العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ

جان بيير: علي خليفة إنساني في الأصالة والمعاصرة

خلال الأيام الثقافية البحرينية في باريس

أحيا الشاعر علي عبدالله خليفة والمطرب أحمد الجميري أمس ثاني أمسياتهما المشتركة في العاصمة الفرنسية (باريس) وسط جمهرة كبيرة من متذوقي الشعر واحتفاء خاص من مؤسسة ربيع الشعراء بفرنسا. واحتضن معهد العالم العربي، معد الدعوة، الأمسية الشعرية الموسيقية الرئيسة التي جدولها الفنانان على برنامج زيارتهما في إطار الأيام الثقافية البحرينية التي ينفذانها بالمعية في إطار احتفالات الدولة الفرنسية باليوم الوطني للقراءة.

وتركت الأمسية التي أقيمت السبت 29 مايو/ أيار الجاري في فضاء مكتبة المعهد إلى جوار الكتب والمدونات، صدىً إيجابياً كبيراً لدى الجمهور، وبرز ذلك من خلال التفاعل الكبير الذي قوبلت به القصائد، وخصوصاً تلك التي استخدمت فيها اللغة المحكية.

ولم يمنع اختلاف لهجتها من إلحاح الجمهور عليها وترديده لها من خلال اللازمات التي قام بتلحينها وغنائها الفنان الجميري. وشكلت مشاركة الأخير مناسبة للقائه بجمهور متذوق عن بعد، اتضح أنه كان يحفظ له أعذب الأغاني التي سبق له تقديمها في غضون حياته الفنية الحافلة، وهو في أغلبيته جمهور شاب. ولم يحل طول وقت الأمسية الذي امتدّ إلى نحو ساعتين دون مكثه في المقاعد والذوب مترنماً مع نقراته على العود وصوته الملحمي.

وشهدت الأمسية تمثيلاً دبلوماسياً على مستوى سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية الفرنسية. في هذا الإطار، قال سفير المملكة ناصر البلوشي «إن الشعر كان ولايزال وسيبقى الفن الأول في بلادي، فهو متجذر في البحرين لأنه كان دائماً يحظى بدعم الحكومة على مدار تاريخه». وأضاف في كلمة ألقتها عنه بالنيابة مندوبة المملكة في منظمة اليونسكو وممثلة السفير فريدة مراد «إذا كان علي خليفة يعتبر وعن صواب أحد رواد الحركة الشعرية الحديثة فإن تاريخ البحرين حافل بكبار الشعراء مثل إبراهيم العريض الذي احتفلت اليونسكو في العام 2008 بالذكرة المئوية لمولده».

واشترك في توضيب الإيقاعات المصاحبة للأمسية كل من الفنانين سعد الجفال وأنور علي من فرقة قلالي للفنون الشعبية، اللذين حرصا، إضافة إلى الشاعر خليفة، على الظهور على الخشبة من خلال الزي البحريني التقليدي تجسيداً لهوية اللون الموسيقي الذي يقومان بأدائه والمتمثل في فنون الصوت والغناء التراثي البحري.

من جهته، أوضح مدير معهد العالم العربي مختار الطالب بن دياب أن «البحرين مشهورة بعملها الجاد في إثراء الحوار بين الحضارات وبما تقدمه من عمق ثقافي». وأضاف «علي خليفة صوت قوي ومميز في حركة الشعر العربي الحديث وأحد المتواصلين مع اللغة الفرنسية من خلال الترجمات التي وضعت لأشعاره» وفق تعبير. بدوره، أضاف البلوشي أن «خليفة شاعر سخي يعمل من أجل خدمة السلام. إنه يعكس في الحقيقة بلده وبلدي دولة البحرين» على حد تعبيره.

وشهدت الأمسية أيضاً إلقاء كلمة باسم مدير مؤسسة ربيع الشعراء في فرنسا جان بيير سينيون، محضها شهادة في شعر علي خليفة، «شعره ثري غزير وحميمي جداً يوازي تماماً الإنسان الذي هو عليه». وأضاف «ثمة موسيقية في أشعاره وغنائية عجيبة والتي هي صفة الشعر العربي الأساسية» على حد تعبيره. وعرضت أثناء الأمسية بواسطة جهاز العرض (بروجكتر) شفافيات حوت اللوحات التي سبق أن قامت الفنانة الفرنسية شانتال لوجندر بتوضيبها على الزجاج المصهور بعد استلهامها من قصائد لخليفة ثم رأت الطريق لاحقاً إلى كتاب «وشائج» الذي دشنه خليفة العام الماضي 2009. وحرصت لوجندر على التواجد ضمن أجواء الأمسية كما ألقت كلمة سينيون.

وتابع الأخير في سياق شهادته «إن لدى علي قوة جبارة حية في الجمع بين التقليدية والمعاصرة» مضيفاً «هذا النوع من الشعر بإنسانيته وثرائه أصبح ضرورياً في حياتنا». وقال «علي هو إنسان الحوار والتبادل الثقافي. وشعره يشهد على على هذا التوق لديه للمشاركة والحوار مع الآخر». كما ألقت الناقدة التونسية نور الهدى باديس دراسة في شعر علي خليفة. فيما تولت فنانة فلسطينية أداء القصائد مترجمة إلى اللغة الفرنسية.

وعكس خليفة عبر إلقائه نفوذاً ساطياً على الأمسية، ومثلت ذلك حركته المراوحة في الفضاء المخصص بين الجمهور وعلى الخشبة وعند المنصة تحت. فيما لامست قصائده موضوعات مختلفة كالحب والتصوف والبيئة والبحر والحوار الثقافي، وبدا أنها لامست في الوقت نفسه وتراً خفياً لدى الجمهور، ما جعله يترنم لها ويطرب ويهتف طالباً المزيد منها.

العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً