إن الانسان الذي يخاطبه ماكيافللي إنسان من أهل هذه الدنيا، لا يبيع عالم الدنيا بطموح إلى عالم آخر، ولذا - أي لأجل أن يستغل وجوده الدنيوي - يحتاج إلى الثورة والقوة لان من يشتري آخرته بدنياه هو - في عرف الدنيويين - من الخاسرين حتماً. وبناء عليه ذهب ماكيافللي إلى نسبية الحسن والقبح في ثبوتهما للأفعال وعدم ذاتيتهما، واعتقد ان كل ما يعتبره البشر حسناً، مثل التقوى، والرأفة، والصدق والوفاء بالعهد، وغيرها، إنما يجوز لصاحب السلطة الاخلال بها إذا كان يصب في مسلحة بقاء سلطته وتقويتها، والحاكم الناجح هو العالم بأساليب الغش والفساد لا لأجل محاربتهما، بل لاستعمالهما إذا اقتضى الأمر. فالاصل هو السلطة، لكن صاحب السلطة مسوق إلى أن يزين ظاهر سلوكه بما يبدو معه متحليا بصفات يعتبرها العرف والدين من الصفات الحميدة.
فماكيافللي لا يقول بوجود قانون إلهي، بل يرفض كل هدف للانسان يتجاوز الطبيعة، ويرى أن السعادة أمر دنيوي، ولذا يعتبر ان السلطة والعظمة في هذه الدنيا هما القيمتان الوحيدتان الحقيقيتان. بل كأنه لا يرى عالماً وراء الدنيا، أو لا يكلف نفسه عناء التفكير والبحث عنه، ويعتبر الشهرة مظهراً لخلود الانسان، باعتبار ان تحصيل الشهرة لا يخرج عن وسع الانسان الفاني. ومع هذا كله لا يهمل ماكيافللي الدين، لكنه يرى فيه وسيلة من الوسائل التي تتيح للدولة استكمال مصالحها.
إنه، من خلال تسليمه بأن «الكنيسة مؤسسة من المؤسسات التي يجب ان تكون في خدمة الدولة»، يسعى إلى القضاء ذهنيا على النزاع الذي دام قرونا عديدة بين الدين والدولة، وكان موضوعه تعيين حدود سلطة كل منهما ودائرة صلاحياته ونفوذه. والكنيسة، وإن بقيت في عهده وما بعده ذات سلطة وشوكة مدة طويلة، فإن الزمان جرى على ما تنبأ به ماكيافللي، حتى أصبح جوهر بيانه الصريح البسيط، بعد قرون، فارس ميدان الفكر والعمل، متمثلاً بـ «العلمانية»، ومدعوما بحشد من الافكار الحقوقية والفلسفية والفنية وغيرها.
يعتبر ماكيافللي، تصريحا مرة وتلويحا أخرى، عن روحيته المادية، معتمدا في اثبات ذلك على التجربة وعلى جملة من الامثلة. ويسعى في توجيه آرائه إلى أن يبحث، من خلال تحليل الأمور، عن الجذور الطبيعية لمسائل السياسة والاخلاق في صلب وجود الانسان، (الذي يجرده من أي بعد غيبي أو قدسي، معتبرا إياه كائنا طبيعيا وأرضيا)، وهو ما طور وأحكم من قبل فلاسفة مثل هوبس.
إن الوصف الذي يقوم به ماكيافللي للسطة والتحليل الذي يبلوره في شأنها، واعتقاده ان الفضيلة الانسانية اداة لحيازة السلطة والمحافظة عليها، لم يلبث ان أسفر عن وجوهه الشتى في آراء المتأخرين. والحق أن ماكيافللي وإن مدح القوة من دون قيد أو شرط، وأجاز كل عمل لتثبيت السلطة وتوسيعها وضمان بقائها شرط رعاية المظاهر، قصد إلى غايات أبعد من مجرد تبرير أنانيات الحكام وشرههم
إقرأ أيضا لـ "محمد خاتمي "العدد 2835 - الخميس 10 يونيو 2010م الموافق 27 جمادى الآخرة 1431هـ
الى خالد الشامخ
ستبقى الثورة الاسلامية في إيران الذي فجرها الامام الراحل السيد الخميني رضوان الله عليه شعلة منيرة لأحرار العالم رغم أنف الحاقدين
خالد الشامخ: تقرير منظمة العفو الدوليه حول ايران
تُوفي ما لا يقل عن
12 شخصاً أثناء الاحتجاز. وواجه كثيرون منهم محاكمات جائرة.
وظلت إيران من الدول التي يُوجد بها أعلى معدلات الإعدام،
ومن الدول القليلة جداً التي لا تزال تنفذ حكم الإعدام في
الأحداث . وأُعدم ما لا يقل عن 388 شخصاً ....
الى رقم 1
هذه محاضرات ألقها السيد خاتمي على طلبة الفلسفة في جامعة طهران سنة 1992 , راجع الوسط وتاكد ,
خالد الشامخ:راحت عليكم
ما بني علي باطل فهو باطل..فهاهي ثورة ايران تأكل عيالها و انت اولهم .....
عن اي اوربا تتحدثظ
السيد خاتمي بلدك تواجه عقوبات دولية قادتها اوروبا التي تتحدث عنها.يبدو ان خاتمي لايعنيه شيئا من هذان6 مقالات عن اوربا ولا حديث عن ذكرى رحلة الامام الخميني ولا حديث عن العقوبات وحسب مايقول المثل"ماليي في الغنم تيس"