وموقع العمل والممثلون فيه لم يخرجوا عن قرية العكر، إلا في مشاهد قليلة جداً كانت خارج القرية».
وأكد أن الهدف من الفيلم هو توصيل رسالة أن الصحافة وعلى رغم كونها تمثل السلطة الرابعة في الدولة، إلا أنه ليس هناك من يحميها، وخصوصاً إذ واجهت أشخاصاً لديهم نفوذ، ناهيك عن التأكيد على ضرورة معاقبة من يتسبب في نشر آفة المخدرات.
وأوضح مهدي أن تجربة «واقع أوال» سبقها عمل آخر مدته أربع دقائق بعنوان «يتيمة»، ويهدف إلى إيصال رسالة أن من يرحم يُرحم.
وأعرب مهدي عن طموحه في تأسيس شركة إنتاج لإنتاج مثل هذه الأفلام القصيرة، وقال: «بالإمكانات البسيطة المتوافرة لدينا، من غير الممكن إبداع المزيد، ولذلك أفكر في إنشاء ورشة إنتاج، نوفر فيها ما نحتاج من الأجهزة لإنتاج الأفلام».
وتابع «من خلال فيلمنا هذا، سعينا إلى كسر قاعدة الحاجة إلى شركات الإنتاج، على رغم أن شقيقي لديه ستوديو وكان بالإمكان الاستعانة به، إلا أننا أصررنا على عدم الاستعانة به لأننا أردنا أن يكون عملنا جماعياً مشتركاً».
وأكد مهدي أن الفيلم تم عرضه مساء أمس الجمعة في نادي العكر الذي تبنى العمل وموَل فريق إعداده حتى الآن بمبلغ مالي يصل إلى 400 دينار من أجل إنتاج عمل آخر.
وقال: «اجتمعنا مع صندوق العكر الخيري، ولجنة أهالي العكر الخيرية، وجمعية نون الإسلامية، ورئيس نادي العكر، الذين بعد مشاهدتهم العمل أبدوا استعداداً لدعم فريقنا لإنتاج المزيد من الأفلام، من خلال تزويدنا بكاميرات التصوير، وبنشر إعلانات في مناطق المعامير والعكر وسترة تسبق عرض الفيلم».
وعن أسباب تسمية الفيلم بـ«واقع أوال»، على رغم عدم علاقته بموضوع الفيلم، قال مهدي: «يكفينا فخراً أن كلمة أوال ذُكرت في نهج البلاغة، ناهيك عن أنه اسم البحرين منذ 1400 عام».
وفيما إذا كان القائمون على الفيلم أرادوا ترسيخ فكرة أن الشخص السيئ هو من ينتصر في النهاية، أوضح «تركنا نهاية الفيلم بحسب تفسير المشاهد حتى نمهد لإعداد جزء ثان من الفيلم، ولكن لا خلاف على أن الحق دائماً ينتصر ولا يعلى عليه، وهذا يتضح من خلال ما قاله الصحافي في الفيلم عن مورّدي المخدرات: «إذا لم تحاسَبوا اليوم سيحاسبكم أحد غداً». كما سعينا أيضاً لأن نوصل رسالة مفادها أن المحاسبة لا يجب أن تتم لمستخدمي المخدرات فقط، وإنما يجب محاسبة من يروج المخدرات».
أما مخرج الفيلم جاسم محمد، فأكد أن المشروع بني من خلال مبادرة شخصية، وبآلة تصوير بسيطة، وجميع من شاركوا فيه هم أشخاص غير متخصصين.
وأوضح أن فكرة الفيلم جاءت من قصيدة سياسية نثرية من تأليفه، بنى وزملاؤه على الجزء الأخير منها الموقف وصوروها من خلال الفيلم.
وتتمثل الأبيات التي بني عليها الفيلم في: «واقع أوال واقع... وانا سامع... للحظة ولحظة... أنت ضائع... كلما تقدمت... أنت راجع».
وعن أسباب إبراز صور شخصيات دينية ظهرت من خلال الفيلم، معلقة على حائط بيت الصحافي، قال محمد: «صور الأشخاص التي وُضعت في الفيلم هم أصحاب رسالة، والصحافي أيضاً صاحب رسالة».
وعن أسباب تسمية الفيلم بـ «واقع أوال»، قال: «أردنا أن نبين أن ما حدث في الفيلم هو واقع، فكم من مجرم قام بجريمة ولايزال يسرح ويمرح في البلد؟ وكم من شخص سعى للنجاح في عمله واجهته سلطة أقوى منه وقفت ضده وأرجعته للخلف؟».
ومن جهته قال أحمد حسن، الذي قام بدور (الصحافي رضا): «قصدنا عدم الاعتماد في إعداد الفيلم على أشخاص لديهم خبرة، وإنما أردنا أن يكون كل شيء بسيطاً ومبتدئاً، بما فيها فكرة الفيلم».
فيما أوضح مساعد مخرج الفيلم فيصل أحمد أن السبب وراء اختيار عرض الفكرة من خلال الفيلم «أن تصل الفكرة للمشاهد بسرعة، في حين أنه لو عُرضت الفكرة من خلال مسرحية أو أية وسيلة أخرى، لما تم أخذ الموضوع بجدية لإيصال الفكرة التي نريدها من وراء الفيلم».
وبدوره أشاد رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري بفكرة الفيلم وطريقة إعداده، إلا أنه دعا القائمين عليه لإدخال «الجرافيك» في أعمالهم المقبلة، كما دعا لإدخال عنصر المرأة من خلال إبراز دور الزوجة والأم
العدد 2836 - الجمعة 11 يونيو 2010م الموافق 28 جمادى الآخرة 1431هـ
ما شاء الله
ولله شياء جميل جداً
وبصرحه هي اثبات ان البحريني ورغم الفقر انه قدر عل انتاج
الله وفقكم شباب وتمنه لكم كل اتوفيق من كل قلبي
وشكراً لكم