العدد 2831 - الأحد 06 يونيو 2010م الموافق 23 جمادى الآخرة 1431هـ

العالم يحتفل بيوم البيئة العالمي ونحن في سبات عميق

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 يونيو/ حزيران في العام 1972 يوماً عالمياً للبيئة، وذلك في ذكرى افتتاح مؤتمر استكهولم حول البيئة الإنسانية، كما صدقت الجمعية العامة في اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

إن يوم البيئة العالمي يحتفل به العالم من كل عام وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا والهند ومجموعة كبيرة من دول العالم الثالث، ويحتل موقعاً مهماً وبارزاً لمناقشاتهم وركناً أساسياً في سياساتهم البيئية، لكنه عند العرب يمر مرور الكرام. فهل يرجع ذلك إلى ضآلة اهتمام العرب ببيئتهم؟ وخصوصاً أن هذا اليوم يشكل إحدى الوسائل الرئيسية والمهمة في شحذ الوعي البيئي، وتعزيز الاهتمام والعمل السياسيين على النطاق العالمي.

لنستغل هذا اليوم ونرفع شعار في البحرين؛ «لنخطط لمملكة خضراء» ولنشحذ هممنا، لرفع الوعي البيئي البحريني وتحقيق الشعار البيئي المذكور بوضع آلية واستراتيجية جديدة نحو بيئة خضراء ونحقق طموحات التنمية المستدامة التي نتغنى بها ليلاً نهاراً من غير واقع، ماعدا المشروع الذي ترعاه قرينة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة واهتمامها بشئون البيئة في الشركات والمصانع والتي بدأت فيه بإنشاء حدائق في بعض الشركات الصناعية، فعلى سبيل المثال قامت الأميرة سبيكة بافتتاح حديقة ضخمة للنباتات العطرية، مزينة بالورود الزاهية ومظللة بالأشجار الباسقة تتويجاً للمشاريع البيئية، وتعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق التنمية المستدامة، وهذا دليل على دورها البارز في خدمة المجتمع البحريني على مختلف الأصعدة إلى جانب اهتمامها بالبيئة والمحافظة عليها وتأكيدها على ضرورة الالتفات لشئون البيئة. وبودنا أن يعمم هذا المشروع على جميع المصانع التي تقوم بتلويث البيئة بمناسبة هذا اليوم الدولي.

يحتفل العالم كل سنة والبيئة في انحدار وتدهور مستمر والمناخ من سيئ إلى أسوأ، والأرض والبحار كذلك، وليس هناك من أدوار يستطيع المرء، أو الحكومات أو أصحاب القرارات ذات الشأن البيئي أو حتى من الدول الصناعية الكبرى أن تضطلع بها لإيقاف هذا المارد «التلوث البيئي» التي تعتبر المسبب الرئيسي لهذا التلوث.

عادة ما تشارك في احتفالات يوم البيئة العالمي القيادات السياسية من الزعماء ورؤساء الوزراء ووزراء البيئة، حيث يقومون بإلقاء كلمات تحث على الحفاظ والاهتمام بكوكب الأرض، ويؤكدون إيمانهم بقضايا البيئة.

وقد تأخذ هذه الاحتفالات أوجهاً أكثر فاعلية من خلال تأسيس هيئات أو برامج حكومية تعمل في مجالات الإدارة والتخطيط البيئي واقتصاديات البيئة.

كما يمثل يوم البيئة فرصة مواتية للحكومات من أجل التصديق على الاتفاقات الدولية الخاصة بالبيئة، كما تشارك جميع قطاعات المجتمع والمنظمات غير الحكومية، وأوساط الأعمال والدوائر الصناعية والمنظمات المشتركة بين الحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والمدارس في تلك الأنشطة التي تقام.

في مثل يوم البيئة على المؤسسات الرسمية المعنية وغير الرسمية واجب منح القضايا البيئية ملمحاً إنسانياً من خلال تمكين الناس ليصبحوا عوامل نشطة لتحقيق التنمية المستدامة والمنصفة، والترويج لمفهوم مفاده أن المجتمعات المحلية تقوم بدور محوري في تغيير المواقف تجاه القضايا البيئية، وندفع لمناصرة الشراكة بين الشعب والحكومة، التي تضمن وتؤدي إلى استقرار وازدهار وأمان أكثر لكل الأمم والشعوب.

يوم البيئة العالمي يعتبر مناسبة شعبية إذا شاركت الحكومة شعبها من خلال الأنشطة النابضة بالحياة مثل المسيرات في الشوارع، وسباقات الدراجات، والحفلات الخاصة بالتشجير، ومسابقات كتابة المقالات، ووضع صفحة خاصة تحمل شعار المناسبة بالصحف، ووضع تصاميم بيئية كملصقات بالشوارع والمدارس، وتوزيع النباتات الزهرية واللازهرية على الأهالي وغرسها، فضلاً عن حملات إعادة التدوير والتنظيف للبيئة.

