وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للعاصمة الأفغانية كابول أمس (الخميس) في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً.
وقال كاميرون الذي تولى مهام منصبه الشهر الماضي في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إن أفغانستان تمثل «أهم سياسة خارجية» للحكومة البريطانية.
وأضاف كاميرون «أن مهمتي الكبرى كرئيس وزراء المملكة المتحدة مكرّسة لقواتنا المسلحة والتأكد من أنهم لديهم جميع المعدات ويحظون بالحماية التي يحتاجونها للقيام بمهمتهم الحيوية في أفغانستان».
كما أعلن كاميرون عن تقديم 67 مليون جنيه إسترلينى (98 مليون دولار) كتمويل إضافي للجيش الأفغاني والشرطة والإدارة المدنية بالإضافة إلى مكافحة القنابل التي يتم زرعها على جوانب الطرق.
وقال إن عدد الفرق البريطانية التي تتعامل مع القنابل المزروعة على جانب الطرق سوف يتضاعف. وقال «نحن نريد أن نحرز تقدماً حقيقاً هذا العام» مضيفاً أن العام 2010 يمثل «عاماً حيوياً» لإحراز تقدم فيما يتعلق بإحلال الاستقرار في أفغانستان.
وأضاف «أن أولوياتنا تتركز على مساعدة الأفغان ومساعدة أفغانستان في السيطرة على أمنه ومصيره». وقال كاميرون بجانب تكثيف التواجد العسكري لمحاربة مقاتلي «طالبان» فإنه يتعين تحقيق «تسوية سياسية ملائمة».
وينظر لزيارة كاميرون في لندن على أنها جزء من فترة للتقييم لأنه لم تصدر أي قرارات فورية بشأن التواجد العسكري البريطاني في أفغانستان. ونقلت رابطة الصحافة البريطانية عن وزير الدفاع ليام فوكس القول هذا الأسبوع إنه ليس لديه خطط لتحريك القوات البريطانية من إقليم هلمند بجنوب أفغانستان إلى إقليم قندهار المجاور له حيث تستعد الولايات المتحدة لشن هجوم كبير.
على صعيد آخر، فجّر انتحاري عبوة ناسفة مساء الأربعاء وسط حفل زفاف بولاية قندهار معقل حركة «طالبان» في جنوب أفغانستان، مخلفاً أربعين قتيلاً وسبعين جريحاً في عملية نسبها حلف شمال الأطلسي لحركة «طالبان» التي سارعت إلى نفي مسئوليتها.
وأكدت عائلات بعض الضحايا أن عناصر ميليشيا مناهضة لطالبان وموالية للحكومة كانوا يشاركون في الحفل وأن العبوة انفجرت داخل القاعدة المخصصة للرجال.
وأوضح توريالاي فيزا حاكم ولاية قندهار أن «الانتحاري فجر حزامه الناسف وسط مجموعة» المدعوين. وأضاف أن «الجراحين أخرجوا كريات فولاذية من أجساد الجرحى وأن ذلك دليل واضح على أنه اعتداء انتحاري». وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن «أربعين من مواطنينا بمن فيهم أطفال قتلوا وأصيب أكثر من سبعين بجروح».
وأعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الاستقرار في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي في بيان وقعه الجنرال نيك باركر، مساعد قائد إيساف أن «هذا العنف الذي لا يرحم (...) وقع في لحظة كان يفترض أن تكون احتفالاً وهو دليل على تكتيك «طالبان» العشوائي المثير للاشمئزاز لترهيب الأفغان».
وتابع «على كل حال فإن ذلك يدل على أن ليس لديهم أي احترام للحياة البشرية». إلا أن الناطق باسم طالبان يوسف أحمدي نفى لـ (فرانس برس) أن تكون حركته متورطة في عملية اعتبرها «كارثة» متهماً القوات الدولية والحكومة الأفغانية بارتكابها
العدد 2835 - الخميس 10 يونيو 2010م الموافق 27 جمادى الآخرة 1431هـ