مواطن بحريني بسيط اشترى أرضاً، وعندما همّ بإنهاء معاملة الأرض، ليبدأ في استخدامها، تفاجأ من هول ما حدث له... وإليكم مخطّط معاناته:

المخطط:

بداية المعاملة: إدارة المساحة - بنك الإسكان - البلدية - وزارة الأشغال - البلدية إدارة المساحة - البلدية - مكتب هندسي - البلدية - بنك الإسكان - شركة متخصصة في المسح - إدارة المساحة.

وإليكم التفاصيل، بدءاً بالمرحلة الأولى:

- المواطن: مرحبا اخوي، أريد إصدار شهادة مسح حق الأرض.

- موظّف إدارة المساحة: خير ان شاء الله، لو سمحت هذه المتطلبات شهادة من بنك الإسكان.

- المواطن: شكراً يالأخو.

نأتي الى المرحلة الثانية في حوار المواطن مع بنك الإسكان:

- المواطن: الغالي إدارة المساحة طلبوا إفادة عن دفان الأرض «تفيد انكم ما دفنتوها»، لأني ببساطة شاري الأرض!

- موظف بنك الإسكان: يالغالي الأمر بسيط، نريد شهادة من البلدية بأنّ الأرض مدفونة.

- المواطن: بس شهادة لا تحاتي، الحين أروح البلدية وآخذ شهادة.

المرحلة الثالثة من المخطط، في حوار المواطن مع البلدية:

- المواطن: طال عمرك بنك الاسكان يريد شهادة دفان حق أرضي اللي اشتريتها منذ سنوات.

- الموظّف: نحتاج شهادة من الأشغال بخصوص عدم وجود خدمات على الأرض.

المرحلة الرابعة، ونقطة التحوّل بين المواطن ووزارة الأشغال:

- المواطن لموظف الأشغال: يالحبيب، البلدية يريدون شهادة عن أرضي تفيد بعدم وجود خدمات، حتى يصدرون لي شهادة لبنك الاسكان، وبالتالي يقوم البنك بإصدار شهادة حق إدارة المساحة، حتى يصدرون لي شهادة مسح.

- موظف الأشغال: لا تحاتي، راجعنا بعد فترة.

بعد شهر ونصف فرح المواطن بإعطائه شهادة من وزارة الأشغال، تُفيد بعدم وجود خدمات على أرضه، سواء مجاري أو أسلاك كهربائية، وكذلك يوضح بأن الأرض مدفونة، ومن فرحة المواطن ذهب الى البلدية مسرعاً، وإليكم ما حدث له في هذه المرحلة الممتعة...

المرحلة الخامسة مع البلدية:

- المواطن: يالأخو، هاذي شهادة من الأشغال، متى تخلّص المعاملة؟

- الموظف: الحين تروح إدارة المساحة، وتطلب شهادة مسح للدفان، وتجيب الأوراق المطلوبة، وإن شاء الله خير.

- المواطن: ما قصّرت.

وطار المواطن في المرحلة السادسة، خارجاً من «البلدية» ومتوجّهاً إلى إدارة المساحة، لطلب شهادة مسح للدفان، ومن بعدها يتوجّه إلى البلدية مرة أخرى!

المرحلة السابعة والمضحكة:

- المواطن: هذا هو طلب شهادة مسح للدفان من إدارة المساحة.

- موظّف البلدية: روح القسم الآخر، لطلب شهادة مسح للدفان.

ويذهب المواطن للقسم الآخر حتى يصدر هذه الشهادة، ويطلب منه موظف القسم بالتوجه لمكتب هندسي معتمد، لطلب شهادة توضح مستوى ارتفاع الأرض، ومن ثم القدوم إلى القسم نفسه، لإصدار شهادة إتمام الدفان.

على المواطن الآن الذهاب لبنك الإسكان في حال حصوله على شهادة إتمام الدفان، وبنك الإسكان سيصدر له شهادة لإدارة المساحة بأنّ الأرض تمّ دفنها من قبل مالكها، وليس عن طريق البنك.

وبعد ذلك الذهاب لإدارة المساحة التي سوف تطلب منه الذهاب لأحد المكاتب المتخصصة في المساحة، للحصول على المسح، ومن ثمّ القدوم مرة أخرى لإدارة المساحة، لتصدر له شهادة مسح.

لا يُعقل أن يتعذّب المواطن كل هذا العذاب، لتخليص معاملة قد تحتاج ألى أقل من أسبوع، حتى يستطيع أن يستوفي الشروط، ويكون له مطلق الحرّية في أرضه، ليبني عليها بيت الأحلام!، وخاصة أننا نتمتّع بوجود الحكومة الإلكترونية، لتسريع المعاملات في وزارات الدولة، وعليه فإنّ على الوزارات توعية الناس بضرورة الاستفادة من خدمات موقع الحكومة الإلكترونية، حتى لا يدوخوا كما داخ أخونا هذا!