العدد 2835 - الخميس 10 يونيو 2010م الموافق 27 جمادى الآخرة 1431هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

بر الوالدين بين الشريعة والتطبيق بمملكة البحرين

حقق البحث العلمي الذي أعدته زينب محسن زين الدين الحايكي المركز الأول في مجال البحث العلمي لجائزة الشيخ خليفة بن علي بن خليفة آل خليفة للابن البار والابنة البارة للعام 2010.

وتدور الدراسة حول بر الوالدين اللذين لهما مقام وشأن يعجز الإنسان عن إدراكه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصراً منحسراً عن تصوير جلالهما وحقّهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم، وعماد حياتهم وركن البقاء لهم، ويمكن لنا أن نستشرف بر الوالدين في ضوء القرآن والسنة من خلال قوله تعالى: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم» (النساء:36)، وقوله تعالى: «ووصينا الإنسان بوالديه حسنا» (العنكبوت:8).

وكوننا من أهل الإيمان والتقوى فنحن متمسكون بكتاب الله وسنة نبيه ومحبة آله وصحبه فإنه يجب علينا أن نتربى وننشأ على ما فرضه الله سبحانه وتعالى علينا من ضرورة بر الوالدين والإحسان إليهما طاعةً ووجوباً له سبحانه، ثم أليس من الجميل أن يتسم المرء بخصلة إنسانية طيبة يبر بها والديه فهو ابن اليوم ووالد المستقبل يجري عليه ما جرى لوالديه فحري بنا أن نكون في أعلى مقام وأسمى عمل نبر والدينا ونتربى ونربي على البر والتقوى والعمل الصالح لتكون تربية أسرية صحيحة مبينةً على البر بالوالدين.

وتناولت مشكلة البحث أهم الأسباب المؤدية إلى أمرين مهمين هما البر أو العقوق والعياذ بالله، ليكونا ظاهرتين واقعيتين في المجتمع البحريني ولكنهما بدرجات متفاوتة فتحتاج الظاهرة الحسنة وهي ظاهرة البر إلى تنمية وتقوية ومحافظة وتطبيق، بينما تحتاج الأخرى السيئة إلى القضاء عليها وتقليل آثارها السلبية على المجتمع البحريني.

وأثارت الباحثة عدة تساؤلات في الدراسة، اهمها تفترض هذه الدراسة الإجابة على سؤال رئيسي وهو: كيف ننمي خلق بر الوالدين؟

وأسئلة فرعية أخرى منها: ما هي أفضل الأساليب التي يقوم عليها حث الأبناء ببر والديهم؟ ما هي أشكال وأوجه البر أو العقوق بالوالدين في المجتمع البحريني؟ ما مدى انتشار ظاهرة العقوق في المجتمع البحريني؟ كيف تسهم المؤسسات الرسمية والدينية والأهلية في حث الأبناء على بر والديهم؟

يتضح من خلال تحليل النتائج المتعلقة بمدى مساعدة الأبناء لوالديهم في الأعمال المنزلية وتلبية احتياجاتهم الخارجية بأن ما نسبته 35 في المئة من أفراد العينة يلبون احتياجات والديهم بشكل دائم وبما نسبته 28 في المئة يقومون بذلك غالباً بينما يفعل أحيانا ما نسبتهم 17في المئة، وهو ما يدل على أن اكثر من نصف العينة يقومون بمساعدة والديهم والحمد لله.

كما يتضح أن 72 في المئة من أفراد العينة يدعو لهم والديهم بالستر والحفظ والرحمة والبركة دائماً وغالباً، وان ما نسبته 8 في المئة يقومون بذلك نادراً و2 في المئة اطلاقاً ويمكن ان يكون سبب ذلك هو هجر الوالدين أو الطلاق أو ضعف الوازع الديني.

كما اشارت الدراسة الى ان 97 في المئة من يحرصون على زيارة والديهم وقت المرض والجلوس معهما حتى الشفاء.

في الحقيقة يحتاج أفراد المجتمع الى الواقعية في تطبيق فريضة البر بالوالدين سواءً كان ذلك في مرضهما او عافيتهما.

كما يرى 75 في المئة من افراد العينة بأنهم حريصون على رد جميل الوالدين عليهم عند الكبر، و40 في المئة منهم يجدون أنفسهم حريصين جداً، بينما اعترف ما نسبته 20 في المئة أنهم لا يعرفون ان كانوا حريصين على رد الجميل للوالدين عند الكبر ام لا وهو ما يعتبر تذبذباً لدى هذه المجموعة وذلك كون الانسان وخصوصاً المسلم معني برد العرفان والجميل للوالدين وان هذا الرد لا يحتاج لتفكير لتأتي هذه الردود بنسبة 20 % بأنهم لا يعرفون، وهي نسبة لم تكن متوقعة في الحسبان.

وعن اسباب عقوق الابناء لوالديهم فقد ألقى معظم افراد العينة وبنسبة تجاوزت النصف 58 % اللوم على الظروف الاقتصادية التي ربما يرون فيها عاملاً محفزاً لعقوق الوالدين نتيجة ما يترتب عليها من ممارسات غير سوية تهدد العلاقة بين الابناء وابويهم، بينما تقاربت نسبة الهجر 41 % ونسبة ضعف الوازع الديني 40 %، كما تقاربت نسب الطلاق والانفتاح الشديد على الغرب وسائل الإعلام من الافلام والمسلسلات بنسبة 24 %,23 %، 20 % على التوالي، وقابلتها نسبة 11 % فقط ممن يرون ان البعد عن تقاليد المجتمع هو سبب عقوق الابناء لوالديهم. واهم النتائج والتوصيات التي خرجت بها الدراسة، تبين أن هناك نسبة جيدة لا تقل عن 70 % تقريباً من أفراد المجتمع البحريني يتفقون على ضرورة مساعدة والديهم في الاعمال المنزلية واحتياجاتهم الخارجية بشكل دائم وغالب وهو مؤشر جيد على وعي المجتمع بأن مساعدة الوالدين هي وسيلة من وسائل خلق بر الوالدين.

كما اثبتت النتيجة المتعلقة بحرص الابناء في زيارة والديهم وقت المرض والجلوس معهم حتى الشفاء فقد لعبت العاطفة دوراً كبيراً في اظهار هذه النتيجة التي جاءت ¾ مقابل ¼ فقط لم يؤكدوا على تطبيق ذلك الا بشكل نادر، وفي مؤشر جيد ايضاً اكد غالبية افراد العينة انهم لا يبدأون الطعام قبل والديهم، كما اوضحت النتائج بأن نصائح الوالدين لها تأثير على حياة الانسان فهي دائماً تكون نصائح خير ومحبة، كما ان هناك رضا عاماً من قبل افراد المجتمع بشأن تعامل اخوتهم مع الوالدين وكما ان هناك نوعاً من الرضا بين افراد العينة حول خلق بر الوالدين في المجتمع المحيط بهم وهذا ما يعني أن ظاهرة البر موجودة في المجتمع البحريني وبشكل جلي على رغم كل العوامل الاخرى التي تنقص من شأن هذا الخلق.

كما ان هناك اجماعاً لدى المبحوثين بعدم الرضا حول دور وسائل الاعلام ودور المؤسسات التعليمية ودور المساجد في تنمية خلق بر الوالدين، ومن وجهة نظري يبدو ان ليس هناك انتاجات برامجية اعلامية كافية حول خلق بر الوالدين يأتي ذلك في الوقت الذي تنعدم فيه المادة التعليمية التي تحض على بر الوالدين، واما دور المساجد فقد انحسر بين انشغالاتٍ سياسية وأحداث دولية وأخرى تاريخية لتضيع بين هذه وتلك القيم والاخلاق التي يحتاج لها الابناء بشكل دائم لكل جيل على حدة.

وتبين الدراسة ان ابرز اسباب عقوق الابناء لوالديهم والعياذ بالله في المجتمع البحريني الظروف الاقتصادية والهجر وضعف الوازع الديني ومن ثم الطلاق، بينما اخذ الانفتاح الشديد على الغرب ووسائل الاعلام والبعد عن التقاليد نسباً متفاوتة اقل من السبب الرئيسي الذي ذكر سالفاً، وابرز وسيلة تنمي خلق بر الوالدين في المجتمع البحريني، كما اشار المبحوثين، أنها التربية الاسرية يليها المدرسة والمسجد.

غالبية أفراد المجتمع يرون أن صفة البر هي الغالبة والحمد لله في المجتمع البحريني بالرغم من الزيادة المتواترة في حالات العقوق.

واهم توصية خرجت بها الدراسة هي لابد أن يقوم كل فرد من أفراد المجتمع البحريني باستغلال الفطرة الطيبة التي خلقنا الله سبحانه وتعالى عليها واستثمارها في رحمة وبر الوالدين فهي بمثابة الرحمة والرفق الإلهي بنا نحن كمسلمين، لابد من زيادة تقوى الله والتمسك بحبله المتين لان الفرد المتقي المؤمن لا يمكن له أن يكون عاقا لوالديه. وعلى مستوى مؤسسات المجتمع المدني

من المهم أن تقوم المؤسسات بترجمة هذه الاستراتيجيات إلى فعاليات وبرامج حقيقية ملموسة تسهم بكافة الأشكال في نشر بر الوالدين في المجتمع.

زينب محسن زين الدين الحايكي


سنوات التهذيب... أينَ ولّت؟!

ما تعلمتهُ طيلة 12 سنة في المدرسة، هذّبني وأتاحَ لي مُعاملة غيري بطريقة لبقة ومُهذبة، فما إن خرّجتني مدرستي وما إن ودّعتُها حتى أحسستُ بأن شجرة الأخلاق أينعت وأثمرت فيّ فصرتُ أعامل الناس بإنسانية حتى وإن اختلفوا معي ديناً وعقيدة!

غير أن ما رأيتهُ ممن هم أكبر مني سناً، جعلَ أخلاقي تخجل إذ إنها لم تتمكن من التسلل والدخول في ذات كل إنسان، فمنذُ أن دخلتُ إلى إحدى المراكز التي يرتادها الناس وتتضطرب وتموج بهم حتى رأيتُ الأخلاق تكاد تنعدم في النفس الإنسانية، وحوشٌ تقمصت ثوب الإنسانية إن صحّ التعبير.

هُنا أستعرض نموذجين صادفتهما يوم أمس صباحاً حيثُ في ذلك الزحام ترى أبشع صور المعاملات اللاأخلاقية فمثلاً، ترى (شياطين القسوة) من الممرضات من يصرخن على بعض المرضى لأنهم لم يُدركوا المطلوب، صباح الأمس رأيتُ ممرضة تصرخ في وجه رجل آسيوي مريض كان قد ذهب ليحصل على العلاج شأنه شأن كل البشر إلا أنه أخطأ عنوان غرفة الطبيب وهذا خطأ وارد حتى عند البحرينيين أنفسهم. ما أدركتهُ وأيقنته هو أن مُعاملة البحريني لأخيه البحريني تختلف عن مُعاملة البحريني للآسيوي أو لليمني أو المصري أو ما شابه!

وقد يربط أبناء البحرين هذا العداء بقضية التجنيس، نعم، كُلنا نرفض التجنيس وبشدة و لكن يجب علينا أن نُعامل غيرنا (المُجنسين) أو المُقيمين بإنسانية على أساس كلنا من صلب آدم وبطن حواء. شيء آخر وهو (الواسطة) التي تنخر في مؤسسات البلد، الممرضة ذاتها أمام أعين الجميع بلا حياء تُصافح إحدى معارفها في الممر وتأخذ منها ورقة الموعد وتدخل بنفسها على الطبيبة وتُسلمها الورقة وتخرج، فتعلو وجه صاحبة الواسطة البسمة وتكاد تطير فرحاً، فهذا المركز الذي لا يدخله مريض صباحاً إلا و يخرج منهُ عصراً و هيَ الآن تدخل وتخرج في نفس الوقت كالشعرة من العجين، لا حسيب ولا رقيب، نعم هُناكَ صفّ من المرضى يجلسون ومنهم وقوف قرب غرفة الطبيبة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة ولكن ما المُهم وما الجديد! فقد اعتاد هؤلاء على أن يقفوا ويناموا حتى على كراسي الانتظار، فهُنا القانون خُذ موعداً في الوقت الذي تشاء لكنك لن تدخل في الوقت الذي شئت، فمن جاء قبلك أحق منك بالدخول و يا لها من مُصيبة إن حلّت الفوضى في نظام المستشفيات!

