تصدرت أعلام تركيا وفلسطين والبحرين ثلاث مسيراتٍ انطلقت أمس (الجمعة) تضامناً مع «أسطول الحرية» وغزة، إذ انطلقت إحداها بالقرب من جامع الفاتح بالجفير، وأخرى من الدراز، والثالثة في الديه.

وشارك في مسيرة الجفير التي دعت لها 14 جمعية سياسية وأهلية عصر أمس بجانب جامع الفاتح، عدد من النواب، بالإضافة إلى رؤساء الجمعيات وأعضائها، وعدد من المواطنين والمقيمين، كما شارك فيها البحرينيون الأربعة العائدون من قافلة الحرية التي تعرضت للهجوم الإسرائيلي.

وانطلقت من الدراز مسيرة ظهر أمس (الجمعة) متوجهة نحو دوار سار، شارك فيها عدد من رجال الدين والقساوسة أبرزهم راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين القس هاني عزيز.

وطالبت المسيرة «بانسحاب البحرين من مبادرة السلام العربية، وكل ما يصاحبها من لجان ومحادثات ومواقف داعمة للتسوية والعلاقة مع الكيان الصهيوني الغاصب». كما شارك حشد من المواطنين عصر أمس أيضاً، في مسيرة بـ «الديه» وتقدمها رموز دينية وسياسية دعماً لأسطول الحرية ورفضاً للحصار على غزة.

عربياً وعالمياً، خرجت عدة مظاهرات حاشدة أمس (الجمعة) في الأراضي المحتلة بالتزامن مع احتجاجات في دول أخرى؛ للتنديد بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قافلة أسطول الحرية التي كانت تحمل إمدادات إلى قطاع غزة.

ومنعت قوات الأمن الأردنية مئات المتظاهرين من السير باتجاه السفارة الإسرائيلية للاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. وفي لبنان تظاهر مئات الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة للاجئين منددين بالهجوم الإسرائيلي ورافضين أي صلح مع إسرائيل.

وانطلقت مسيرات من مساجد المخيم بعد صلاة الجمعة وجابت شوارع المخيم، فيما وقف مئات آخرون من السكان في الشوارع ونثر بعضهم الأرز.

جاء ذلك فيما ردد ألوف المتظاهرين المصريين هتافاً يقول «يا حماس يا حماس أنتي المدفع وإحنا رصاص» مطالبين الحركة التي تسيطر على قطاع غزة بالاشتباك مع إسرائيل. كما تظاهر أكثر من ألفي شخص مساء أمس الأول في أثينا ضد الهجوم الإسرائيلي. وكذلك تظاهر عدد مماثل في العاصمة البوسنية (ساراييفو) احتجاجاً على الحصار المفروض على القطاع.

في هذه الأثناء، دافع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عن حركة «حماس»، مؤكداً أنها ليست مجموعة إرهابية. وقال إن «لدى حماس مقاومين يدافعون عن أرضهم، إنهم فازوا في الانتخابات». وانتقد أردوغان القوى الغربية الكبرى التي ترفض منح «حماس» فرصة للانضمام إلى عملية ديمقراطية.

ودعا أمين عام حزب الله حسن نصرالله في كلمة مساء أمس إلى تشكيل «أسطول الحرية 2» لكسر الحصار عن غزة.

دعت «الحكومة» للعمل على كسر حصار غزة...

علما تركيا وفلسطين يتصدران مسيرة لـ 14 جمعية قرب «الفاتح»

الجفير- حسن المدحوب

تقدمت أعلام تركيا وفلسطين والبحرين مسيرة دعت لها 14 جمعية سياسية وأهلية عصر أمس بجانب جامع الفاتح، وشارك فيها عدد من نواب كتلتي «الوفاق» و»المنبر الإسلامي»، بالإضافة إلى رؤساء الجمعيات وأعضائها، وعدد من المواطنين والمقيمين، كما شارك بها البحرينيون الأربعة العائدون من قافلة الحرية التي تم الاعتداء عليها.

وهتف المشاركون في المسيرة بشعاراتٍ منددة بالاعتداء الذي قامت به «إسرائيل» على قافلة الحرية، وأخرى مناصرةً لرفع الحصار عن غزة، ومن هذه الشعارات «إسرائيل لازم تزول... هيك علمنا الرسول» و«إسرائيل لازم تفنى... هيك علمنا البنا»، و«إسرائيل لازم تنهار... هيك علمنا الزهار»، و»خيبر خيبر يا يهود... جيش محمد سوف يعود»، و«تسقط تسقط... إسرائيل».

وسارت المسيرة في بدايتها بالقرب من جامع الفاتح، ذهاباً إلى «كورنيش» البحرين، لتعود مرة إلى المكان الذي بدأت منه، مكملةً ساعة في ذهابها وإيابها.

وفي بيانها الختامي الذي ألقاه عضو اللجنة المركزية بجمعية الوسط العربي الإسلامي أحمد سند البنعلي، طالبت 12 جمعية سياسية بالإضافة إلى الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وجمعية مناصرة فلسطين الحكومة البحرينية، العمل على كسر الحصار بخطوات عملية، والعمل على إصدار قرار من الجامعة العربية برفع الحصار عن قطاع غزة بشكل دائم وإلزام كل الدول العربية بتنفيذه فوراً.

كما طالبت الجمعيات الحكومة بـ «الضغط على الولايات المتحدة الأميركية من أجل رفع يدها عن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في معاقبة الكيان الصهيوني, إذا أرادت الحفاظ على مصالحها مع الدول العربية وفي المنطقة بشكل عام».

ودعت إلى «وقف كل الخطوات التطبيعية مع الكيان الصهيوني، ووقف كل الاتصالات والمحادثات المباشرة وغير المباشرة مع هذا الكيان ومؤسساته الصهيونية في كل العالم».

وجددت «مطالبتها الحكومة برفع شكوى دولية ضد ما يسمى بدولة (إسرائيل) بسبب غطرستها وإهانتها لكل المواثيق الدولية بفعل جريمتها ضد المتضامنين الدوليين المسالمين ومن ضمنهم أربعة من أبناء شعبنا البحريني».

وشددت على «الاستمرار في العمل معاً من أجل كسر الحصار عن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والاستمرار في المشاركة في تسيير قوافل الدعم المادي وتنظيم الفعاليات التضامنية والمنددة للجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني».

وقالت في بيانها إنه «في فجر يوم الاثنين الموافق 31 مايو/ أيار 2010 أصبح العالم بأسره على وقع أبشع جريمة بحق الإنسانية على يد الكيان الغاصب لأرض فلسطين بما قامت به القوات الصهيونية من اعتداء همجي على أسطول سفن الحرية الذي كان على ظهرها ما يقارب الثمان مئة متضامن دولي من جميع الدول الأوروبية والإسلامية والعربية لا تجمعهم إلا الإنسانية والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وواجبهم الإنساني تجاه شعب محاصر منذ أربع سنوات من دون مأوى أو غذاء مرتكباً بهذه القرصنة جريمة دولية وإرهاب دولة لابد من معاقبة مرتكبيها وتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية».

وأضافت «ما قامت به قوات الاحتلال من جرم ليس وليد لحظته كما يدعون ويبحثون عن تبرير يقنع المجتمع الدولي وأعوانهم من متخاذلين وخونة لجريمتهم, بل كان فعلاً إجرامياً مخططاً له منذ أن انطلقت أولى قوافل المساعدات الإنسانية ومحاولات كسر الحصار الغاشم على قطاع غزة».

وأردفت «حتماً فقد كان هذا الجرم بعلم وبضوء أخضر من عدوة الشعوب أميركا، وبعيداً عما يدعيه الكيان الصهيوني من أن الحدث قد تم بفعل محاولات التسلل والانتهاك للمياه الإقليمية للكيان أو بسبب تمرد المتضامنين على ظهر القافلة وغيرها من تبريرات سخيفة للجريمة».

وتابعت «بكل أسف سنجد من يشيع مثل تلك المفاهيم ويبرر لهذا العدو فعلته بترديد المقولات والادعاءات الصهيونية حول سبب الجريمة في إعلامنا العربي المشوه، الأمر الذي نحذّر منه ونؤكد أهمية وضرورة التسلح بحصانة فكرنا ووعينا الذي لن يحيدنا عن قول كلمة الحق والتمسك بمبادئنا وإيماننا بعدالة قضيتنا المركزية والمطالبة برفع الحصار الظالم عن إخواننا في قطاع غزة ومعاقبة المجرمين».

وتوجهت الجمعيات لـ «الشعب التركي وحكومته وعلى رأسها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالتحية والشكر على مواقفهم الإنسانية والتضامنية المبدئية مع نضال شعبنا الفلسطيني ولكل ما قاموا به من مبادرات ونشاطات من أجل كسر الحصار عن أهلنا في غزة، فلهم من شعب البحرين ألف تحية»، كما توجهوا «للشعب التركي بأحر التعازي لروح الشهداء الأتراك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نصرة الحق ونصرة القضية الفلسطينية».

كما قدموا شكرهم وتقديرهم «إلى كل المتضامنين الدوليين المشاركون في قافلة الحرية من أجل كسر الحصار عن غزة»، مرحبين كذلك «بالبحرينيين الأبطال العائدين سجون العدو الصهيوني بعد مشاركتهم مع إخواننا من كل أحرار العالم من أجل نصرة فلسطين وكسر الحصار عن إخواننا في غزة، فلهم التحية ونقول لهم لقد رفعتم بموقفكم الشجاع رؤوسنا عالياً».

وختمت الجمعيات الداعية إلى المسيرة بيانها بالتشديد على»التضامن مع نضال شعبنا الفلسطيني في وجه العدوان الغاشم»، مؤكدين لهم أننا مستمرون في دعمهم من أجل نيل حريتهم ومن أجل تحرير كامل ترابهم الوطني، مناشديهم جميعاً من خلال منظماتهم الفلسطينية الوطنية المناضلة بالعمل سريعاً على رأب الصدع الداخلي والعمل بكل حرص وطني من أجل تحقيق المصالحة الوطنية والتمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية المقاومة للاحتلال.

حضرها قساوسة وعلماء دين وطالبت البحرين بالانسحاب من مبادرة السلام

آلاف البحرينيين يشاركون في مسيرة تضامنية انطلقت من «الدراز» إلى «سار»

الدراز - علي الموسوي

شارك الآلاف من البحرينيين ظهر أمس (الجمعة)، في مسيرة تضامنية خرجت من أمام جامع الإمام الصادق (ع)، في الدراز، وتوجهت نحو دوار سار. وردد المشاركون في المسيرة العبارات الاستنكارية والمنددة لما يقوم به الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية.

وتقدم المسيرة، التي شارك فيها عدد من النساء، رجال الدين بينهم الشيخ عيسى أحمد قاسم، والسيد عبدالله الغريفي، وأمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، إلى جانب مسيحيين تقدمهم راعي الكنيسة الإنجيلية الوطني هاني عزيز.

وحرق المشاركون في ختام المسيرة علمَي أميركا والكيان الصهيوني، فيما حملوا الأعلام البحرينية والفلسطينية، تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وجاء في البيان الختامي للمسيرة، الذي ألقاه السيد محمد الغريفي، «أصبحت ملحمة أسطول الحرية، وما تبعها من تداعيات، مصدر إلهام لكل الأحرار والشرفاء، ومؤشر تغير في معادلات الصراع مع العدو الصهيوني».

وذكر البيان أنه «لم تعد القضية الفلسطينية محددة بالعرب والمسلمين، إذ تعدت حدود مطالبها، وتكاليف استمرار الاحتلال ما كان بحسبان الصهاينة ومن يقف في خندقهم، فها هي شعوب العالم تتنادى في مسيرات «الحرية» و«انتفاضة الضمير الإنساني»، المطالبة بإيقاف العدوان الهمجي على الأراضي المحتلة، وإنهاء الحصار الظالم الجائر على قطاع غزة، الذي لا تقره لا الشرائع السماوية ولا القوانين والمواثيق الدولية، ويشكل أكبر انتهاك بتواطؤ من الدول الكبرى ومن يمشي في ركابهم ضد حقوق الإنسان».

وأكد البيان أن «الشعب البحريني أحد الشعوب الغيورة، التي لم يتأخر تضامنها يوماً مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ولم تكن الاحتجاجات المواكبة لما جرى لأسطول الحرية المظفر، إلا حلقة في سلسلة لا تنقطع في تاريخ التضامن البحريني مع القضية المركزية الأولى».

وأشار إلى أن «هذه المسيرة تأتي لتسجيل موقف رافض للاحتلال واستمرار الحصار القاتل على غزة العزة والإباء، كما تسجل تأييدها لكل الشرفاء الداعمين للقضية ولكل المقاومين الغيورين في حراكهم الذي أذل العدو وحقق النصر لأمتنا الأبية».

وأكد بيان المسيرة على «المطالبة برفع الحصار الفوري عن غزة، وفتح المعابر وإيصال المساعدات والمعونات الإنسانية إلى القطاع المحاصر».

وطالب البيان «بانسحاب البحرين من مبادرة السلام العربية، وكل ما يصاحبها من لجان ومحادثات ومواقف داعمة للتسوية والعلاقة مع الكيان الصهيوني الغاصب».

ودعت المسيرة في بيانها إلى «وقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتؤكد رفض الشعب البحريني لأي تعامل رسمي أو شعبي مع الكيان المحتل».

