تنفس الصباح، و تبدّد الظلام، وغردت الطيور، وأخذت تحوم، في أجواء السماء، وحول قرص الشمس الذهبي، فرحانة بالنور والماء والهواء، وبدأت حركة الناس، وجابر لا يزال في محرابه، يدعو و يبتهل، لعله يرزقه الولد، ويكون له العون في الكبر، وقد كانت هذه عادته، في كل صباح، و مع اطلالة مشرقة، و صبح جديد، جاءته زوجته شفيقة، تحمل له البشرى السعيدة، بأن آثار الحمل بدت عليها تظهر، رآها جابر وثغرها باسم، فكبّر وشكر لله رب العالمين، الذي يعطي عبده ويعين، ومضت أشهراً، وجاء زوجته المخاض، فولدت بمولود ذكر، أسماه (محمد ) ودعا الله أن يرزقه الأكثر، و بعد ثلاث سنوات رزقه الله مولودة أنثى أسماها (كوثر)، فكانت فرحته أعظم وأكبر، ومضت الأيام وجاءت زوجته تطلب منه وقف الإنجاب بعملية جراحية على نفسها، أو عليه أيهما أفضل بما يريد، أن يختار الأحسن، فرفض الزوج ذلك الطلب، و لم يقبل إجراء العملية الجراحية عليه أو عليها، فقالت شفيقة، إذا كان الأمر كذلك فأطلب الطلاق، إلا أن جابر رفض هذا الطلب الأخير، فقالت له (سأترك الولد والبنت في حضانتك، وسأذهب دون رجعة تذكر، وافعل ما تريد أن تفعل، فإنني لا أتحمل آلام الحمل، و تربية أولاد أكثر)، ثم أعطته مهلة ثلاثة أيام ليفكر قبل الخروج من المضجع لكن جابر لم يعبأ لكلامها، إلا انه في اليوم الثالث، دعاها و قال لها (أوافق على طلب واحد تحت شرط وهو أن توافقي في الخروج معي ومع محمد وكوثر في رحلة ممتعة إلى بستان نفرح محمد وكوثر، ونلتقط لهما صوراً كثيرة تذكارية معنا وتحت المياه العذبة والأشجار والورود ونسجل الأصوات والطرائف، وكلنا مع محمد وكوثر نضحك، وعند عودتنا في المساء إلى البيت أستجيب لطلب واحد أرى أنه الأفضل، وافقت شفيقة على طلب زوجها، وفي الصباح ركبوا سيارتهم الخاصة مع محمد وكوثر، و سارت بهم السيارة، ووصلوا البستان، وأنزلوا أغراضهم، وأخذوا يجولون في البستان، وينظرون بشغف لأشجاره و ثماره ووروده المتفتحة، و الماء ينساب في الجداول كأنه بطون الحيات، والكل يبتسم ومحمد وكوثر يضحكان ويرقصان فرحاً بجمال الطبيعة، وفي الظهر جلسوا يتناولون وجبة الغداء في جو مملوء بالفرح والنكات والتقطوا في هذه الرحلة مئة صورة، مع تصوير آخر بكاميرا الفيديو، و في المساء رجعوا في سيارتهم، وكان جابر يسوق السيارة، وزوجته تجلس على يمينه في المقعد الأمامي، بينما جلس محمد وكوثر في المقعد الخلفي، وكانت السيارة تسير في الشارع من الشرق إلى الغرب وعلى جانبي الشارع ورش ودكاكين، فجاءت سيارة مسرعة ومتهورة قطعت الطريق أمامهم وهي قادمة من الشمال تريد الجنوب وصدمت سيارتهم في الباب الخلفي، وقطعته وألقت به على محمد و كوثر، فاعتجنا و التصقا بالباب اليسار، فنزل جابر ليفتح الباب الخلفي من اليسار ليسعف محمد وكوثر، إلا أنه فشل في ذلك، فاستدعى المرور والدفاع المدني، وعند فتح الباب، وجدوا محمد و كوثر قد فارقا الحياة، فصرخت شفيقة صرخات تذوب لها حبات القلوب عندما رأت محمد وكوثر مضرجين بالدماء و قد ماتا، كلاهما، أما جابر فأمسك نفسه و فوض أمره إلى الله القدير، و قال (هما أمانة أعطانا العزيز الجبار، ثم استرد أمانته ) وبعد التحقيق وإجراء مراسيم الدفن و التعازي، دعا جابر زوجته و جرى الحديث الآتي بينهما :
- لا تنظري لصور محمد وكوثر الآن، و احفظيها ليوم سعيد سيعود باسميهما و هو قريب إن شاء الله .
- أريد أن أتسلى بصورهما في البستان واسمع حديثهما و النكات والرقص بين الأشجار وأنا أم ثكول، أتعبني المرض، وأذهلني فقد الحبيبين، فأصبحت بلا شعور، وقد عذبتني الوعود، وأفجعتني الشروط فأصبحت مريضة وضعيفة كالعود اليابس فارفق بحالي وأطلق سراحي كي أعود .
- هل تريدين أن أنفذ طلباً من طلباتك كما أفهم من كلامك المعهود؟
- أبعد هذا الحادث، و موت ولدي و ابنتي ؟
- قلت لك الأولاد أمانة يستردها الله متى ما شاء .
- نعم بالله يفعل ما يشاء .
- و الآن ماذا تريدين مني، أوضحي الطلب، و أريحيني من العذاب، كي أتفرغ لعبادتي؟
- أطلب من الله العون، لأنني لا أتحمل الإنجاب و تربية الأولاد .
- سأصبر و في القلب ألم .
ثم أن جابر و كعادته كان يدعو الله بأن يرزقه الولد، ليكون له العون والخلف في الكبر ودعا الله ويداه مبسوطتان، وعيناه قد اغرورقتا بالدموع، و ابتلاه الله بالأمراض حتى ضعف عن تحصيل قوته، وابتعد عنه الناس، ولما علم العزيز الجبار صدق النية، والصبر على البلية، والإيمان برب البرية، والدعاء دون انقطاع، وعدم اليأس والجزع شافاه الله مما ابتلاه، وجاء الفرح، وبانت آثار الحمل على زوجته، و لما اكتمل الجنين في بطن أمه جاءها المخاض، وولدت بولد ذكر، اسماه على اسم ابنه المتوفى (محمد) . ثم أن جابر زار شفيقة في المستشفى، و ما أن رآها سلم عليها و حياها، و أخذ ابنه و هو في قماطه، فأذن و أقام في أذنيه، و قبل ما بين عينيه، و قال : (الولد هو الخلف، و ثمرة الفؤاد و قرة العين ) ثم سلمه إلى أمه، فبادرته قائلة :(الآن حققت الخلف، فأنعم علي بعملية تمنع الإنجاب )، لكنه كعادته جوابه الرفض .
قالت له شفيقة :(لماذا الإصرار على الإنجاب دون تحديد النسل مع مرضي و ضعفي عن الحمل )؟
قال جابر :(أمراضك عابرة، و لم يقرر الطبيب مخاطر، ثم أن الأطفال نعمة، نستوجب عليها الأجر، وفي لعبهم وحركاتهم داخل البيت فرحة وغبطة، وكأن الربيع قد أتى بجماله وثماره اليانعة والأولاد ثمرة الحياة، لا يأتون إلا بالصبر والتعب والألم، وما أروع قول الرسول الأعظم ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) بينما كان رسول الله (ص) جالسا مع أصحابه إذ قال:(من يأتيني بتراب من الجنة ؟ فوقف شاب و قال :(أنا يا رسول الله) ثم ذهب و احضر منديلاً و فيه تراب، و وضعه بين يدي الرسول (ص) و قال : هذا تراب من الجنة، فقال الرسول (ص) :(من أين أتيت بهذا التراب ؟)فقال الشاب ( من تحت رجلي أمي ) وأنت القائل (الجنة تحت أقدام الأمهات ) وأتى شاب إلي رسول الله (ص)فقال :من أحق الناس بحسن صحابتي، قال :(أمك، أمك، أمك ) قال الشاب : ثم من ؟
قال الرسول (أباك )أي أن للأم ثلاثة حقوق، حق الحمل وحق الولادة وحق الرضاعة أما الأب فله حق واحد وهو حق التربية، والأم وهي تعاني آلام الحمل والولادة، فإنها إن ماتت وهي في الولادة صارت شهيدة، ووقع أجرها على الله، وبشرى لك فإن موت ولدي محمد وكوثر و هما طفلان صغيران، فان مقامهما الجنة مع الحور العين و يوم ينادي محمد وكوثر لن ندخل الجنة حتى يدخل (ماما و بابا )، فهنيئا لك يا أم محمد وكوثر ربيت فأثمرت فأدخلت الجنة قطعتين من كبدك، وها أنت تربين فإن أحسنتِ التربية فزت بنعيم الدنيا والآخرة، وهذا جزاء الصبر على الأذى والتعب و السهر في الليالي.