مشكلة المُجتمع البحريني هو أن كل بحريني يعتقدُ أنه الأفضل والأمثل والأكمل وغيره من البحرينيين ليسوا سوى سلة مُهملات – بالطبع لستُ أعني الجميع – فالبحرينيون بطبيعة الحال يتغنى بمدحهم القاصي والداني فهم ثلة طيبة، متواضعة ومرحة، لكن السائد مغرور ومتكبر ومتعالٍ حتى وإن كان لا يملك على الأقل ما يجعلهُ يتعالى على غيره!

كوثر سليم


أفيقوا يا نواب... لقد انتهى البيات الشتوي

نداء إلى حضرة سعادتكم ، يطيب لنا إبلاغكم أن فترة البيات الشتوي الممتدة لمدة 4 سنوات قد انتهت، فيمكنكم الخروج من جحوركم الوثيرة، لكي تروا الشمس التي حرمتم منها طوال فترة بياتكم وسباتكم، فمن مازال منكم لم ينهِ فترة سباته، الرجاء منكم إيقاضه (فالنائب «الموتعي» يعلم النائب « النايم»)، لكي تقوموا «بكي» بشوتكم وتضبيط كرفتاتكم، استعداداً للسبات القادم.

ويطيب لنا إبلاغكم، أننا نشكر لكم استماتتكم القوية من اجل المطالبة بحقوقنا، وأننا نشكر لكم وقفتكم معنا خلال هذه الفترة من السنين العجاف، فقد بللتم ريقنا بعد أن «نشف «فسقيتمونا كأساً من معين، وأسندتم ظهورنا بعد أن احدودبت، وجعلتمونا نستند على «طوفة» فولاذية من الحديد والصلب، كي لا يميل بنا الزمن، ونكون «مرزوزين رزاز»في أرضنا، فخورين بهويتنا، نرفع رؤوسنا ونخاطب الطير والسحاب، ونقول كما قال هارون الرشيد وهو في أبهة زمانه وهو يخاطب الغيمة السوداء وهي محملة بالمطر ويقول لها :(أمطري حيث شئتِ، فسيأتيني خراجكِ)!

ونود إعلامكم أيضا، بأهمية تمويل (حاشيتكم ) كي يجيشوا الجيوش وتسلحوهم بالعدة والعتاد، استعداداً لخوض المعركة الانتخابية القادمة، فلا مكان للضعفاء في ساحة المعركة، فقط البقاء «للممول الأقوى»، ومن فوهة بوقه ومزماره أوسع، وصوتها يخترق الآذان «المقصوص عليها».

نوابنا، استفسار يراودني ويراود كثيراً من شعبنا البطل، وهو هل «شبعتم «من كراسيكم الأوتوماتك، وترغبون في توريث الكراسي لدماء جديدة أو لأحد من الأهل والجماعة، لكي يخلفكم في الآراء البناءة؟ أم «تو الناس»عليكم وتحتاجون لفرصة ثانية أو ثالثة، لأن بعضكم « متسمت» على الكرسي من الدورة البرلمانية الأولى وحتى الآن « يتفرفر» على الكرسي، لم يشبع، فإذا هناك من توصون علية، ابلغونا، فسوف «نهريه «من الأصوات التي ستجلسه على الكرسي المنشود.

أعزاءنا، نصيحة أخوية من المواطنة الموقعة أدناه، فقط للتنبيه وخوفاً وحرصاً على حملاتكم القادمة، أن تزيدوا « خياش العيش» و» توصون» على مطعم جيد السمعة، لكي تشبعوا بطون من يأتي ليستمع إلى خطبكم الرنانة، فمن لم يعجبه « العيش واللحم» الذي ستقدمونه لهم، سوف لن ينتخبوكم وسيشدون الرحال إلى خيمة أخرى من خيم منافسيكم، « فطباخهم» ألذ...!

أمل السيد عباس


إلى عالم الخلود... يا حاج عبدالرحيم رحمة

فجع العمل الخيري بمنطقة مدينة عيسى في يوم الثلاثاء 25 مايو/ أيار2010، برحيل الوالد الكبير الحاج عبدالرحيم آل رحمة، صاحب السجايا الفاضلة والخصال الحميدة والقلب الحنون والطباع الجميلة والنفس الأبية والإرادة القوية والإيمان الراسخ، الذي أفنى حياته في سبيل الخير، كان رحمة الله صادق الوعد والوفاء، لا يهادن ولا يجامل في الحق قيد أنملة، كان يحمل قلباً كبيراً يستوعب كل إنسان، لا يخاف لومة لائم، لقد تميز بثقافة واسعة ويقين ثابت لا يتزلزل، لا يستنكف أبدا أن يأخذ المعلومة من هو أصغر منه سناً بعشرات السنين، كان همه رضا الله وخدمة الناس ورفع المعاناة عن الفقراء، يحزن كثيراً ويصاب بالهم والغم إذا ما وجد فقيراً لا يستطيع أن يقدم إليه ما يحتاجه من المستلزمات الأساسية، تراه لا ينام ولا يهدأ له بال إلا إذا ضمن له ما يكفيه ويسد حاجته، معارفه الخيّرين كثيرون لا يعرف عددهم إلا الله، فكان ملجأ للفقراء والمحتاجين والمعوزين، لا يرد سائلاً ولا ينهر مسكيناً ولا يغضب محتاجاً، وكان يردد قول رسول الإنسانية (لو صدق السائل لهلك المسئول )، فلهذا عندما يسأل لماذا لا تتحقق من حاجة الرجل قبل أن تعطيه ؟ فرد على من يسأله، لو تحققت ورأيت أن حاجته لا تسد إلا بألف دينار على سبيل المثال، وأنا لا أملك هذا المبلغ الذي أسد من خلاله حاجته، هل سأشعر بالرضا لو أعطيته القليل الذي لا يسد الجزء اليسير من حاجته ؟ كان رحمه الله مبسوط اليد في الأعمال الخيرية، وكان يعتقد أن من يسعى للعمل الخيري لا يخيب أبداً، لا تجده يتكلم عن الأعمال الخيرية التي يقدمها، كان دائما يظهر نفسه أنه الأقل عطاء بين الناس، تواضعه وحسن ظنه بالآخرين ودماثة أخلاقة وسموها يجعل الناس تلقائيا توقره وتحترمه وتنشد إليه نفسيا، كان البلسم الذي يخفف آلام الفقراء، وحين فكر مجموعة من الإخوة الأعزاء بمنطقة مدينة عيسى تأسيس عمل خيري، لم يتردد المرحوم الحاج عبد رحيم بالمشاركة في تأسيس صندوق مدينة عيسى الخيري الذي تأسس في العام 1993، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها مع بقية أخوانه من المؤسسين استطاع الصندوق أن يرعى الأسر المتعففة في المنطقة التي وصل عددها في وقتنا الحاضر إلى أكثر من 370 أسرة، لم نبالغ لو قلنا لهذا الرجل الكبير الذي رحل عن هذه الدنيا الزائلة إلى عالم البقاء والخلود، إننا بفقده خسرنا خسارة جسيمة لا تعوض، ونحن أمام هذا المصاب الجلل وأمام قضاء الله وقدره لا نملك إلا أن نردد قول الله تعالى ( إنا لله وإنا إليه راجعون )، نجد من واجبنا الأخلاقي والأدبي تجاه هذه الشخصية الخيّرة، وتجاه العطاء الكبير الذي قدمه، وتجاه الجهود التي بذلها في سبيل الخير، إلا تقديم خالص تعازينا وصادق مواساتنا القلبية إلى عائلة آل رحمة الكرام وإلى صندوق مدينة عيسى الخيري، رحمك الله أيها الرجل الطيب يا حاج عبدالرحيم، فلا أحد يلومنا إذا ما بكيناه وذرفنا عليه الدموع يوم رحيله، فالمصاب الجلل الذي صدع قلوبنا جسيم، والفقيد غالٍ ونفيس، نسأل الله أن يحشرك في الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء، وان يجعل ثواب ما عملته في الدنيا من الأعمال الصالحة شافعاً لك يوم القيامة، وأن يتغمدك برحمته الواسعة ويسكنك الفسيح من جنته، وأن يمن عليك بنعيم جناته، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة.

سلمان سالم


الله يرحمك يا حاج عبدالرحيم آل رحمة

العظماء يقاسون بما قدموا للناس، وفقيدنا الراحل في هذا الشهر له رجل عظيم، وذلك بما أنجزه في حياته من حيث أنه قدم الكثير من وقته وجهده وماله وراحته في سبيل إدخال السرور على وجوه الفقراء والمحتاجين. فكان بيته مقصد للمعوزين الذين لا يجدون بعد الله إلا أمثال فقيدنا الراحل طلباً للعون والمساعدة.

ولم يقتصر ذلك على شهر معين، أو وقت معين، أو ساعة، بل إن وقته كان مفتوح وقلبه واسع للجميع ولكن يبقى شهر رمضان مميز من ناحية أن بيته كان يتحول إلى ما يشبه خلية النحل من كثرة الداخلين والخارجين، محملين بما تجود به أيادي الخيرين في هذا البلد الطيب. ومن جانب آخر أكسبته هذه الأمور بالإضافة للكثير من إنجازاته منها أنه يعتبر أحد المؤسسين للكثير من الصروح الإسلامية والخيرية في مدينة عيسى فهو أحد مؤسسين مأتم مدينة عيسى للرجال وجامع مدينة عيسى الجنوبي وأحد مؤسسين صندوق مدينة عيسى الخيري وعضو في مجالس أمنائه لدورات سابقة. وبالتالي فهو تنقل عبر عمره المبارك من الصغر إلى الكبر دون أن يتغير بمعاملته مع الناس بل إنه مع كبر سنه فإن كان يتحاور مع الصغير والكبير في آنٍ واحد لا يفرق بين الإنسان إلا في ما يقدمه من أعمال، وكان يميزه بأنه كان يحب الإنسان العامل قليل الكلام، لا يحب التعقيدات في العمل الخيري، نعم هذا قليل في حق هذا الرجل الذي لو أردنا أن نسطر له صفحة كاملة، فإننا لن نوفي حقه. فتاريخه جدير بالدراسة وعلاقاته مع أهله وأصدقائه ومحبيه والفقراء بل إن علاقته مع من اختلف معهم في فكرة أو رؤية ما جديرة للدراسة حيث أنه لم يعادِ أحداً وبالتالي كسب محبة الكثيرين.

مجدي النشيط


العمالة المغتربة... قنبلة موقوتة

الشعور الطبيعي الذي من المفترض أن يشعر به الشخص الوافد إلى بلد ما لحصوله على فرصة عمل فيها هو الشعور بالامتنان والحب لهذا البلد الذي وفر له فرصة لكسب الرزق، فبمجرد قدومه له يكون في مخزونه عدد كبير من الطاقات التي يريد أن يفرغها كي يثبت لمستقدميه أنه جدير بهذا العمل وأن لا احد غيره قادر على فعل ما يستطيع أن يفعله.

ولكن سرعان ما تطرأ بعض الحوادث التي تحول هذا الحب والامتنان إلى كره وبغضاء، وتدفع هذه الطاقات النشيطة التي تريد فرصة لإثبات كفاءتها وإخلاصها إلى التراجع والتخاذل. فالشعور الذي تشعر به العمالة المغتربة من قبل أهل البلد من عنصرية وسخرية وازدراء إضافة إلى الشعور بالغربة بالتأكيد سيؤثر على جودة عملهم وعلى شعورهم تجاهنا.

وقد حدثت عدة حوادث قتل وسرقة قبل ذلك وستحدث أكثر في المستقبل إذا لم نتدارك الامر ونحول هذا الشعور بالفجوة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تجاهنا إلى شعور أخوة ومحبة. فإقامة المهرجانات والانشطة الترفيهية التي تشارك فيها الجاليات المختلفة الموجودة في البلد تدعم وتقوي العلاقات فيما بينهم، كما أن عقد اتفاقات لتبادل البرامج مع الدول التي تنتمي لها هذه الجنسيات لعرض البرامج السياحية والدرامية في التلفزيون المحلي وبالمقابل في تلفزيونات هذه الدول عن البحرين سيساهم في التعرف على عادات كلا البلدين.

إن إيجاد العوامل المشتركة والفنون المتشابهة بين البلدين سيسهم في تعزيز العلاقات بينهم. ومن أهم الامور التي يجب على الدولة تبنيها تسهيل تعلم اللغة العربية للوافدين الاجانب كتوفير الدورات المجانية وتخفيض الرسوم الدراسية للغة العربية؛ لان تعلم اللغة العربية للأجانب سيغير نظرتهم لنا ونظرتنا لهم فسيجعلنا نشعر بروابط الاخوة والصداقة والمحبة.

فكل هذه العوامل ستقوي الروابط بيننا وبين العمالة المغتربة وستبعد الكراهية والبغضاء بين الشعوب، وتزيد من الشعور بالامان والاستقرار في البلد.

نجلاء الفاضل

ريـــم

ليست جميلة (ريم) ولكن يديها ناعمتان

ليست قاسية (ريم) ولكن جسمها نحيل

ولريم شعر طويل وقلب حنون

تحلم (ريم) بفستان جميل

ليس لها جواز سفر تعشق السفر

ولريم قطة تموت جوعاً أو ستموت

من (ريم)؟

إنسانة صالحة للالتهام

خيوطها هابطة وحياتها محكمة الإغلاق

فم رقيق وأصابع ناعمة وهجرة غير مؤكدة

ريم بيننا الآن

لا تمد يدها ولا تطلب رغيف الخبز

ريم لا تنام كما ينام البشر على سرير ناعم

تحلم بغرفة وسرير واسع

وهوية انتماء للوطن

تحلم بمرآة وشعر مصفف

ولريم جرح كبير وحياة فائقة

قلب (ريم) صغير وابيض

وأقاربها يبتعدون عنها

آه لو كنتم مثلي تعرفون ريم

انها هنا بينكم

شكراً لريم

شكراً للألم

تعلمت من (ريم) الصبر وعزف اوتار الحزن في ليلة فرح

وتذكرني ريم بالموعد والقبلة المنسية

شكراً لريم

انها تعيد الى الذاكرة لون البحر الميت

وملمس القلوب المبهمة

وشكراًَ (لريم) التي زرعت زهرة على

قمة جبل جاف من قطرة ماء

صالح ناصر طوق


أي معادلة فرضتها على قلبي

يحييني بكلمة ثم يقتلني بأخرى.

ينير حياتي وفجأة يظلمها

يرسم الابتسامة على شفتي بعدها يخطفها

يستطير عقلي فرحاً بكلمة شوق تارة...

ويفصل حياته عن حياتي فيوقف دورة الدم في عروقي تارة أخرى يملأ قلبي سعادة بنغمة المستعطف... وبعكسها يشقيني فيحملني هموم الدهر وأرزاءه يشعرني بالأمان بهمسة فلا أستطيع أن أنزع يده من يدي وبغيرها يفجعني ويجعل قلبي حائراً ملتاعاً.

كأنه ساحر يستمتع بوقته وأنا أتبعه، طائعة، مذعنة

مسلوبة الإرادة، راضية أي لون من ألوان الحب هذا.

من يكشف لي حقيقته هل أهون عليه بعدما يحييني يقتلني

أم هو الشوق بعدما يقتلني يحييني

أم هو الحب هكذا ليل يعقبه نهار...

ونهار يعقبه ليل...أم تلك أعجوبة الحب.

نعم هي كذلك، فليفعل بي ما يشاء

لأني ساعة أحببته لم أضع شيئاً بين يديه غير حياتي

رشا رامي ريان

العدد 2835 - الخميس 10 يونيو 2010م الموافق 27 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • ابو داوود | 7:33 ص

      البر للــوالــديــن

      بر الوالدين أهم ثمرة يقدمها الإنسان لنفسه ولمجتمعه وهو أيضا سبيل النجاح والفوز والثواب في دار الدنيا والآخرة وطبعا استجابة لنداء الله وإطاعة أمره . لأن لا يدخل الجنة عاق لوالديه وقاطع رحم . فشكرا للأخت زينب الحايكى لهذا الموضوع الشيّق وموفقه أكثر إن شاء الله وإلى الأمام .

    • زائر 1 | 6:45 ص

      تحياتي

      خاطرة ريم رائعة يا صالح
      نتمنى ان نقرا لك الكثير
      تحياتي احمد

اقرأ ايضاً