القس عزيز: نطالب دول العالم بالتعاون لكسر حصار غزة

طالب راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين القس هاني عزيز، كل دول العالم، بالتعاون وتكثيف الجهود من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة.

وقال عزيز لـ «الوسط» بعد مشاركته في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، انطلقت من الدراز وحتى دوار سار، إن «مشاركتنا في المسيرة، تأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحصول على الحرية التامة، وفي العيش بكرامة وعزة، أسوة بشعوب دول العالم».

وأكد عزيز ضرورة أن «نتضامن ونتكاتف لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، من دون أية شروط، فهذا مطلب إنساني وعالمي».

وأردف «نحن في الكنيسة الإنجيلية، ندعو في كل صلواتنا ودعائنا، بأن تنعم الدول بالسلام والحرية، ونخص في دعائنا فلسطين والعراق ولبنان، وبقية الدول التي تعاني من الأزمات الطاحنة، ولا نحتاج إلى أن نخصص أمسية دعائية من أجل الدعاء لدولة دون أخرى، فدائماً ما نصلي وندعو الله أن يفك الحصار عن فلسطين».

ودعا القس عزيز إلى «التكاتف الكامل، وتضامن كافة الأديان والشعوب، من أجل الضغط على الكيان الصهيوني، من أجل الخروج من فلسطين وغزة».

مسيرة حاشدة في الديه دعماً لأسطول الحرية وغزة

الديه - محمد الجدحفصي

شارك حشد كبير من المواطنين عصر أمس (الجمعة)، في مسيرة سلمية بمنطقة الديه تقدمتها رموز دينية وسياسية دعماً لأسطول الحرية ورفضاً للحصار على غزة.

وانطلقت المسيرة عند الساعة الخامسة عصراً من جانب مجمع البحرين التجاري وصولاً إلى دوار مركز البحرين الدولي للمعارض لتنتهي في موقع الانطلاق بكلمة ألقاها نيابة عن اللجنة الداعية للمسيرة الشيخ سعيد النوري.

وردد المشاركون في المسيرة هتافات تطالب الجماهير بالضغط أكثر لرفع الحصار عن غزة، كما لوحظ تواجد أفراد الأمن بمحيط المسيرة لتنظيم حركة سير المسيرة وذلك عبر تحويل مسار السيارات عن الطريق الذي شغلته المسيرة.

هنية: حصار غزة «بات في الربع ساعة الأخير»... إسرائيل تقترح فتح تحقيق بمشاركة مراقبين من الخارج

أردوغان يؤكد أن «حماس» ليست مجموعة إرهابية

أنقرة، الأراضي المحتلة - رويترز، د ب أ

أعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس (الجمعة) في خطاب متلفز بث مباشرة أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية ليست مجموعة إرهابية.

وقال أردوغان من قونيا في وسط تركيا إن «لدى حماس مقاومين يدافعون عن أرضهم، إنهم فازوا في الانتخابات». وأضاف رئيس الحكومة التركية «لقد قلت ذلك للمسئولين الأميركيين (...) أنا لا اعتبر حماس منظمة إرهابية وما زلت اعتقد ذلك اليوم. إنهم يدافعون عن أرضهم».

وهاجم أردوغان مجدداً إسرائيل بعد الهجوم الذي شنه جنودها على أسطول مساعدات كان متجهاً إلى غزة قتل خلاله تسعة أتراك. وانتقد القوى الغربية الكبرى التي ترفض، على حد قوله، منح «حماس» فرصة للانضمام إلى عملية ديمقراطية. وقال وسط تصفيق أنصاره «لماذا لا تمنحوها فرصة؟ اتركوها تخوض نضالاً ديمقراطياً». وأضاف أن «مشكلتنا ليست مع الإسرائيليين أو الشعب اليهودي. إن مشكلتنا مع حكومة إسرائيلية طاغية تمارس إرهاب دولة». واتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها «منافقة» و«تهذي» و«تكذب».

وفي وقت سابق، قال أرينج لقناة (إن.تي.في) الإخبارية إن تركيا عاكفة على «تقييم الاتفاقات مع إسرائيل» في أوضح إشارة حتى الآن على أن أنقرة قد تقلص علاقتها إلى حد كبير مع إسرائيل حليفتها في يوم ما بعد الهجوم الذي وقع يوم الإثنين.

