العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ

«كريستيز» تنظم مزاداً لروائع فنون المستشرقين

أعلنت دار كريستيز يوم الاثنين الماضي تنظيمها لمزاد الأعمال الفنية الاستشراقية في 15 يونيو/ حزيران 2010 في لندن، وذلك عقب النجاح الكبير للمزاد الذي نظمته الدار في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2009 والذي حقق مبيعات بلغت 17.6 مليون دولار، وشهد بيع ثمانية أعمال فنية مقابل أكثر من مليون دولار أميركي. وحققت دار كريستيز في العام 2009 ستة أرقام قياسية عالمية لكل من الفنان جون فريدريك لويس (بريطاني: 1805 - 1876)، وفريدريك آرثر بريدجمان (أميركي: 1847 - 1928)، وفيرديناند ماكس بريدت (ألماني: 1868 - 1921)، وإيغين فيليكس بروسبر براخت (سويسري: 1842 - 1921)، وفابيو فابي (إيطالي: 1861 - 1946)، وفرانز إكسافير كوسلر (استرالي: 1864 - 1905). وقد ارتفعت حصة دار كريستيز من سوق الأعمال الفنية الاستشراقية في لندن بنسبة 89 في المئة مقارنة مع أبرز منافسيها، في حين بلغت حصتها السوقية 56 في المئة على مستوى العالم. وتعتبر كريستيز أولى دور المزادات العلنية العالمية التي تنظم مزاداً خاصاً بالأعمال الفنية الاستشراقية في العام 1998، إذ باعت منذ ذلك الحين مجموعة من أبرز الأعمال ضمن هذه الفئة في كل من لندن ونيويورك.

وفي هذا الصدد، قال المدير الدولي لمزاد الأعمال الفنية الاستشراقية لدى كريستيز، والكساندرا ماكمورو، مدير ورئيس قسم الأعمال الفنية الاستشراقية لدى كريستيز في لندن ايتان هيلمان: «لقد شهدت سوق الأعمال الفنية الاستشراقية نمواً مهماً على مدى السنوات القليلة الماضية وذلك بالتزامن مع تنامي الاهتمام العالمي بهذه الفئة من الفنون، ومع الإقبال الكبير من المقتنين من منطقة الشرق الراغبين باقتناء هذه الفئة بالتحديد. وعلى مدى السنوات الـ 12 الماضية، أرست دار كريستيز الأسس الراسخة لسوق قوية وحيوية للأعمال الفنية الاستشراقية في كل من لندن، ونيويورك، وباريس، الأمر الذي يعكس الاهتمام الدولي بهذا النوع من الأعمال الفنية، وتَعدُ كريستيز بالحفاظ على هذه الاستراتيجية وتطويرها في المستقبل».

وسيضم المزاد مجموعة تتألف من 54 عملاً فنياً بما فيها لوحة (الكاتب العام) L’écrivain public للفنان إيتان ألفونس داينيت (1861 - 1929) التي تصور كاتباً عاماً وامرأة ترتدي ثوباً وردياً وتتزين بالمجوهرات وتقدر الدار قيمة هذه اللوحة بين: 650,000 - 750,000 جنيه إسترليني / 980,000 - 1,100,000 دولار أميركي. وكان موضوع كاتب الرسائل العام أو المحرر أحد المواضيع المهمة التي برزت في أعمال الكثير من الفنانين المستشرقين في القرنين التاسع عشر والعشرين. وكان الكُتَّاب يقومون بالعديد من المهام والوظائف كتلك التي تصورها هذه اللوحة التي يظهر فيها كاتب عام يكتب التعويذات وطلاسم السحر لامرأة خجولة تجلس بجانبه.

كما يضم المزاد لوحة (شرب الشاي في جناح الحريم)Taking tea in the Harem للفنان رودولف إيرنيست (1854 - 1932) التي وصفت بكونها إحدى أبرز الأعمال الفنية للفنانين المستشرقين في القرن التاسع عشر. وتعرض هذه اللوحة في المزاد لأول مرة من مجموعة فنية خاصة منذ العام 1988، وتقدر الدار قيمة هذه اللوحة بين: 500,000 - 650,000 جنيه إسترليني / 760,000 - 980,000 دولار أميركي.

