العدد 2826 - الثلثاء 01 يونيو 2010م الموافق 18 جمادى الآخرة 1431هـ

العلاقات مع البحرين... تطور مشهود بكافة المجالات

أنريكو بادولا comments [at] alwasatnews.com

يصادف اليوم الثاني من يونيو/ حزيران العيد الوطني الإيطالي وهو يوم ذكرى الاستفتاء المؤسسي في العام 1946 عندما تمت دعوة السكان إلى تقرير شكل حكومة البلاد (ملكية أو جمهورية) لترسم المستقبل السياسي لإيطاليا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد سقوط الفاشية.

واعتباراً منذ ذلك الحين، وبعد 85 عاماً من الحكم الملكي، أصبحت إيطاليا جمهورية وتم العمل بالعرف المتمثل في اقامة عرض عسكري ضخم في كل عام في وسط روما.

ويصادف هذا العام بدء الاحتفالات بالذكرى الـ 150 لتوحيد إيطاليا الذي تم تحقيقه في العام 1861. قبل ذلك، كانت إيطاليا تعاني من تقسيمها إلى ولايات وإمارات. وهكذا تحقق شعور المرء في ايطاليا بأنه جزء من أمة واحدة وهذا ما أثار قريحة عدد من الكتاب والمفكرين مثل دانتي وميكيافيلي.

واستمرت عملية توحيد البلاد سنوات عديدة، وكانت مرتبطة بالمطالب السياسية لوضع الدستور وإطلاق الحريات السياسية.

في ذلك الوقت من التوحيد، تأسست دولة مركزية قوية في ظل ملوك سافوي. وكان هذا أمراً ضرورياً في ذلك الوقت مع بدايات الدولة الجديدة، وفي الوقت نفسه تم الحفاظ على التنوع الغني للتقاليد الإيطالية البلدية والإقليمية وتمت المطالبة بمزيد من الحكم الذاتي.

وتدريجياً حرصت إيطاليا على الإصلاح بطريقة أكثر فيدرالية وسعت لرسم معالم هيكلها الدستوري، بالتنسيق مع العديد من القوى والكفاءات التي تم تمريرها إلى مستوى إقليمي أكثر ملاءمة. وفي نهاية المطاف تعزز نسيج المجتمع والدولة، التي وافقت على الحال التي هي عليها اليوم من واقع الحدود المستمدة من كونها جزءاً من الاتحاد الأوروبي.


العلاقات الثنائية مع البحرين

إن الاحتفال في البحرين اليوم بالعيد الوطني للجمهورية الإيطالية سيتميز هذا العام بالعرض الموسيقي الكبير لفرقة الأوركسترا الموسيقية التابعة إلى شرطة البحرين، من إخراج الجنرال مبارك نجم، حيث سيتزامن العرض الموسيقي البحريني مع معزوفات فنية إيطالية يقدمها المايسترو فرانشيسكو غارديلا مع عازف البيانو اليساندرو، حيث ستشهد الاحتفالية مساء اليوم تقديم المعزوفات الإيطالية والعربية، مع التعريف بالتنوع الثقافي من خلال مشروع مشترك للموسيقى.

وقد تأسست السفارة الإيطالية في البحرين في العام 2002، عقب سلسلة الإصلاحات الديمقراطية التي أدخلها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإقامة نظام ملكي دستوري.

لقد أعطت هذه التطورات دفعة كبيرة للعلاقات الثنائية بين المنامة وروما من خلال أول زيارة رسمية قام بها ملك البحرين إلى إيطاليا في يوليو/ تموز 2008، ومنذ ذلك الحين ازداد التعاون السياسي بين الجانبين الإيطالي والبحريني، ويجري العمل بينهما من خلال اتفاقات مختلفة في عدة مجالات، كان آخرها التوقيع في العام الماضي على اتفاق حول الحماية المتبادلة للاستثمارات. كما سيتم قريباً الاحتفال بفتح سفارة لمملكة البحرين في روما.


التبادل التجاري بين إيطاليا والبحرين في العام 2009

بالرغم من أن الأزمة المالية العالمية كان لها أثر أيضاً على التجارة بين إيطاليا والبحرين، إلا أنه من المؤكد أن هناك هامشاً كبيراً لتحسين تلك الأوضاع.

وفيما يأتي بعض الأرقام وفق معهد الإحصاء الإيطالي (المعهد الوطني للإحصاءات):

التصدير إلى إيطاليا: 36،066.000 يورو.

الصادرات الرئيسية إلى إيطاليا: المعادن النفيسة ومنتجات الصلب.

الاستيراد من إيطاليا: € 165544000 وقد تمثلت الواردات الرئيسية من إيطاليا: الكابلات والسيارات والأثاث والمنسوجات والآلات.


تطور العلاقات بين المنامة وروما

كان التطور الكبير في العلاقات بين إيطاليا والبحرين طوال الـ 50 عاماً الماضية نتيجة لزيادة التجارة والاستثمار بين البلدين، وبفضل المبادرة السياسية على مستوى الحكومة، ومن خلال الوعي الثقافي الجديد، وبفضل التفاهم المتبادل بين الشعوب التي كانت دائماً مفتوحة لتبادل الآراء مع بقية العالم، فالإيطاليون في البحر الأبيض المتوسط، والبحرينيون في منطقة الخليج وخارجها، من أجل جنوب آسيا من جهة واحدة وأوروبا من جهة أخرى. وهناك نحو 250 الإيطاليين يعيشون ويعملون حالياً في مملكة البحرين، معظمهم في قطاع البنوك والفنادق والخدمات مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات وفي صناعة النفط، وكذلك في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية... من بين السكان الإيطاليين في البحرين هناك العديد من المهندسين المعماريين وذلك بفضل الانفتاح وحسن الضيافة التي يلقاها الإيطاليون من الشعب البحريني.

من بين أفضل الأمثلة على كيفية تعايش الإيطاليين مع البحرينيين وللتأكيد على كيف إنه من السهل على الطرفين العمل معاً بشكل فعال، هو تأسيس جمعية الصداقة البحرينية الإيطالية (IBFA) التي نجحت في تنظيم الكثير من الفعاليات الاجتماعية والثقافية وغيرها من البرامج.

هذا هو، في الواقع، التحدي الكبير في عصرنا هذا: الحق في المساواة العولمة المتزايدة والترابط بين الناس في العالم مع معرفة أفضل عن بعضها البعض، من حضارة كل منهما، والتاريخ، والمعتقدات. هذه المعرفة المتبادلة، والتي غالباً ما تفتقر حتى اليوم، هو أمر حاسم لتحقيق فهم أفضل ومستقبل سلمي للبشرية.


العلاقات الثقافية

ترتكز العلاقات الثقافية بين إيطاليا والبحرين على أسس متينة بفضل كون العلاقات البحرينية الإيطالية قائمة على علاقات فكرية متجذرة. ونستحضر هنا المشاركة البحرينية الأولى في معرض فني أقيم في بينالي البندقية، كما أن السفارة الإيطالية بالمنامة تعمل على تطوير العديد من مجالات التعاون الأخرى، مثل التعاون في مجال إدارة المتحف للمهرجان القادم لسينما الأطفال، وغيرها الكثير... وقد تم أيضاً تثبيت فعاليات المهرجان الإيطالي في المنامة باعتباره حدثاً مهمّاً ضمن فعاليات ربيع الثقافة في البحرين. وكان المهرجان الإيطالي الأخير ناجحاً للغاية، ونحن نعمل للتحضير للفعالية القادمة.

العلاقات الثقافية بالنسبة لنا هي الجسور التي يمكن أن تنمي مختلف الثقافات وتعمل على زيادة التفاهم المتبادل.


الاقتصاد الإيطالي

حافظ الاقتصاد الإيطالي على مستوى عالٍ من التخصص في الجودة والابتكار والتصميم بأسعار تنافسية وبخاصة في مجال الأثاث والترفيه والمنتجات الغذائية والأدوات الميكانيكية والآلات الصناعية.

وقد تمثل التمييز الحاسم للصناعة الإيطالية في المنافسة العالمية لتكون قادرة على الاستفادة من تقاليد غنية ومتنوعة تتميز بها البلاد. وقد طبقت شبكة من الشركات الصغيرة والمتوسطة الصناعية في وضع الإنتاج إلى الحرف القديمة، وعملت على إثراء منتجاتها مع الحفاظ على القيمة المضافة التي هي نتاج الحضارة الإيطالية.

ويستند هذا النمط الإيطالي الاقتصادي على سلاسل الإنتاج، اعتباراً من التجهيز الأولي إلى التشطيب والتسويق، بصورة تكون معها إيطاليا قادرة على الاستجابة بسرعة لمتطلبات السوق، وقادرة على تخصيص إنتاجها، وتقدم بكميات صغيرة نسبياً وأسعار تنافسية، وقد كان هذا النظام له أثر إيجابي على تنشيط حركة السوق والتخطيط السليم، علماً بأن كل شركات الإنتاج الإيطالية المتخصصة في الإنتاج تحرص على ضمانة الجودة.


النزاع الإسرائيلي الفلسطيني

كانت إيطاليا ولا تزال تشارك في السعي من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

إن إيطاليا ترحب باستئناف المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لكنها ترى أنه ينبغي أن تمر هذه المحادثات بسرعة من مرحلة المفاوضات غير المباشرة إلى المباشرة منها. كما أن دعم وساطة الولايات المتحدة أمر مهم، ونطلب المرونة من الجانب الإسرائيلي. وسيكون من الأفضل أن تبدأ من خلال اتفاقات جزئية، من أجل بناء الثقة، بدلاً من الانتظار للتوصل إلى تسوية عامة.

إن إيطاليا تدعم بناء المؤسسات في فلسطين، وتطوير اقتصادها، وترفض اللجوء إلى العنف. إيطاليا تدعم عملية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، فإن إيطاليا تدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بطريقة شرعية وفقاً للقوانين الدولية.

وفيما يتعلق بحادثة سفن أسطول الحرية التي تعرضت للهجوم من قبل قوات البحرية الإسرائيلية قبل أيام، فإن إيطاليا أصيبت بالصدمة بالحادث ضد ركاب الأسطول الذي كان يحمل مساعدات إلى أهالي غزة، كما أن إيطاليا تدين اغتيال المدنيين الأبرياء وتطالب بإجراء تحقيق سريع من الجانب الإسرائيلي.

الوضع الإنساني في غزة يجب أن يعالج، ويجب ضمان تدفق السلع، وأن يشمل أي اتفاق قادم كل ما يلزم لإعادة بناء البنى التحتية والمنازل التي دمرت خلال الهجوم في يناير/ كانون الثاني الماضي.

كذلك فإن إيطاليا تجدد التأكيد على موقفها الصريح من أجل منع الانتشار النووي، وتدعم جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وهي في هذا المجال سوف تعمل مع جميع البلدان التي تتقاسم هذا الهدف المهم جداً.

إقرأ أيضا لـ "أنريكو بادولا"

العدد 2826 - الثلثاء 01 يونيو 2010م الموافق 18 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً