المحلل الاستراتيجي الأميركي أنتوني كوردسمان كتب مقالاً أمس حمل عنوان «إسرائيل بصفتها عبئاً استراتيجياً» وأهمية المقال أنه يصدر عن شخصية رئيسية في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في العاصمة الأميركية (واشنطن) وهو يوضح جانباً من الآراء المتغيرة نحو «إسرائيل».
كوردسمان قال في مقاله إن علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل ليست معتمدة في المقام الأول على مصالح استراتيجية للولايات المتحدة، وفي أفضل الحالات فإن جُلَّ ما تستطيع إسرائيل تقديمه لأميركا - في حال توافرت حكومة إسرائيلية تسعى لتحقيق السلام - بعض المعلومات الاستخبارية، وبعض التعاون في مجال تطوير التكنولوجيا العسكرية على مستوى طفيف، وهي قد تكون مصدراً محتملاً للاستقرار في حال استخدمت قوتها العسكرية لمساعدة الدول العربية الصديقة لأميركا. ولكن حتى في أحسن الأحوال هذه، فإن أي تدخل فعلي للجيش الإسرائيلي في دولة عربية يؤدي إلى عدم الاستقرار.
وأضاف كوردسمان أن الدوافع الحقيقية وراء التزام أميركا نحو إسرائيل تعتمد على جوانب معنوية وأخلاقية، وهذا الالتزام جاء كردة فعل لأهوال المحرقة النازية التي تعرض لها اليهود، وكردة فعل لتاريخ كامل من معاداة السامية في الغرب، ولأن الولايات المتحدة فشلت في مساعدة يهود أوروبا خلال فترة ما قبل دخولها الحرب العالمية الثانية، وأن الولايات المتحدة أكدت التزامها بإسرائيل بشكل متكرر، وعززت باطراد حجم التزاماتها منذ العام 1967. وقدمت كميات هائلة من المساعدات الاقتصادية وما يكفي من المساعدات العسكرية للحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري على جيرانها. وأعلنت الولايات المتحدة وجوب استناد أي دعم لجهود السلام بين العرب وإسرائيل بما يحافظ على أمن إسرائيل... ومؤخراً أعلنت أميركا مفهوم «الردع الإقليمي الموسع» وهو شعار يرمز إلى التزام الولايات المتحدة بتوسيع نطاق عملياتها لإسرائيل ودول أخرى في مواجهة إيران.
بعد كل الشرح أعلاه، قال كوردسمان: «إن عمق الالتزام بإسرائيل ليس مبرراً للحكومة الاسرائيلية بأن تحول نفسها إلى عبء استراتيجي على أميركا، ولا يعني أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقدم الدعم للحكومة الإسرائيلية إذا لم تكن جادة في العملية السلمية، وليس دور أميركا دعم المستوطنات في الضفة الغربية، أو في تغيير هوية القدس المتعددة دينياً إلى مدينة يهودية، ولا يعني أن على أميركا مساندة قصف لبنان خلال النزاع مع حزب الله، أو خلال تصعيد هجومها على غزة، والتسبب في إحراج رئيس الولايات المتحدة بالإعلان عن التوسع في برامج بناء المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية في لحظة حاسمة أثناء الجهود التي يبذلها لإعادة محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية إلى مسارها، أو إرسال قوات للاستيلاء على السفينة التركية ومنع أسطول الحرية من الوصول إلى غزة».
وأضاف كوردسمان: لقد حان الوقت لإسرائيل أن تدرك أن عليها التزامات تجاه الولايات المتحدة، وأنها حالياً تختبر حدود صبر أميركا وتستغل الدعم الذي تحصل عليه من اليهود الأميركان... إن ما كتبه كوردسمان يعتبر نوعاً من الخطاب الجديد المنطلق من واشنطن.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ
شكرا دكتور ولكن ..
أعتقد أن الكاتب أغفل التأثير الكبير للمال اليهودي الصهيوني في دعم الاقتصاد الامريكي .. وأن المسأله أكبر بكثير من الإلتزام المعنوي والأخلاقي
اليهود يحكمون امريكا والغرب
عزيزى د منصور الجمرى
الشكر الجزيل على هذا الموضوع
من الاحداث التى تنباء عن نفسها هو ان اليهود مسيطرون على الحكم والاقتصاد الامريكى والغربى ويستغلون واقعة الهولى كوست والغرب لايستطيعون ان يغيضوا الصهيونيه والا احرقوا الاخضر واليابس فى دول الغرب بل وفى العالم لانهم ملوك الاقتصاد ولايتورعون من الربا والحرام وهم قتلت الانبياء والصالحين ومنهم كعب الاحبار ومنبه بن عمر الذين زيفوا وادخلوا الاسرائليات فى تاريخنا من اجل القضاء على الاسلام وهذا هدفهم الاعلى فى العالم الغربى
اخوكم عبدالله ميرزا
أمريكا وإسرائيل أكثر من مسألة محرقة يهود
خطاب جديد ولكن - بريك - ما هي أبعاد انتشار تأثيره ولو بشكل طفيف في الوسط الأمريكي؟