بعد أيام قلائل تحتضن القارة الإفريقية السمراء لأول مرة بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختها (19) كأبرز وأهم حدث رياضي يقام على وجه الأرض. متفوقة في ذلك على دورة الألعاب الرياضية الصيفية من حيث الاهتمام الجماهيري والنقل التلفزيوني والمردود المادي الكبير والزخم الإعلامي الذي لا تحصل عليه أي بطولة أخرى. لذلك فأنا أستغرب إقامة أية بطولة رياضية في التوقيت نفسه لأنها ستلقى الإهمال أو التعتيم الإعلامي، وأطالب من بعض اتحاداتنا الرياضية أن تولي أهمية تفادي التضارب في إقامة بطولاتها مع هذه البطولة العالمية العملاقة.

والقارة السمراء معرضة للاختبار الأول الذي تثبت فيه للعالم من خلال جنوب إفريقيا قدرتها على استضافة هذا الحدث الرياضي المهم وتوفير الخدمات المساندة له والممثلة في تأمين الفنادق المناسبة والمواصلات والأمن والتغذية الجيدة والنقل التلفزيوني سيكون الامتحان الأصعب لوجود تقنيات حديثة تدخل على وسائل النقل لأول مرة مثل الديجتال والصور ذات الأبعاد الثلاثة.

وبمجرد التفكير في هذه التظاهرة العالمية تقفز على البال ذكرى مشاركة منتخبنا في تصفيات هذه البطولة ووصولنا إلى الملحق الأخير لنهائيات كأس العالم في ألمانيا ونهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، ونبكي حظنا العاثر بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى النهائيات، إلا أن مشيئة الرحمن كانت في خروجنا خارج دائرة الأضواء ووصول المنتخب النيوزيلندي ومن قبله منتخب ترينيداد وتوباغو، وهي حكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه جل شأنه!

عموماً، هذا ليس وقت التباكي على اللبن المسكوب، إنما وقت الاستعداد لفرجة رياضية مشوقة أبطالها 32 منتخبا عالميا يتنافسون على نيل اللقب أولها منتخب البرازيل صاحب أكبر عدد من الألقاب، ويليه المنتخب الآزوري الطليان، وبطل أوروبا المنتخب الإسباني ومنتخب «التانغو» الأرجنتين، أما التكهن والتخمين باسم البطل فمن الصعوبة بمكان، لذلك قد نفاجأ بخروج منتخبات كبار من الأدوار التمهيدية، وتألق منتخبات ننظر إليها بأنها منتخبات صغيرة، وهذا هو حال الكرة لا تعرف صغيرا ولا كبيرا، والملعب سيد الموقف.

ما نتمناه حقيقة أن يحقق المنتخب العربي الوحيد منتخب الجزائر في هذه البطولة نتائج جيدة وخصوصا أنه يضم نخبة من النجوم الذين يلعبون في أوروبا ويمتلكون الخبرة، ويثبت للعالم أن كرة القدم تطورت فيها كتطور الإنسان العربي البسيط وهو (يردح) على رقعة هذه الأرض الكبيرة