تقارير متناقضة من مصر بشأن «الجمعية الوطنية للتغيير» التي أسسها محمد البرادعي... بعض التقارير قالت «كان صرحاً من خيال فهوى... أحلام البرادعي والتغيير فص ملح وذاب»، وإنه بالرغم من «الاحتفالات الضخمة التي صاحبت دعواه لفرض الإصلاح السياسي على رموز الحزب الوطني الحاكم قبل أربعة أشهر، حالت الانقسامات والانسحابات دون تنفيذ أي بند من بنود أجندة التغيير التي نشدها البرادعي ورفاقه»، وإن الخلافات داخل الجمعية أدت إلى استقالات وانسحابات.
غير أن وكالات الأنباء نقلت خبراً آخر أمس تحدث عن التفاف «ألوف الأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة حول المرشح المحتمل لرئاسة مصر محمد البرادعي خلال جولة دعاية لبرنامجه للإصلاح الديمقراطي»، وأن البرادعي (67 عاماً) قام بجولة بمدينة سنورس في محافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة، وأدى صلاة الجمعة في مسجد مبارك بالمدينة مع نحو ألف مصل، لكن نحو أربعة آلاف مواطن آخرين احتشدوا في الشوارع المحيطة بالمسجد، وردد المحتشدون ومعظمهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين هتافات تقول «يا برادعي سير سير إحنا معاك للتغيير» و«ارفع صوتك قول للناس التغيير جاي خلاص» و«يا دكتور ما يهمك حد انت زعيم الامة بجد» و«يا برادعي يا مصري حبك جوا الدم بيسري». وجلس بجوار البرادعي على المنصة في مؤتمر جماهيري بعد صلاة الجمعة عضو مجلس الشعب الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين مصطفى عوض الله والعضو القيادي في الجماعة الأحمدي قاسم.
ويعتبر دخول الإخوان المسلمين على الخط مع البرادعي (إذا استمر الالتفاف) أهم نقطة تحول في مسيرة «التغيير» التي يحاول البرادعي إطلاقها في أهم بلد عربي، كان قد شهد انطلاقة التنوير والتحديث، كما أنه شهد في العقود الأخيرة انحساراً واضحاً وضعفاً هيكلياً، أدى إلى تراجع الدور المصري إقليمياً، وتراجع الدور العربي عالمياً.
الإخوان المسلمون ارتبطوا بالتحولات الجوهرية في تاريخ مصر، وبالقضية الفلسطينية، وشاركوا في العملية السياسية، وتشعبت اتجاهاتهم أثناء الهبوط والنزول، ومنعوا من ممارسة العمل السياسي، ولكنهم ظلوا رقماً صعباً لا يمكن للسياسة المصرية تجاوزه. والمهم في الأمر أن أي التفاف إخواني حول البرادعي يعني نقلة نوعية في جانبين. من جانب، فإن الإخوان يؤكدون أنهم يلعبون السياسة من خلال العملية الديمقراطية، ومن جانب آخر، فإن شخصية حداثية مثل البرادعي تنطلق نحو التغيير من خلال التصالح مع الواقع الإسلامي للشارع العربي، وهي نقطة غفل عنها الكثير من قبل.
البرادعي قال أمس «نتفق مع جماعة الإخوان في الدعوة لإلغاء حالة الطوارئ وإنهاء القوانين المقيدة للحريات»، وإنه يرحب بعضوية الجماعة في الجمعية الوطنية للتغيير برغم اختلاف في بعض «الرؤى». وفي السابق قال البرادعي إن جماعة الإخوان تؤمن بالدولة المدنية التي يدعو إليها.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2829 - الجمعة 04 يونيو 2010م الموافق 21 جمادى الآخرة 1431هـ
كميل
انا اعتقد ان البرادعي يحاول ان يضمد النزيف الذي حدث في حركته بضمادات الاخوان وكنت اتمنى ان ينشأ تيار جديد في مصر يحرك جمود الحزب الحاكم والاخوان