ما خلا قرار مصر المفاجئ أمس بفتح معبر رفح، وإن كان «حتى إشعار آخر»، تستشعر بين سطور مئات بيانات الشجب العربية الصادرة ضد «إسرائيل» ملامح رثاء الشاعر أحمد مطر لرفيق دربه فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، بقوله مخاطباً جموع الشعراء المؤبّنين:
شكراً على ما ضاع من أوقاتِكم في غمرةِ التدبيجِ والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفــــي بعــــضَهُ أن يغرقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جرت في البيــد لانحلّت وسار الماءُ فوقَ الماءِ
نفسه الشعور الذي يراودك وأنت غارق في ذلك السيل «العرم» من كلمات الوعيد والتهديد. فعلى رغم الغصة والحزن لمشاهد اقتحام «أسطول الحرية» ينتابك بعض التهكم من هذه الضجة التي تدرك من أول وهلة أنها مجرد «زوبعة في فنجان» سرعان ما تزول؛ لأنك جربتها وراهنت عليها في ظروف أقسى من تلك، (الحرب على غزة مثالاً)، غير أنك لم تجد من وعيدها سوى الخذلان والسكوت في النهاية.
أقل ما كان بالإمكان أن يكون، وخصوصاً على مستوى البحرين، أن ما يفوق العشرين بياناً التي صدرت أمس (متفرّقة) لو تأخرّت قليلاً، وحدث بعض التحرك الجماعي لإصدار بيان مشترك باسم كل الجمعيات السياسية والأهلية بمختلف توجهاتها، وخصوصاً أن تداعيات المأساة الفلسطينية تعتبر القاسم المشترك الأكثر اتفاقاً عليه من قبل الجميع، بيان مشترك موحّد في كل بلد، كما فعلت 32 منظمة أردنية بالأمس، كفيل بخطوة حقيقية نحو كسر الحصار، تتبعها خطوات أهلية ومدنية متلاحمة تبدد صمت الحكومات. وإلا فلا فائدة من مطالبة الزعماء العرب بالوحدة والتكاتف بينما نصر نحن على القطيعة حتى فيما نجتمع عليه فيما بيننا.
كان لافتاً للانتباه بعض الشيء خبر تناقلته بعض وسائل الإعلام موافقة الحكومة الكويتية على توصية من مجلس الأمة بالانسحاب من مبادرة السلام العربية، وهي ردة فعل وإن كانت بسيطة في مدلولاتها ولكنها جرأة قد تحرك جزءاً من مياه الصمت العربي الرسمي الراكدة أبد الآبدين. وفيما تحمل تركيا لواء المنافحة يكتفي زعماء أمتنا العربية باستلطاف السفارات الأميركية والطبطبة عليها بكلمات الترجّي لفعل شيء من أجل وقف حماقة مدللتها «إسرائيل»، وإن لم تفعل «فلا بأس ولا ضير»!
موجة الاستياء وصلت إلى الغرب الذي بدأ ينتفض على صمت زعمائه، بينما لايزال لدى زعماء العرب متسع من الوقت للمفاوضة والمساومة، ليس لأنهم متخاذلون، أبداً، وإنما ذلك كله من دواعي «الحكمة» و»الرويّة». فلماذا العجلة والمجازفة؟!.
على ذمة صانع النصر: «في يوم من الأيام قال رجل كهل كبير في السن عارف بزمانه ومكانه وعصره: لو حمل كل واحد منا سطلاً من الماء، دلواً من الماء، ورماه على فلسطين المحتلة لزالت إسرائيل من الوجود»... ولن نفعل.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 2826 - الثلثاء 01 يونيو 2010م الموافق 18 جمادى الآخرة 1431هـ
يجب أن تزول إسرائيل من الوجود
سلام الله على السيد الإمام ( قدس سره ) ..
اضعف الايمان
الاخ عبدالله
سلام عليكم
ان ما قامت به الصهيونيه العالميه والمتصهينون تعرف مسبقا ان العالم كله اعمى اطرش واصم وخاصه الدول الاسلاميه والعربيه الا ما استثنى من الدول وهى دول المواجه وما الاستنكار والشحب الا اضعف الايمان وهو من الشيطان الاكبر وكلهم يحتمون بحماة ويدورون فى فلكه ويخافون على الكرسى
ابو ابراهيم