وأشار إلى أن هناك العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية التي أبرمت مع إسرائيل وأنها مطروحة للنقاش في الوقت الحالي. وقال في مقابلة مع القناة: «نحن جادون بشأن هذا الأمر. قد نعتزم تقليل علاقاتنا مع إسرائيل إلى الحد الأدنى لكن افتراض إنهاء كل العلاقات مع دولة أخرى على الفور والقول إننا حذفنا اسمكم تماماً فإن ذلك ليس من عادة بلدنا».

وأبرمت إسرائيل وتركيا اتفاقيات تعاون في مجالات القوات المسلحة والمخابرات في التسعينيات عندما كان للدولتين نفس الأعداء المحتملين في المنطقة. وعلاقات البلدين الاقتصادية قوية ووصلت التجارة الثنائية بينهما إلى 2.5 مليار دولار العام الماضي حيث تمثل تركيا مشترياً كبيراً للأسلحة الإسرائيلية.

في هذه الأثناء، أفادت تقارير إعلامية تركية بأن مدعياً تركياً بدأ في جمع أدلة قد تقود إلى رفع قضية على مسئولين إسرائيليين في أعقاب الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع على سفن مساعدات لقطاع غزة. أوضحت التقارير أن مدعياً في مدينة اسطنبول بدأ في تجميع شهادات وأدلة من الأتراك الذين عادوا من إسرائيل لكي يبت في مسألة ما إذا كان يتعين لتركيا أن ترفع قضية للمطالبة بتعويضات من إسرائيل أو حتى توجيه اتهامات جنائية ضد قادة إسرائيليين.

وسعت إسرائيل إلى تجنب دعوة من الأمم المتحدة لإجراء تحقيق دولي في الغارة المميتة التي شنتها على سفينة مساعدات تركية كانت متجهة إلى غزة واقترحت فتح تحقيق إسرائيلي في الأمر بمشاركة مراقبين من الخارج.

وعلى إثر ذلك أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس الأول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، مستعد للنظر في تخفيف الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة من خلال تخفيف الإغلاق البحري للقطاع المحاصر. وذكر تقرير نقلته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن نتنياهو مستعد للسماح لمفتشين دوليين بفحص كل سفينة تحمل بضائع للقطاع للتأكد من عدم تهريب أسلحة.

وأوضح التقرير أن عمليات التفتيش يمكن أن تجرى في ميناء العريش المصري على ساحل سيناء أو في ميناء أشدود الإسرائيلي.

من جانبه، قال رئيس الحكومة المقالة التي تديرها «حماس» في القطاع، إسماعيل هنية أمس إن حصار إسرائيل للقطاع المستمر منذ ثلاثة أعوام «بات في الربع ساعة الأخير». وشدد هنية خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد العمري الكبير في غزة على أن قافلة أسطول الحرية التضامنية إلى القطاع نجحت في تحقيق أهدافها على رغم اعتراض إسرائيل لها ومنعها من الوصول لنقل إمدادات إنسانية.

واعتبر هنية أن أول مبشرات نجاح القافلة وكسر الحصار عن غزة فتح السلطات المصرية معبر رفح الحدودي مع القطاع، مؤكداً في هذا السياق على «وجوب فتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر». وطالب هنية بضرورة رفع الحصار بشكل كامل وفتح المعابر التجارية لغزة «لأن القطاع بقدر ما يحتاج إلى مساعدات فهو يحتاج إلى مساعدات البناء والإعمار» عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة قبل 18 شهراً. وقال إن « غزة تحتاج إلى قوافل من أجل الإعمار لأن 5000 آسرة مازالت مشردة في شقق مستأجرة أو بيوت للأقارب (...) آن الأوان أن تصل غزة الملايين التي حددت من أجل الإعمار الذي يحتاجه سكانها».

إلى ذلك، قال رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات أمس إن إسرائيل اختارت على ما يبدو نهج «الفصل العنصري» على خيار السلام بعد مرور 43 عاماً على احتلالها للأراضي الفلسطينية. وقال عريقات في بيان بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لاحتلال إسرائيل الأراضي العربية في العام 1967: «إن إسرائيل تتسبب في تقويض الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».

وأضاف أن «الأعمال والمشاريع الاستيطانية التي تنفذها إسرائيل تتسبب في تدمير أي أمل في تحقيق حل الدولتين وتدل على تجاهلها للقانون الدولي وحقوق الإنسان».

وتظاهر أكثر من ألفي شخص مساء الخميس في أثينا وسالونيكي (شمال) ضد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية.

كذلك تظاهر نحو ألفي شخص، حسب الشرطة، أمس الأول في ساراييفو احتجاجاً على الحصار المفروض على قطاع غزة وتنديداً بالهجوم الإسرائيلي.