تتجدد سنويا مطالب بعض الآباء (وأنا منهم طبعا) بيوم للأب كما هو حال يوم الأم الذي صار بيوم أو عيد للأسرة، فهذا اليوم تجد التحشيد (رغم تسميته بيوم الأسرة) يتجه إلى إهداء الأمهات بالهدايا والعطايا والقبلات!
من باب المساواة -دخيل بالله ليشملوا- الآباء في هذا اليوم وليكن حقيقيا وليس شكليا، افتحوا دفاتر أبناءكم وبناتكم المدرسية واقرأوا التعاريف لهذا اليوم وكيفية الاحتفال به، اسألوا بناتكم وأولادكم في الروضة عن تحشيد مُعلماتهم لهم بكيفية التعامل مع هذا اليوم، ستجدونهم كلهم يتكلمون عن تقدير الأم... فقط!
لا ننكر فضل أمهاتنا فهم تاج فوق رؤؤسنا... ولكن آباؤنا أيضا لهم فضل مساوٍ يا جماعة.
أين هم جماعة حقوق الإنسان الذين يدافعون عن الخدم الهاربين، ويدافعون عن معتقلين غوانتناموا ويدافعون عن المواقع الإليكترونية المغلقة ونسوا آباءنا والفزعة لهم وطلب تهميشهم قسرا!
من جهتي أنا وإخوتي فقد مارسنا طقوسا أخرى في هذا اليوم ومنذ سنوات طويلة خلت، مفادها أن نعامل أبي وأمي بنفس المستوى، بل أننا نأخذ الهدايا والعطايا والقُبلات بالتساوي لا أكثر هنا ولا أقل هناك، لم نرَ امتعاضا من الوالدة أو تحسيسنا بأننا مٌقصرين عليها فوالدي الحنون عندها بالدنيا، وهي مكتفية بتركيز نبينا الأكرم لها بالأربع مقابل واحدة للوالد.
هي دعوة للجميع بأن يحتفلوا بهذا اليوم بشكل مختلف بعيد عن تهميش الآباء المتعمد، دعوة للاحتفال في وقت شحّت فيها الاحتفالات التي نُعبر من خلالها لمن نحب بأننا نحبهم، فلا تبخلوا على آبائكم وأمهاتكم بوردة أو شيء يحبونه واتركوا عنكم هدايا المصلحة من خلاط هنا ومواعين هناك، واتجهوا إلى الهدايا المودرن إشوي واخذوا للوالدين تذكرتين سفر مع Package سياحي إلى إحدى الدول السياحية العدلة مثل ماليزيا أو سنغافورة أو حتى سورية وإيران إذا هم أرادوا، ليسترجعوا الشباب الذي راح بسببكم.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2388 - الجمعة 20 مارس 2009م الموافق 23 ربيع الاول 1430هـ
