تدخل الدولة التي حاربت العنصرية (جنوب إفريقيا) اليوم التاريخ من جديد ليس على الصعيد السياسي بل الرياضي عندما تفتتح على أرضها بطولة كأس العالم لكرة القدم، البطولة التاريخية التي تنتظرها شعوب العالم بشغف كل 4 سنوات، كيف لا وهي التي تجمع أبرز المنتخبات في العالم وأبرز اللاعبين على مستوى العالم، وبالتالي الناس تنتظر المتعة والفن والمفهوم الحقيقي لكرة القدم وجنونها.
تحول التشجيع لدى غالبية الناس من أن تشجع منتخبات بناء على تاريخها التنافسي والمواهب والأساطير التي قدمتها في كأس العالم إلى أن تشجع منتخبات على أساس أحد نجومها الموهوبين، وباعتقادي أن العاشقين الجدد لمنتخب (التانغو) على سبيل المثال السبب الرئيسي وراء تشجيعهم لهذا المنتخب تواجد الموهبة والظاهرة ليونيل ميسي الذي يعتبر الآن من أفضل اللاعبين على مستوى العام إن لم يكن أفضلهم.
يبدأ كأس العالم والتساؤلات تطرح لدى الجماهير والمحللين، كيف سيؤدي ليونيل ميسي في كأس العالم؟! وهل ستتغير صورته مع المنتخب بحيث يظهر بمستواه في برشلونة الإسباني، وإلى أي مدى سيكون حضور كريستيانو رونالدو مع المنتخب البرتغالي (برازيل أوروبا)؟!، وهل سيعود الثنائي البرازيل كاكا وروبينهو إلى الواجهة من جديد بعد فقدانهم الواجهة مع ريال مدريد ومانشستر سيتي؟!
وإذا كان الحديث عن المنتخبات، فإن الحديث الأكبر من نصيب المنتخب الإسباني (بطل أوروبا) وكيف ستكون شخصيته في كأس العالم بعد أن توج بطلا للقارة الصفراء في أول بطولة بعد التتويج، وغالبية الترشيحات تنصب لصالحه لوجود مجموعة من اللاعبين الموهوبين الواسعة كإكسافي، وإنييستا، وفابريغاس وفيا وسيرجيو راموس والحارس الكبير كاسياس.
أتصور أن هناك منتخبات دائما ما تفرض نفسها في مثل هذه البطولة، ولها شخصيتها القوية في التعامل بمثالية مع ظروف البطولة، وهذه المنتخبات إلى جانب المنتخب الإسباني من المرشحين وبقوة لأن ينافسون على الكأس العالمية كمنتخب البرازيل المرشح الأول ومنتخب ألمانيا ومنتخب فرنسا والبطلة إيطاليا.
كأس العالم الحقيقي لن يبدأ اليوم بل سيبدأ من الدور الثاني لما يصل العدد إلى 16 منتخبا، هناك ستظهر المنتخبات القوية والكبيرة على المحك، فهذه المنتخبات سيكون هدفها مجرد تأمين الوصول والعبور للدور الثاني وكل ما في جعبتها ستقدمها هناك.
آخر السطور
كنت أتحدث مع أحد الأقارب العمانيين عن كأس العالم الذي سينطلق اليوم في جنوب إفريقيا، فقال لي «أنا لست متفائلا بالبطولة بتاتا ويبدو أنها ستكون بطولة للمشكلات وليست للمتعة الفنية، لأنه في كل يوم تسمع عن مشكلة، سمعنا عن إضراب عمال، وسطو مسلح، ومشكلات في السكن، وخوف من عدم حضور الجماهير، والمخاوف الأمنية على جماهير العالم التي ستزحف ناحية جوهانسبورغ لمتابعة الحدث العالمي، هذه العبارات لم نكن نسمعها مسبقا لما كانت بطولة كأس العالم تقام في بلدان أو قارات أخرى»
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2835 - الخميس 10 يونيو 2010م الموافق 27 جمادى الآخرة 1431هـ