وتُصوِّر هذه اللوحة امرأة نبيلة تجلس بكسل وتملق فوق سريرها مستمتعة بنفحات النسيم العليل التي تعبر نافذتها المحمية والمغطاة بستائر فاخرة. وباستخدام الفنان لمجموعة من المواد والعناصر الفنية المختلفة، تظهر ثياب المرأة وهي تتداخل وتمتزج بسلاسة مع محيطها. وفي الوقت ذاته، تظهر في اللوحة صورة الخادمة وهي تدخل بصمت وخفة من الجهة اليسرى، لتعطي بذلك اللوحة انطباعاً عاماً عن حالة الكسل اللطيف الذي تفرزه حياة الترف؛ إذ استطاع الفنان إيرنيست تصوير هذا الموضوع باستخدام مزيج غني من الألوان ظهرت بشكل كبير على اللوحة وبأسلوب محكم تجلى فيه التلاعب الذكي بين أماكن الضوء والظل، والآليات الفنية الفريدة لإعادة الحياة للمشهد الذي أراد الفنان وصفه. وتقصَّدَ إيرنيست قدر الإمكان إبراز الكثير من المواد المصنوعة من أقمشة وأنسجة مختلفة بجانب بعضها البعض بهدف إبرازه أماكن الاختلاف والتباين فيها كالصوف، والحرير، والقطن، وقطع البلاط المزجج، والخشب، والصدف، التي أُقحمت جميعها في لوحة واحدة مزدحمة تطل بشكل بديع من زاوية مفتوحة تجاه الناظر.

ويتميز المزاد أيضاً بعملٍ فني آخر لنفس الفنان بعنوان (حُرّاس البوابة) The gate keepers، والذي يصور هيئة شخص يرتدي ثوباً عربياً مصنوعاً من الحرير تبرز عليه الكثير من التطريزات والزخارف ويظهر بجانبه نمر مروض (القيمة التقديرية: 200,000 - 300,000 جنيه إسترليني / 310,000 – 450,000 دولار أميركي). وتَظهر في هذه الصورة مجموعة من أبرز الملامح والعناصر الفنية التي اشتهر بها إيرنيست كقطع البلاط الجميلة التي تتوج المقدمة العلوية للبوابة والمنحوتات على الجدار الخارجي للبوابة. ويتشابه استخدام إيرنيست للهندسة المعمارية بأساليب تصميم المسارح، إذ إنه غالباً ما يستخدم مداخل البوابات المحاطة بالتصاميم الخشبية وأعمال النجارة، أو الأحجار والرخام لإضفاء المزيد من سمات القوة والعظمة على الشخصيات التي تصورها لوحاته.

ومن اللوحات الأخرى المميزة تبرز لوحة الفنان إيدوين لورد وييكس المعنونة (نقل الجمال، المغرب) The Camel Transport, Morocco، والتي يتوقع لها أن تحقق (500,00 - 700,000 جنيه إسترليني / 760,000 - 1,100,000 دولار أميركي). وتُعتبر اللوحة من أبرز أعمال الفنان التي أبدعها خلال فترة إقامته في المغرب. وتشتهر هذه اللوحة على نطاق واسع باعتبارها إحدى اللوحتين اللتين عرضتا في معرض (صالون 1880) في باريس، الذي وضع الأسس الصحيحة لانطلاقة الفنان وشهرته كأحد أبرز الرسامين المستشرقين في عصره. وتُصوِّر هذه اللوحة عملية نقل الجمال في مراكب بحرية في منطقة بالقرب من العاصمة المغربية الرباط. وقد اشتهر وييكس بقدرته الكبيرة على تصوير الأجواء الحقيقية لمناطق الشرق. وعلى الرغم من استناد هذه اللوحة لمشاهد وملاحظات حقيقية نقلها من تلك البيئة الساحرة، إلا أنه أبدعها واستحضرها ببراعة من وحي ذاكرته في استوديو الرسم الخاص به في باريس. وستدرج هذه اللوحة في كتيب إيلين موريس القادم حول أعمال الفنان.

كما تعرض لوحة (ساحة شمال إفريقيا) A North African Courtyard للفنان فريدريك آرثر بريدجمان (1847 - 1928) في المزاد لأول مرة من مجموعة أوروبية خاصة (القيمة التقديرية: 350,000 - 550,000 جنيه إسترليني / 530,000 - 830,000 دولار أميركي). وتتسم الأعمال الفنية في فترة حياة الفنان بين 1872 - 1875 من الأعمال النادرة والمرغوبة جداً والتي يظهر فيها تأثره الكبير بأسلوب الفنان الفرنسي جان ليون جيورم. وتظهر اللوحة تركيزاً قوياً على التفاصيل المعمارية وفن الرسم المنظوري، كما تحمل الخيول التي تظهر في اللوحة مقارنة واضحة مع تلك التي رسمها أستاذه جيروم. وتبدو عناصر الغنى والترف جلية في تصوير الفنان للشرق إذ تبدو كأنها روضة من رياض الجنة، لغناها بالخضرة وتلونها بالفاكهة والأزهار، كما يظهر في خلفية اللوحة اثنان من الظباء الصغيرة لتعطي المزيد من الحياة والجمالية على هذا التصوير الفني الآسر. كما يلمح بريدجمان في لوحته إلى العالم الساحر المخفي داخل المبنى الرئيسي في اللوحة ليغيظ الناظر بمشاهد الزخارف المترفة والأنوار الدافئة التي تشع من خلف قضبان النوافذ وقناطر المبنى.

العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً