حال الغليان الشعبي التي تعيشها تركيا بعد حادث الهجوم العسكري على «قافلة الحرية» في المياه الدولية يرجح ألا تمر من دون أن تترك تأثيراتها السياسية على العلاقات الرسمية التي تربط أنقرة بتل أبيب. فما حصل لا يمكن اعتباره سحابة صيف سرعان ما تتلاشى مع مرور الوقت، لأن ردة الفعل التي قادتها الحكومة التركية جاءت في سياق تحولات تراكمية بدأت إرهاصاتها قبل أكثر من سبع سنوات.
السنوات السبع كانت كافية لتعطي فكرة عن أزمة هوية تعيشها دولة مسلمة تسيطر عليها منذ قرن سلطة علمانية متطرفة. فهذه الدولة منذ ولادتها لعبت دوراً مركزياً في قيادة العالم الإسلامي وشكلت على مدار أربعة قرون الجبهة الأمامية في مواجهة التمدد الأوروبي المقبل على المنطقة العربية من الغرب. واستمرت اسطنبول تلعب هذا الدور الإقليمي إلى أن انهارت في الحرب العالمية الأولى بفعل ضربات الاستعمار البريطاني - الفرنسي وانهيار خطوط الدفاع في قناة السويس وتراجع الجيش العثماني عن بلاد الشام.
هزيمة تركيا في مطلع القرن العشرين عسكرياً ترافقت مع تحولات ثقافية - بنيوية قادتها مجموعة ضباط استطاعت فرض نفوذها على السلطة السياسية وعزل السلطان والبدء في تحريف هوية الدولة ولغتها وعاداتها وتقاليدها وتوجهاتها العقائدية. وأدى هذا الأمر إلى تكوين ازدواجية غير تاريخية تقوم على ثنائية سلطة علمانية يقودها الجيش المعزز بالدستور والقضاء العلماني ومجتمع مسلم حائر بين هوية موروثة ومنظومة علاقات مفروضة عليه عنوة.
عاشت تركيا أكثر من مئة سنة في ظل عالم افتراضي يطمح أن يتحول إلى دولة أوروبية علمانية معترف بها من قبل مجموعة اتحاد القارة الذي بدأ يتشكل في خمسينات القرن الماضي، في وقت استمر المجتمع يحافظ على بقايا تاريخ يشده نحو الشرق والعالم العربي. فالشعب المسلم اعتبر أنه يتحمل مسئولية خسارة فلسطين والقدس والمشرق وبالتالي تقتضي واجباته باسترداد الأمانة وإعادتها إلى أصحابها حتى يستقر التوازن على قاعدة متينة تحصن الحدود التركية وتمنع عنها الاختراق.
بسبب هذه الازدواجية عانت أنقرة من ثنائية التعارض بين سلطة علمانية ومجتمع مسلم أو بين هوية وهمية (افتراضية) وهوية موروثة (واقعية) الأمر الذي أنتج سلسلة انقلابات وتقلبات انتهت في الأخير إلى تشكل ديمقراطية مركبة (توافقية) تسمح بوجود إسلاميين في سلطة علمانية يتحكم الجيش في دستورها ويسيطر القضاء على قوانينها المدنية.
نجحت التسوية المؤقتة في تأمين استقرار سياسي أنعش الاقتصاد وأعطى فرصة للمجتمع المسلم بالنمو خارج الرقابة والملاحقة والعقاب ما ساهم في توليد ديناميات أخذت تندفع باتجاهين: الأول استرداد الهوية الناقصة، والثاني استعادة الدور الإقليمي الذي تمت مصادرته في الحرب العالمية الأولى (وعد بلفور ومعاهدة سايكس - بيكو).
فلسطين إذاً تشكل حجر الزاوية في الذاكرة الجمعية التركية إذ من خلال تلك الثغرة بدأ يتراجع الدور العثماني في المشرق العربي إلى أن انهارت الجبهة الداخلية وانشطرت إلى دويلات أبعدت اسطنبول عن المنطقة ودفعتها عنوة نحو عالم افتراضي تمثل في تبني هوية أوروبية وهمية.
حكومة أردوغان هي نتاج هذا التكوين التاريخي الذي تأسس على ثنائية غير مستقرة عصفت بالموقع التركي طوال قرن من الزمن. وبسبب هذه الازدواجية القلقة بين الغرب والعرب، العلمانية والإسلام، أوروبا والعثمانية تشكل سياسة أردوغان ذلك المزيج بين سلطة محكومة بالدستور ومجتمع محكوم بالتاريخ وما يتطلبه من شروط تتصل بالموقع والدور وردّ الأمانة (فلسطين) إلى أصحابها. وبهذا المعنى الموروث يمكن أن نفهم مغزى ذاك الغليان الشعبي الذي تعيشه تركيا رداً على الإهانة التي تعرضت لها قافلة فك الحصار عن أهل قطاع غزة. فالمسألة رمزية وهي تتصل بتاريخ الذاكرة وما تمثله من تعاطف طبيعي وعفوي مع منطقة جغرافية كانت تربطها علاقات تتجاوز حدود الجوار وتدخل مباشرة إلى جوهر عقيدة المجتمع.
عامل العقيدة يشكل أحد عناصر الانفعال في الشارع التركي، ولذلك من الخطأ تغييبه عن معادلة التوازن التي تتبعها حكومة أردوغان. فالسياسة التركية تطمح إلى لعب دور إقليمي في المشرق العربي يعوض ذلك الفشل الذي واجهته اسطنبول حين قررت الدخول إلى عالم افتراضي (هوية علمانية وسوق أوروبية) إلا أن اختصار المسألة في هذه النقطة يضعف الزوايا الأخرى من المشهد ويقلل من أهمية الجغرافيا والتاريخ والرابطة الدينية التي جمعت العوالم القومية في دائرة سياسية (سلطانية) واحدة.
نمو دور العقيدة (الموروث الشعبي) في ترسيم سياسة حكومة أردوغان يرجح أن يتطور حتى يصل إلى حدّ يمنع من عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب إلى سابق عهدها. والكلام الذي ورد في الصحف وتصريحات المسئولين ورئيس الجمهورية التركية لا يقل في وضوحه العقائدي عن ذاك الكلام الذي صدر عن رئيس الوزراء.
تركيا الآن تعيش في لحظة تاريخية غاضبة. وهذه اللحظة تتجاوز أردوغان لأنها تتحرك في إطار غير مرهون بفترة حكومة فازت بالانتخابات التشريعية وبالتالي فإنها ستتلاشى كسحابة صيف في حال جاءت إلى السلطة وزارة علمانية - أتاتوركية. الغليان الشعبي كما يبدو يتمتع بحال من التمدد الزمني وهو قد يتراجع في عنفه السلطوي ولكنه سيواصل نموه في سياق عملية استرداد الهوية الناقصة واستعادة الدور الإقليمي.
إقرأ أيضا لـ "وليد نويهض"العدد 2830 - السبت 05 يونيو 2010م الموافق 22 جمادى الآخرة 1431هـ
عبد علي عباس البصري (الى الاخ ابو جاسم المحترم)
تحياتي لك يا ابو جاسم ... بس لك سؤال : هل مضيت للعمره او الحج ؟ فمن اكثر الناس هناك طبعا الاتراك من الاكثريه فأين ما تقول؟!!
قتلى قافله الاغاثه هم من ؟!!
السؤال الثالث والاخير ؟ ما تقول انك مازلت تنتصر !بماذا ؟ ! هل حققنا نحن انتصارات لم تعلم بها قناه الجزيره ولا العربيه والاحتى العالم . ؟؟ الرجو ا لرد بسرعه ؟ ليكون في الملاعب بس لحد الآن ما صعدنا لدوري كأس العالم ؟ تحياتي لك يا ابو جاسم بس بدون زعل .
14 نور:: رد إلى بو جاسم ::تابع:: هناك مقولة للنبي الناصري عيسى بن مريم الملقب بعيسى المسيح عليه وعلى أمه السلام
الذي ينطلق من النظرة الإنسانية البحته ونظام الحريات الفاسدة ولكن المؤمنين موجودون وهم كما أسبقت بالكلام كما الماء الذي يقبع تحت زبد البحر و أشبهه بالقلب و الخلق الجميل الذي يقبع تحت الوجه المشوه و السلام على من عقل الكلام.
14 نور:: رد إلى بو جاسم ::تابع:: هناك مقولة للنبي الناصري عيسى بن مريم الملقب بعيسى المسيح عليه وعلى أمه السلام
المؤمنين الصالحين العابدين الزاهدين الذين لا يقبلون بك هذه المفاسد ولكن الوضع الذي نحن تحت طائلته جعل من هذا البلد مرتعاً لهكذا ممارسات فلا يغرنك يا أخي ما تراه عينيك فما يراه القلب أكبر وأعظم ولو تسنى للمؤمنين الكلام وهم آمنون على رقابهم من سيف السياف لترائى لك الحق من عنان السماء فكما قال عيسى المسيح (ع) هو جل ما وددت أن أنتقيه لك لأزيل عن عينيك سواد النظرة الخاطئة وبذلك أنا لا أذمك وإنما أنصحك كأخٍ لي يعينني ويعين من ضاقت حيلته فالنظام السائد في تركيا هو العلمانية الأوروبية والإنفتاح
14 نور:: رد إلى بو جاسم :: هناك مقولة للنبي الناصري عيسى بن مريم الملقب بعيسى المسيح عليه وعلى أمه السلام
هناك مقولة للنبي الناصري عيسى بن مريم الملقب بعيسى المسيح عليه وعلى أمه السلام إن الفرق بين المخطئين و الصالحين هي كالفرق بين الزبد اللذي يعلوا البحر و ماء البحر الذي يكون من تحته فما إن تمسح بيدك زبده تجلى أمامك مائه, و الحقيقة كذلك فما إن تحرك زبد البحر بيديك يترائى لك ماء البحر الذي لا يحصى كمه والمثل الآخر الذي أضربه لك بلدنا البحرين فهي معروفةُ ُ لد العالم بأنها حديقة الخليج مما ينتشر فيها من فسادٍ وفجور وبالطبع بصحبة الخمور و الشذوذ وهذا كله بفانادقها وشققها المفروشة ولكن أهلها من
بو جاسم رد للأخ عبد علي
تقول أن الشعب التركي يعيش الإسلام بنسبة 98%!!
يبدوا أنك لم تزر تركيا ولن تعرف أهلها فالناس كفروا هناك ولا يوجد لا صلاة ولا صوم ولا حج والزنى بالكيف في كل مكان وهو مشرع والسفور بالملايين والخمارات في كل مكان والمراقص كل مترين فأين 98% هؤلاء؟!
الله يخليك هذه نسبة عربنجية كنت تقصد 100% ولهذا لا زلنا ننتصر!
بو جاسم(سحابة صيف وتعود العلاقات سمن على عسل مثل السابق)
مع فائق أحترامي وتفهمي للحالة العربنجية إلا أن تركيا تربطها علاقات إقتصادية, عسكرية,سياسية,سياحية,دينية وأخيرا علاقة وجود كما باقي الدول العربية أعني الزعامات الدكتاتورية ومن أكثر دكتاتورية من تركيا ضد العرب فالجولان تحتلها بأهلها العرب وكردستان تحتلها بأهلها المسلمين ولا ننسى مقتل 2 مليون آرمني ولا زالوا يبجلون تلك الحقبة السوداء في تاريخهم المظلم!الأنظمة العربنجية تعول على الخارج وشعوبهم كذلك لأنهم عجزوا طيلة 63 سنة من زحزحة إسرائيل التي تحتل خمس دول عربية ولا تزال برضى العرب!
عبد علي عباس البصري
هل تصمد العلمانيه التركيه في وجه شعب 98% يعيش ا لاسلام ، الغريب في تركيا في تركيبتها الديموغرافيه والاسلاميه ، مقاعد البرلمان اليوم اغلبيته من حزب الفضيله ومن ثم الرفاه ومن ثم العداله والتنميه. وجل هذه الاحزاب اسستها نخب اسلاميه محافضه تقريبا . القت على كاهلها التنميه الاقتصاديه والامنيه لتركيا ونجحت على الصعيد الداخلي (احجمت دور العسكريين)وعلى المستوى الخارجي (تجميد التوتر التركي العراقي )وانهاء التوتر على الحدود الايرانيه والسوريه. فهل ينجح حزب التنميه والفضيله من ارساء قواعد الدوله الاسلامي
عبد علي عباس البصري
فلا والله لا تترك فلسطين بدون محامي ومطالب وحتى لو تخلى اصحاب القضيه العرب عن فلسطين وساومو عليها ، فأن الله قد اتى بأناس لا يملون ولا يكلون ، صابرون صامدون ، وستتحرر فلسطين انشاء الله وأن يأس البائسون ، المساومون . فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذله على المؤمنين اعزه على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم
عبد علي عباس البصري (الثوره البيضاء)
تعالو يا من لا تفكرون الا بعقليه الدم والتكفير .... تعلو يامن لا تفكرون الى بحرق وصلب وقطع اطراف الناس تعلو فلربما تتفجر هذه العقول الحجريه .او تتقطع هذه الاسلاك الشائكه من العقول المتهالكه , تعالو لترو في عبد الله غول ورجب طيب ارجغان السمه البيضاء خير لكم من السمه الدمويه السوداء العفنه.
عبد علي عباس البصري
(الله يازمان ) من دوله تهدد ايران والعراق وسوريا الى دوله لها محسوبيه في الموازين السياسيه الايرانيه والعراقيه والسوريه والآن نصراويه لبنانيه حماسيه غزاويه.
من دوله لها مصالح عسكريه والسياسيه مع الكيان الصهيوني . الى دوله على مشارف الانهيار السياسي العسكر التركي الصهيوني.
وليد نويهض يقول انها اي تركيا سحابه صيف وأنا اقول انها سحابه شتاء ، او سحابه اعصار جونو او اعصار فيف.
عبد علي عباس البصري (هكذا التغيير)
استطاع عبد الله غول ورجب طيب اردغان ان يخرجا تركيا من سيطره الدكتاتوريه (سلطه السلاح والعسكره) الى السلطه الديموقراطيه بعد عناء مستمر سجون واتهامات وقطع ارزاق , اصر الخير على المضي قدما حتى تحقيق العداله والديموقراطيه ، فصعد الاول الى سده الحكم والآخر الى كرسي رآسه الوزراء ، فتحسنت ارزاق العباد وساد الامن والسلام في تركيا ،
والاغرب من ذالك ان يتم تحت اجنحه الامان . ثوره بيضاء انسيه ، من دوله تهدد جيرانها الى دوله يحتاجها الآخرون في حلحله مشاكلهم ،