قال القائد الفرنسي (نابليون بونابرت ):(الأم التي تهز بيمينها سرير طفلها، تهز بيسارها العالم ) وهل تريدين أكثر من هذا ؟، طأطأت زوجته رأسها ثم نظرت في وجهه وتلت قوله تعالى :(ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) (البقرة 150 ). وبعد عامين ولدت له بمولودة أنثى، اسماها على اسم ابنته المتوفاة (كوثر)، ثم انقطع الإنجاب عن زوجته طبيعياً، و استقرت حياة الزوجين، هنيئة ميسرة .
عبدالله محمد الفردان
من الواضح للعيان أن أميركا تنحاز انحيازاً أعمى للكيان الغاصب لفلسطين، وتدعمه وتسانده عسكرياً وسياسياً، واقتصاديا وماديا ومعنويا، وايديولوجيا ولوجستيا، وبجميع الوسائل والطرق المتاحة لها، وبكل ما أوتيت من قوة وجبروت، وذلك لكون اللوبي الصهيوني يمتلك قوة اقتصادية هائلة، داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها، ولذا أصبح له نفوذ قوي ومسيطر على جميع شرايين الحياة في أميركا، ويهيمن هيمنة كاملة على سياسات الإدارات الأميركية المتعاقبة، وله دور كبير في رسم السياسة الخارجية لأميركا .
ولا تستطيع أي إدارة أن تغيّر من سياساتها ومواقفها قيد أنملة تجاه ذلك الكيان اللقيط، وإلاّ سيكون مصيرها مصيراً مجهولاً، ولن يسمح – لقمة الهرم في تلك الإدارة – أن يتربع على كرسي العرش طويلا، ولا يمكن لكائن من كان أن يحصل على موافقة ترشح للرئاسة، لو إنه وجد مخالفا أو منتقذا لسياسة القادة في تل أبيب، ولذا يسعى القادة والزعماء الأميركيون إلى كسب رضا وخطب ود هذا اللوبي الصهيوني، الذي يحكم ويتحكم في مصير أميركا، وهو الذي يخطط ويعد وينفذ (فنون السياسة الأميركية ) في مطابخ أعدت خصيصا في واشنطن وأخرى في «إسرائيل»، والتي تعتبر الولاية الواحدة والخمسين من ضمن الولايات المتحدة الأميركية .
وكذلك بريطانيا التي وعدت اليهود بإنشاء وطن قومي لهم، وكان لبلفور أن يوفي بوعده، الذي قطعه على نفسه في العام 1917، فدبرت بريطانيا والدول الاستعمارية الأخرى وعلى رأسها أميركا، الإعداد والتخطيط للاستيلاء على فلسطين العربية، التي كانت تحت الاحتلال أو الانتداب البريطاني البغيض، وأصبحت فلسطين الضحية وكبش الفداء، ومنحوها هدية متواضعة – على مذبح الحرية – للصهاينة، الذين كانوا يخططون لهذا المشروع الاستعماري البغيض، حيث يعتبرون فلسطين أرض أجدادهم، وهي كما يزعمون أرض الميعاد، وهم شعب الله المختار، فكان لهم ما أرادوا وتحققت أحلامهم، بمباركة ودعم ومساندة من بريطانيا والدول الاستعمارية الأخرى، وأعلنوا قيام دويلتهم البغيضة في العام 1948، وهو ما عرف بعام النكبة، فقتلوا وأبادوا وارتكبوا المجازر والمذابح المروعة، وهجرّوا وشردّوا الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، ليحل محلهم شذاذ الآفاق، وعصابات الجريمة المنظمة من الصهاينة المتعصبون القادمون من جميع أنحاء العالم .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمرت الدول الاستعمارية في بناء تلك الدويلة التي أعلنت وأقيمت على جثث وجماجم أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، وتم بناء جيش لها من عصابات إرهابية متشددة، وتسليحه بأحدث الأسلحة المتطورة، لتسفك الدماء وتقتل الأبرياء بلا رحمة ولا هوادة، وتحمل هذه العصابات أسماء صهيونية مختلفة، وهي لا تزال إلى يومنا هذا تمارس القتل والإبادة الجماعية، وتمارس جميع الأعمال الوحشية والبربرية بحق الأبرياء من سكان فلسطين المحتلة .
وكان البرنامج النووي هدف زعماء هذا الكيان الغاصب في الحصول على السلاح النووي، ولقد سعت الدول الاستعمارية وخاصة بريطانيا وأميركا وفرنسا، بتزويد ذلك الكيان الغاصب بتلك التكنولوجيا ومستلزماتها من معدات وأجهزة وحتى اليورانيوم المخصب، ومدته بالخبراء والفنيين منذ العام 1946، لكونها دويلة مستفردة في المنطقة، وهي مهددة بالزوال والفناء من قبل 22 دولة عربية، وهي الآن تمتلك أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم، بما فيها أسلحة الدمار الشامل الأخرى، وأحدث أنواع الأسلحة الأميركية الصنع من طائرات نفاثة وقاذفات حربية، وصواريخ ومدفعية ودبابات وغيرها، بالإضافة إلى ما تصنعه الدويلة الصهيونية من أسلحة ثقيلة ودبابات ومعدات عسكرية .
وكان من المفترض على الدول العربية أن تسارع بتبني التكنولوجيا النووية، والسعي لبناء مفاعلات نووية، بهدف إنتاج السلاح النووي، لحفظ توازن التسلح النووي في المنطقة، وعلى رغم محاولات مصر في هذا المجال، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلاّ أنها لم تواصل في مسعاها، ربما كان لنتيجة ضغوط الدول الاستعمارية عليها، في حين نجحت كل من الهند وباكستان في امتلاك مثل تلك الأسلحة منذ سنوات قليلة، وإجراء تجارب نووية ناجحة عليها، وهما لم يوقعا على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، كما أن الكيان الصهيوني لا يعترف بشيء اسمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحجاب عنه مرفوعا – كما يقال – وهي تتصرف وفق مصالحها، وتغض الدول الكبرى الطرف عنها، وكأن هذا الكيان يحق له، ما لا يحق لغيره، وهو فوق كل الشبهات، وفوق كل القوانين والأعراف والبروتوكولات الدولية، ولذا نراهم يتغاضون عن كل ما يمتلك هذا الكيان الغاصب من رؤوس نووية، فاق عددها على 360 رأسا نوويا .
وقد ساعدت فرنسا إيران في زمن الشاه المقبور، في بناء مفاعلا نوويا، لكنه توقف بعد سقوط الشاه، وعاودت إيران - بمساعدة روسيا - في بناء مفاعلات نووية في عدة مناطق من إيران، وطورت قدراتها النووية، حيث تمكنت من إنتاج الوقود النووي، ودخلت النادي النووي، وهي تؤكد أن الهدف من ذلك هو الحصول على مصادر للطاقة، لأغراض سلمية تستخدمها في إنتاج الكهرباء وإدارة مصانعها، ولإجراء أبحاثها العلمية والطبية، وهي - كدولة إسلامية - تحرم استخدام الأسلحة النووية، كما تحض على ذلك الشريعة الإسلامية .
ولكن أميركا وحلفاءها يصرون على أن لإيران نوايا مبيتة لإنتاج السلاح النووي من قنابل ورؤوس نووية، لإزالة الكيان الصهيوني من الوجود، كما يزعمون وهم بذلك يحاكمون النوايا، وهي ذرائع وحجج واهية ليس لها من الصدقية ما يؤكدها، وفي واقع الأمر ما هو إلاّ عناد ومكابرة، لحرمان إيران والدول الأخرى من الاستفادة من تلك التقنية المتطورة، بهدف احتكارها لنفسها، ومن ثم التحكم بمصيرها، واستغلالها في استثمارها وبيعها للدول الراغبة في الحصول عليها بأسعار خيالية، وهو ما يجري الآن من تحركات الدول الأوروبية بما فيها أميركا، لتزويد بعض الدول العربية، وبناء مفاعلات نووية لها، مقابل أموال طائلة .
والهدف الرئيسي لأميركا هو تفكيك وإزالة برنامج إيران النووي، وتسليمها كل ما تملك من مفاعلات نووية، وأجهزة الطرد المركزي المخصصة لإنتاج الوقود النووي، أو ما يعرف باليورانيوم المخصب كما فعلت مع البرنامج النووي الليبي، دون أن تحصل ليبيا على أي تعويضات مقابل ذلك - كما صرح الرئيس القذافي بنفسه عن ذلك- وانتقد أميركا وحلفاءها بما فعلوه مع ليبيا بخصوص برنامجها النووي، ولا يزالون يمارسون الضغط على كوريا الشمالية للتخلص من برنامجها النووي وكل ما تمتلك من تقنيات نووية وصواريخ .
وإيران لا تزال تصر على مواصلة برنامجها النووي، ولديها القدرة والكفاءات الوطنية المدربة، للاعتماد على نفسها في هذا المضمار، وأخيراً ورغم موافقة إيران على تبادل اليورانيوم المخصب، والتوقيع على اتفاقية على هذا التبادل بينها وبين كل من تركيا والبرازيل، في سبيل حلحلة الملف النووي الإيراني المعقد، كما اقترحت الوكالة الدولية للطاقة النووية، إلاّ أن أميركا وتوابعها من الدول الأوروبية، لا يزالون يصرون على فرض العقوبات المدمرة على إيران، وهو يدل دلالة قوية وقاطعة على نواياهم الخبيثة تجاه إيران، لما تشكله كقوة ضاربة في المنطقة، ولمواقفها المعادية للكيان الصهيوني، ومساعدتها لحركات التحرر والمقاومة، في كل من لبنان وفلسطين المحتلة.
ولم تكتف أميركا وحليفاتها بما فيها الكيان الغاصب للقدس بتحركاتها وضغطها على إيران، بل راحت تهدد وتتوعد بتدمير تلك المفاعلات وإزالتها من الوجود، كما فعل الكيان الصهيوني في تدمير المفاعل النووي العراقي في العام 1981، ما أدى إلى إيقاف العمل في البرنامج النووي برمته، ولا تزال التهديدات الأميركية مستمرة لتوجيه ضربة قاصمة للحجر والشجر والبشر، بهدف تدمير جميع المفاعلات النووية وأجهزة الطرد المركزي التي تتوزع في عدة مناطق من إيران، خدمة للكيان الصهيوني الغاصب.
وهذا التفكير الأحمق الذي يدل على الهمجية والغوغائية الأميركية، أن هي أقدمت عليه بالفعل، فستحل بالمنطقة بكاملها كوارث خطيرة ومدمرة، وسيعيدها إلى قرون إلى الوراء، بفضل رعونة وحماقة وغباء تلك القيادات الرعناء، المهيمنة والمسيطرة على زمام الأمور في البيت الأبيض، والحلفاء الأوروبيين الذين يسيرون وفق الأجندة الأميركية، المدعومة والمحرضة من قبل الصهاينة .
يذكر أن إيران قد وقعت على اتفاقية حظر أو الحد من انتشار الأسلحة النووية، وعلى البروتوكول الخاص بالتفتيش على هذه الأسلحة، من قبل أفراد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلاّ أن أميركا لا ترضى بديلا بغير تفكيك تلك المفاعلات النووية وكل ما يتعلق بها، أو بتوجيه ضربة عسكرية قاضية لإيران ومدنها وقراها، في حين تتغاضى وتغض الطرف – هي والدول التي تسير في فلكها، عن ترسانة الأسلحة النووية التي يمتلكها الكيان الصهيوني، وما تشكله من مخاطر وأخطار على منطقة الشرق الأوسط برمتها .
فلماذا هذه الازدواجية في المعايير، ولماذا تحشر أميركا نفسها، وتتدخل في شئون الدول الأخرى، المستقلة وصاحبة السيادة الكاملة على أراضيها، مع العلم بأن هناك وكالة دولية مختصة ومتخصصة في هذا الشأن، ولها قوانين وشروط واتفاقيات دولية وبروتوكولات خاصة، تشرف عليها هيئة الأمم المتحدة، ومع ذلك هناك دول أخرى لم توقع على تلك الاتفاقيات الدولية، ولم تكن عضوا في تلك المنظمة الدولية، وتنتج وتمتلك السلاح النووي كالكيان الصهيوني والهند وباكستان، بالإضافة إلى كوريا الشمالية التي انسحبت من الاتفاقية في العام 2003، وأجرت تجارب نووية في العام 2006، مما أثار فزعاً في العالم، وخاصة من أميركا والدول المجاورة لها.
ومن المضحك المبكي أن أميركا والدول الأوروبية تمتلك الآلاف من القنابل النووية، وهي تصر على الاحتفاظ بها، رغم التهويل والضجيج الإعلامي، وعقد المؤتمرات الدولية، التي تدعو إلى مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، لتعديل الأوضاع ومحاولة التخلص تدريجيا من السلاح النووي – عديم الجدوى – والمهدد لفناء البشرية، وهي تنتقد وتشكك في نوايا إيران، التي لا تزال لا تمتلك قنبلة نووية واحدة، ولديها برنامج نووي تهدف من ورائه للاستخدام في أغراض سلمية .
محمد خليل الحوري
تُعتبر جرائم تزييف العملة من الجرائم المخلة بالثقة العامة وذلك وفق ما نص عليه قانون العقوبات البحريني، لذا رأينا أهمية استكمال إلقاء الضوء عليها واليوم سوف نوضح المقصود بالنقود التي ينصب عليها التجريم والقصد الجنائي في جرائم تقليد وتزييف وتزوير العملة.
العملة هي النقود ومن وظائفها الاقتصادية أنها أداة وفاء، وهي مقياس للقيم المادية، ووسيلة لاختزانها، وهي ذات صلاحية للتداول العام في المملكة، وهي صادرة عن حكومة مملكة البحرين. ولأهمية هذه الوظائف جَرَّمَ المُشرِّع البحريني بعض الأفعال التي تنصبّ عليها فتفقدها الثقة العامة.
القصد العام: هذه الجرائم من الجرائم العمدية ولذلك يتخذ ركنها المعنوي صورة القصد، ولا يكتفي المشرع بالقصد العام وإنما تطلب قصداً خاصاً.
ويقوم القصد العام على عنصري العلم والإرادة، فيجب أن يعلم المتهم أن موضوع الجريمة هو عملة ذات تداول قانوني في مملكة البحرين أو خارجها، أما إذا جهل ذلك فإن القصد لا يتوافر، ويتعين أن يعلم بماهية فعله وآثاره، ولا عبرة بالباعث الذي حمل المتهم على فعله، فليس بشرط أن يكون الإثراء غير المشروع باعثه، فقد يكون الإضرار بالاقتصاد الوطني للمملكة أو الإساءة إلى وزارة المالية أو الحصول على مال لتمويل حركة غير شرعية.
القصد الخاص: أساسه نية دفع العملة غير الصحيحة «المزورة » في التعامل على أنها عملة صحيحة، أي الترويج؛ فالجاني حتى يستحق عقوبة السجن حتماً لا يخطط إلى أن يقف نشاطه عند مجرد تقليد العملة أو تزييفها أو تزويرها ثم الاحتفاظ بها، وإنما يريد - كي يحقق مشروعه الإجرامي أهدافه الاقتصادية الطبيعية - أن يدفع هذه العملة إلى التعامل بين الناس كما يتعاملون في العملات الصحيحة، وبمعنى آخر يبسط للقارئ مفهوم الاستعمال أو الترويج هو إرادة الجاني التخلي عن حيازة النقود غير الصحيحة بحيث تتداول في المجتمع استقلالاً عن تدخله وسيطرته وتقوم الجريمة حتى لو لم يحصل الجاني على أموال صحيحة مقابل ترويجه للأموال المزيفة، ومعنى ذلك أنه توجد هناك صلة وثيقة بين الترويج أو الاستعمال وبين تقليد وتزيف العملة، وعلى ذلك لا يعاقَب الجاني إذا تبيّن أن فعل التزييف تم بقصد اللهو ولم يقصد الترويج لهذه النقود المزيفة؛ لأنه كان يستعرض مهارته في ذلك عازماً بعد ذلك إتلافها.
وفي النهاية تذكير الجميع بخطورة جرائم العملة على الاقتصاد الوطني؛ ما يستوجب علينا تفعيل دور الشراكة المجتمعية وسرعة الإبلاغ عن مثل هذه الجرائم حماية لاقتصاد المملكة.
وزرارة الداخلية
العدد 2829 - الجمعة 04 يونيو 2010م الموافق 21 جمادى الآخرة 1431هـ
الي عبداااة الفرادن
بغيت اسال اهي قصة حقيقية او من الخيال واعجبتني القصة وشكرا لك وتسلم
تزوير العملة // مديرة مدرسة في الوسطى توقف طالبة ثانويه
( لا يعاقَب الجاني إذا تبيّن أن فعل التزييف تم بقصد اللهو ولم يقصد الترويج لهذه النقود المزيفة)الطالبه كانت تلهو مع صديقاتها والكل يعرف أن العمله غير صحيحه حتى إدارة المدرسة ولكن طائفية المديرة وبغظها لفئة من المواطنين جعلها أن تسجن الطالبة بدون جريمه تذكر ... حسبي الله ونعم الوكيل