أيام قليلة تفصلنا عن افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 التي تقام للمرة الأولى في بلد إفريقي من خلال استضافة جنوب إفريقيا هذا العرس العالمي الكبير.
الاستعدادات بالنسبة إلى المنتخبات المشاركة بلغت قمتها، وباتت معظم المنتخبات حاليا متواجدة في جنوب إفريقيا، المباريات الودية قاربت على الانتهاء والأعناق اشرأبت لانتظار حفل الافتتاح.
المعسكرات التدريبية أصبحت محاطة بالسرية أكثر من أي وقت آخر، والنجوم العالمية تنتظر الظهور في المباريات الأولى لكل منتخب من أجل إبراز مهاراتها وقدراتها الفذة.
وبالنظر إلى استعدادات المنتخبات فإن حامل اللقب العالمي المنتخب الايطالي يكرر الأخطاء نفسها التي ارتكبتها المنتخبات الفائزة بكأس العالم من خلال الاعتماد على الوجوه نفسها في كأس العالم التالية وهو ما يؤدي إلى السقوط المؤكد.
فمن حققوا كأس العالم 2006 كانوا في أوج عطائهم في ذلك الوقت أما اليوم فإنهم في المنحدر النهائي لمسيرتهم الكروية، ومن شاهد المنتخب الايطالي يلعب ضد المنتخب المكسيكي في مباراة ودية أقيمت في ايطاليا خسرها 1/2 يرثى لحال هذا المنتخب الذي تراجع أداؤه كثيرا باعتماده على أسماء انتهت تماما أمثال كانفارو الذي سينتقل إلى اللعب في الدوري الإماراتي، وزامبروتا بوابة العبور للاعبين المنافسين من الجهة اليمنى والحارس بوفون الذي يتعرض للإصابات الواحدة تلو الأخرى، وبيرلو البطيء في وسط الملعب ويابونتا في الهجوم وغيرهم الكثير ممن أكل عليهم الدهر وشرب.
بهذه الأسماء العجوزة من الصعب على التشكيلة الايطالية تحقيق ما ترجوه، لأن المنتخب المكسيكي الشاب تلاعب بهما كيفما أراد.
أما المنتخبات الأخرى المرشحة للمنتخب العالمي، فهي تتفاوت أيضا ولكن أبرزها باعتقادي المنتخب البرازيلي الذي جدد صفوفه تماما منذ نهاية كأس العالم 2006 بالاعتماد على مدرب شاب وقوي الشخصية هو دونغا، وتمكن هذا المنتخب من اللعب بتشكيلة وطريقة ثابتة وهو في غاية الانسجام ويمتاز بالقوة الدفاعية والإنهاء السريع للهجمة دون تعقيد، وقياسا على أدائه ونتائجه في السنوات الثلاث الماضية فهو المرشح الأول للقب.
المنتخب الاسباني بطل أوروبا يمر في أفضل حالاته، وإن كان من الصعب على أي منتخب الجمع بين بطولة أوروبا واللقب العالمي، وشاهدنا سقوط المنتخب الاسباني القوي في جنوب إفريقيا تحديدا العام الماضي في بطولة القارات، والمنتخبات الأوروبية عموما لا تؤدي بالشكل المطلوب خارج أوروبا.
المنتخب الألماني سيكون مفاجأة كبيرة باعتقادي في 2006 لما يمتلكه من تشكيلة شابة تلعب كرة قدم حديثة وسريعة، والألمان دائما ما يكونون الرقم الصعب في البطولات الكبرى.
على الجانب الآخر، فإن المنتخب الأرجنتيني يستعد لإظهار وجهه الحقيقي في هذا المونديال وللتأكيد على زعامة العالم بطولات بعد أن تزعمها الأرجنتيون نجوما بتواجد الخارق ميسي والهداف ميليتو والهداف الآخر هيغواين وغيرها من الأسماء الهجومية القوية.
لكن ما يعاني منه الأرجنتينيون هذه المرة على غير العادة من خلال مشاكل الحراسة والدفاع في هذا المنتخب المعروف أصلا بصلابته، وفي ظل قيادة مارادونا فإن كل الأمور مفتوحة للأرجنتينيين إما النجاح الأكبر وإما السقوط المدوي تماما كمسيرة حياة مارادونا.
هذه المنتخبات الخمسة الكبرى تعتبر الأبرز والأقرب للقب العالمي إلا أن المفاجآت واردة من المنتخب الهولندي المتطور ومن منتخبات أخرى أوروبية أو أميركية وربما حتى إفريقية ستلعب أدوارا تنافسية في البطولة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2832 - الإثنين 07 يونيو 2010م الموافق 24 جمادى الآخرة 1431هـ
آخر العمود قمت تخورها
أتفق معك في أغلب ما قلته ... ولكن معروف عن الطليان بأنهم في البطولات يظهرون بمظهر آخر
أنجلترا سقطت سهواً من عمودك رغم أنني أتوقع وصولها لمستويات مرتفعة
أما إنهاء عمودك بقول أن المفاجآت واردة من المنتخب الهولندي المتطور ... فهل تعلم أن هذه البطولة العالمية الوحيدة التي تدنت الترشيحات للمنتخب الهولندي للفوز بالبطولة .. بما معنى أن في جميع مشاركاتها سواء في كأس العالم أو كأس أوروبا تكون مرشحة فوق العادة .. وقولك بأنها متطورة ... أعتقد فيها الكثير من الإجحاف أم أنك صففت أي كلام لإنهاء المقال