قد يكون الأوان قد فات على تنفيذ كل هذه الفعاليات في هذا العام، لكن هناك حاجة إلى التفكير الجدي في أن يكون هذا اليوم - في الأعوام اللاحقة - يوماً شعبياً ينظمه معظم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ويشارك فيه أكبر عدد من الناس في البحرين.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 2831 - الأحد 06 يونيو 2010م الموافق 23 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 9:26 ص

      مشكوور وااايد ع المعلوومه

      نبييي نعرف شنو اهمية اليوم البيئي العالمي اذاا ممكن !!

    • زائر 3 | 11:09 ص

      الحذر واجب... حماية البيئة والمحافظة عليها واجب كل فرد

      وحتى تعنى الدول بشؤون البيئة لابد ان يعد
      برنامج يتضمن نشر ثقافة للمحافظة على البيئة والطبيعة حتى لا تؤثر عليه سلبا وان يساهم الجميع في التقليل والحد من انتاج التلوث الذي يضر بالبيئة وان يكثر التشجير في البيئة فالاشجار تصد الهواء المشبع بالتلوث بطريقة طبيعية وان يرسخ لدى الجميع ان حماية البيئة والمحافظة عليها واجب كل فرد تحيطه البيئة.
      حقا ان الاحتفال بيوم البيئة من مظاهر الاهتمام بالبيئة والذي بدوره يعكس الدور الفعال في الاهتمام بالبلد ككل فالبيئة
      وحيث يذكر كل فرد بواجبه تجاه بيئته

    • حبيب العشق | 10:50 ص

      هل القانون يلزم الشركات المدمرة للبيئة دفع ضرائب؟ افدنا

      نحن فعلا بحاجة إلى حملة توعوية في مجال تنمية الوعي البيئي لأن وسائل الإعلام المرئية لا تعطي قسطا كبيرا لهذا المجال كونه يبين الوجه القبيح للدولة ويكشف عن سوأتها ومدى عمق التجني على المقدرات البيئية، والكتابة في هذا المجال نوع من أنواع بث الوعي البيئي بين شرائح المجتمع، وليت العنيسي يركز في مقالاته القادمة على حقوق المواطنين البيئية ويقارنها بأوروبا... وهل قرب المصانع من القرى ومجاورتها يلزمها قانونا دفع ضرائب مالية تقتطع من إيراداتها وتصرف على المرافق الحيوية للقرى أو لأهالي القرى أو تضاف لمرتبه

    • زائر 2 | 10:49 ص

      الحذر واجب... شكرا لك اخ احمد على الاهتمام بالمواضيع التي تخدم البيئة

      نعم الدول الاخرى تعير اهتماما اكبر بالبيئة وبناءا على هذا نجد مناطقهم اكثر روعة ونقاء . ان البيئة المحيطة بالانسان هي مجموعة عوامل طبيعية ومناخية وقد تؤثر في سلوكه ونظام حياته فمن الواجب تسليط الضوء على شؤون إصلاح البيئة البشرية وتهيئة مستلزماتها فملوثات البيئة تعد خطرا داهما يجب التصدي له فالتلوث البيئي الذي يرتبط بالهواء والماء والتربة معا يعتبر افساد لمكونات البيئية الطبيعية والتي قد تشكل عائقا للحضارات البشرية وذلك بمردودها السيء على البشر ولذا يجب الحد من هذه الظاهرة وحتى

    • زائر 1 | 5:34 ص

      بارك الله فيك

      والله شنقول حال البيئه في البحرين كل يوم أردى من الثاني الدفان من صوب وغازات المصانع من صووب ثاني الحكومه لو تبي تصلح البيئه جان ما خلتهم ادفن لا تدفن

    • حبيب العشق | 11:39 م

      شكرا شكرا شكرا يا دكتور سترة العزيزة!!

      صباح الخير يا دكتور أحمد .
      حقيقة شدني هذا الموضوع كثيرا ولم أستطع مغادرته قبل التعقيب عليه ولو بكلمة واحدة إنصافا لهذا الكاتب الذي نذر نفسه للدفاع عن البيئة المفضوضة بكارتها من قبل المتنفذين في المملكة، وأشد على يدك يا دكتور أحمد في المضي قدما نحو تحقيق المزيد من الكتابات البيئية التي تفتقدها مملكتنا وتعوزها صحافتنا، وما يلفت النظر أن الصحافة في الآونة الأخيرة بدأت تستورد مقالات من الخارج حول البيئة وما درت أن لدينا كاتب وناشط فذ وعملاق كالدكتور أحمد العنيسي الحاصل على الدكتوراه في هندسة البيئة

اقرأ ايضاً