يشهد النادي الأهلي هذا اليوم تظاهرة ديمقراطية قل نظيرها في مملكتنا الغالية على مستوى الأندية الوطنية وذلك للهالة الإعلامية التي تتمتع بها وكذلك حديث الشارع الرياضي عن انتخابات هذه المرة من حيث التنافس على كرسي الرئاسة والذي لم يسبق أن يحدث ذلك منذ سنوات طويلة حيث غالبا ما يزكى الرئيس لعدم وجود من ينافسه، كذلك بالنسبة للعدد الكبير من المترشحين لعضوية مجلس الإدارة والذي وصل إلى 22 مترشحاً وهو عدد ملفت للنظر من حيث الكم والكيف بل هو نسيج مختلف من رجال الأعمال وأصحاب الخبرة الإدارية سواء ممن كانوا في مجلس الإدارة الحالي المنتهية ولايته أو من سبق لهم العمل في مجالس الإدارات السابقة كما يضم مجموعة من الشباب الداعم للنادي والطموح في إضافة المزيد لمسيرة هذا النادي العريق الذي يحتاج في الفترة المقبلة للرجال الأوفياء القادرين على مواصلة الطفرة والنجاح الذي حققه مجلس الإدارة الحالي بقيادة الرئيس الحالي السيد فؤاد كانو، إذ نجح هذا المجلس بالإبحار بالسفينة الأهلاوية إلى بر الأمان بعد أن كان النادي يعاني الأمرين جراء التركة الثقيلة التي تركها المجلس المعين سيء الذكر وما سبقه، فكانت بل مرت مهمة هذا المجلس خلال العشر سنوات السابقة بعدة مراحل ليست بالسهلة واليسيرة، فقد استلمت الإدارة النادي قبل عشر سنوات بحال يرثى لها وكان شبيها بالبيت الآيل للسقوط وهو لا يعني سقوط المبنى بل سقوط مدخراته وممتلكاته إضافة إلى تدهور الوضع الرياضي فيه، فكانت كما ذكرت مهمة البناء والتأهيل ليست بالمهمة السهلة كما يتصور المرء حيث أن تتسلم ادارة ناد خزينته خاوية بل مثقل بالديون إضافة إلى رهن بعض ممتلكاته، إذ قامت الادارة بعمل جبار وفي اتجاهين في آن واحد، الاتجاه الأول فك الرهن عن ممتلكات النادي وتسوية الديون الكبيرة التي كانت على النادي بما فيها ما وصل إلى أروقة المحاكم، والاتجاه الثاني هو تصحيح المسار العام للعمل الإداري للنادي ودعم وتنظيم الفرق الرياضية، وها هو النادي يجني ثمار التخطيط السليم للإدارة بالنتائج المبهرة للفرق الرياضية من خلال الثلاث سنوات الأخيرة لعمر هذه الادارة وما وصول أربع ألعاب على مستوى الفريق الأول وهي القدم والسلة واليد والطائرة للنهائيات إلا انجاز لم يتحقق لأي ناد حتى على مستوى الأندية العالمية!
وكذلك نتائج الموسم الجاري وعلى رأسها الفوز ببطولة دوري كرة القدم وكأس مجلس التعاون لليد وكأس اليد وهو على طريق تحقيق الرباعية بالإضافة إلى تحيق كأس اليد للشباب وتحقيق القدم كأس الناشين وبطولات العاب القوى وتحقيق الفريق السلاوي الاول كأس السوبر ووصوله وكذلك فريق الشباب لنهائي الدوري، كل ذلك برهان قوي على الدعم السخي من رئيس النادي الوجيه السيد فؤاد كانو ومؤازرة نوابه وأعضاء مجلس الإدارة ودورهم الريادي في متابعة الألعاب وما تحتاجه، وها هي الآن تقدم العهدة للجمعية العمومية لاختيار المجلس المقبل بكل أمانة ومثالية وروح رياضية متناهية، وما موافقتها السماح للمترشح للرئاسة السيد عبدالوهاب العسومي بعقد مؤتمر صحفي الا دليل على تسامحها واعطاء الفرصة للرأي الآخر وفي نفس الوقت لتنوير أعضاء الجمعية العمومية في اختيار المرشح الأنفع والأصلح للنادي وكذلك اسماع الرأي العام والاعلام لاطروحات هذا المرشح، وفي الحقيقة كنا بل حتى أقرب المتفائلين والمقربين بأبو ناصر كانوا يتوقعون مفاجآت من العيار الثقيل في هذا المؤتمر لخير النادي الا أن الجميع صدم بما احتواه هذا المؤتمر الذي لم يضف شيئا جديدا! بل وعود من ضمنها التطرق للمشروع الاستثماري بالنادي، ولا ندري كيف سمح العسومي لنفسه بالتحدث عن هذا المشروع وهو خارج مجلس الإدارة؟ ومن اعطاه الصلاحية؟ وكل ما يتعلق بالمشاريع المستقبلية للنادي وهو لم يدخل مجلس الادارة بعد؟ ومع هذا لم يفصح بالكثير عن المشروع! ومتى سيبدأ؟ ومن هو المستثمر؟ وما قيمة المبلغ العائد من هذا الاستثمار؟ ومتى سيكون المردود الفعلي لهذا المشروع؟ ولو سلمنا بأن المردود على أقل تقدير بعد سنتين! كيف ومن أين سيتم تغطية تكاليف ومتطلبات الأنشطة والفرق الرياضية وكل المصروفات خلال هاتين السنتين؟ ومن هي الشركة التي سترعى الفرق الرياضية عوضا عن شركة تيوتا الراعية الحالية 1؟ أو أننا سنعود ثانية لتحميل النادي الديون الباهظة؟ هذه الأسئلة ليست موجهة إلى شخص السيد عبدالوهاب العسومي فقط! بل هي موجهة للجميع وعلى رأسهم أعضاء الجمعية العمومية التي عليها أن تقارن قبل الادلاء بصوتها في اختيار مرشح الرئاسة أو اعضاء مجلس الادارة، وعلينا أن ندرك أنه ليست الوعود أو الكلام يحقق المراد اذا لم يقترن بالافعال على ارض الواقع! فممكن أن تؤلف مجلدا من الكلمات المصفوفة. أو كما تقول الامثال «وش لك بالبحر وأهواله ورزق الله على السيف» أو «عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة»، إذا القول الفاصل لأعضاء الجمعية العمومية أما اختيار مواصلة النجاح أو العودة للوراء؟
سلمان الدرازي
العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