يعد كشف أوجه القصور على صياغة الخبر أو الرأي، أو الاستقصاء أو البحث التي يتناولها الكتاب على مختلف مشاربهم، أحد آليات التصحيح لتلافي الأخطاء وتقييم الأداء، لمعالجة القضايا التي تتعلق بالمجتمع ويهتم بها القارئ. ولكن هناك من يعتبر طرح مثل تلك القضايا هي عبارة عن خلافات شخصية كما أنها تعد جزءاً من تصفية الحسابات، ولا نعلم عن أي نوع من الحسابات المقصودة.
كل كاتب يحمل رسالة ما، أياً كانت طبيعة تلك الرسالة سواء كانت إيجابية أم سلبية فالكل يحمل على عاتقه رسالة التغيير التي تندرج تحتها عناوين كثيرة، فقد يهتم بها البعض لعلاج البيروقراطية، أو مشاكل البطالة، أو غلاء الأسعار، وآخر يكرس قلمه لتغيير المفاهيم والأفكار وأنماط السلوك، وتصعيد اهتمام القارئ بالثقافة الفاعلة التي ترقى بوعيه وذائقته، التي بالتالي ستشكل من تلك التفاصيل سمات وملامح المجتمع الذي نعيش فيه. إن الكتابة لا تفرضها، دائماً الأشياء المحيطة بنا، أياً كانت طبيعة تلك الأشياء وأهميتها، بل يفرضها الإحساس بتلك الأشياء والتفاعل معها.
وراء كل موضوع صادق يكتب، دافع قوي يغذي الفكر وينميه ويخرجه إلى حيز الوجود، فقبل أيام تسلمت رسالة إلكترونية فاجأتني مفادها، أنه يجب عند طرح القضايا والهموم أن تكون بعيدة عن الحسابات والخلافات الشخصية وأن تحترم الخصوصية، (لا علم لي عن أي خصوصية يتحدث) كما يجب احترام الآخرين ومنجزاتهم فهم أهل دين!، وكأن لسان حاله يقول إن الكتاب لا ملة لهم ولا دين معاذ الله.
لهذا أحببت أن أبين أمراً للمرسل وأصحاب هذا النوع من الفكر وأقول إن من يصنف نقل هموم المجتمع وتسليط الضوء على التجاوزات والأخطاء بأنها تصفية حسابات أو الصيد في الماء العكر هم المتملقون، كما أنهم عابرون في ثرثرة عابرة وإن كانت لبعضهم «حظوة» في بعض الصحف لأسباب شخصية أو اجتماعية لا علاقة لها بما يعانيه الناس.
ففي الغالب تعجبهم تلك الكتابات التي توصف كأنها ما يطلبه القراء. والسؤال متى كانت هموم المجتمع وقضاياه مرتبطة بخصوصية، أو بأفراد بشخصهم؟
ببساطة، تلك الهموم لا يتحملها أفراد بشخصهم ولكن يتحملها الأشخاص بأدائهم كما أن ما تتحمله الجهات الرقابية والتشريعية ليس بقدر ما تتحمله الجهات التنفيذية، فلم تلك الحساسية المفرطة؟
عند الحديث عما يؤثر في القضايا المتعلقة بالمجتمع أو المواطن بشكل عام، فإننا نتحدث عن العموم من جمعيات سياسية ومستقلين حتى الكتلة الإيمانية (المعارضة) لم تسلم من هذا النقد أو التقييم من قبل ناخبيهم.
فلم الإقصاء ولم استخدام كلمة خصوصية في غير نصابها؟
إن للكاتب دور لا يقل عن السلطة التشريعية أو التنفيذية وذلك بمناقشة هموم مجتمعه، كما له دور في التوجيه والتعليق على قضايا الرأي العام فيكون همه الأول أن يتحسس مشاكل المجتمع وأن يقول كلمة في القضايا التي تخص الرأي العام ويثيرها، لذلك لا بد أن يتحرك وفق روح المسئولية الصحافية ووفق المسئولية الإنسانية، وما يمليه عليه ضميره، وليس هناك بأس بأن الناس تختلف في تقييمها لمستوى القضايا من حيث الصح والخطأ ولكن الكتابة بضمير حي ووفقاً لمقومات العدل هي أهم الأهداف التي لا بد أن ينطلق منها الكاتب ويتقبلها الطرف الآخر أياً كان مركزة، ولم لا، فليكن المقصود أحد مخرجات هذا المجتمع سواء كان يندرج تحت شعار «القوي الأمين»، أو الكتلة الإيمانية، فما الضير في ذلك أصلاً، فكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون.
كما أن الكتابة لأغراض شخصية إن وجدت فهي مرفوضة، وإنما المساجلة بين الكتاب على اختلاف مواقعهم الصحافية في التجاذبات تكون غالباً مفيدة خاصة إذا أسهم ذلك التجاذب في إثراء الفكرة وتوضيح وجهات النظر المختلفة.
تعتبر الكلمة أحد عوامل الرفاهية الفكرية للذين يمارسونها كهواية... أو احتراف وما يهم قبل الحكم على هدف هذا المقال أو ذاك هو موقع الكلمة وأهميتها في المجتمع فللكلمة أشكال كثيرة «فهي كالدواء» يختلف تأثيرها وفق طريقة استعمالها، فالقصة كلمة والقصيدة كلمة، والبيان كلمة، والشعار كلمة، والتحليل كلمة، والبرامج السياسية كلمة، والخطاب التحريضي الذي تتفنن به الجمعيات غير المرخصة كلمة، بل وحتى الفتوى كلمة.
المهم من كل ذلك هو معرفة الوقت المناسب لاستخدام هذه الكلمة وكيفية استخدامها، لذلك أرجع لمرسل هذا البريد وأقول إن من يحمل فكر كل ما يطرح من قضايا المجتمع من خلال الصحافة هي لتصفية الحسابات هم من يعتقدون أنهم أصحاب الرأي الشامل الذي يجب أن ينصاع له المجتمع بأكمله، فبينما الرصاصة تقتل شخصاً واحداً والقنبلة تقتل عشرات، وتصيب أسلحة الدمار الشامل مئات الآلاف، فإن صاحب الرأي الشامل الذي يحمله هؤلاء وبعض الجمعيات السياسية تقتل المجتمع بأكمله لأنها تلغي عقول الملايين من أبنائه... وهذا -سلمك الله- أشد أنواع الأسلحة فتكاً وتدميراً. لهذا ننصح بقبول النقد والرأي الآخر والتعاطي معه بالعقل الذي وهبنا إياه الله سبحان وتعالى.
إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"العدد 2826 - الثلثاء 01 يونيو 2010م الموافق 18 جمادى الآخرة 1431هـ
سبايس تي
الشخصنة قضية مؤرقه نعاني منها في العالم الثالث بشكل لافت ومؤثر، وهي تعكس البروباغندا القائمة الدى الكثير من التيارات السياسية والتي تنصب نفسها كمسئوله أولى أو ثانية عن مصالح الوطن وهموم مواطنيه، وهي بحقيقه الأمر تعدي وتجاوز لكل الوقائع الموجوده على أرض الواقع.
شكرا أخي بو خالد على طرحك الواقعي والمتفرد.
الكبير كبير ولا عيك من نباح البعض
يا أخي وأيد تسال .... لماذا لا تقراء فالقراة بتنمي معلوماتك وتزيدك ثقافة خصوصا إحساسي بأنك تحتج إلى ثقافة
أما أنت يا بو خالد كما قال أخونا الفاضل الكبير كبير
شكرا و لكن
سؤال للكاتب الكريم, عندما يمتلك الكاتب معلومة تفيد بان هناك تجاوزات في احد المؤسسات و أيضا لديه أدلة دامغة (بحكم علاقته بفرد عامل في هذه المؤسسة) يقوم الكاتب بمزج دورة السياسي في المجتمع و دورة ككاتب يهتم بالصالح العام بتأخير الإفصاح عن هذه المعلومة الخطيرة حتى تحين الفرصة الأنسب للكاتب ليجني مكاسب شخصية تتعارض مع اهدافه ككاتب يهتم بالصالح العام الا يعتبر هذا تصفية حسابات؟؟ على العموم هذه هي السياسة ليست "طاهرة" كما يضن البعض
الكبير كبير
يسلام يابوخالد الله يعطيك العافيه يالشيخ
يا جبل يابو خالد
سلمت وسلم قلمك
كتاباتك قيمه كشخصك يا أبو خالد للامام دوما.
سلمت وسلم قلمك يا أبو خالد كلامك عين العقل وخاتمتك تدل على نضوجك الفكري والعقلي معا , وكما قلت بان العقل هبنا الله إياه فلا عليك من التافهين والحقودين ليس منك فقط بل من قلمك الشريف وأنت دائما تسعدنا بمقالاتك القيمة .
وأرجو ان لاتجيب على سؤال الأخ الفاهم ماهي البروقراطية فدعه يقوم بعمل بحث عنها حتي يعطي عقله مجال للبحث والتفكير .
حفظك الله وحفظ قلمك وسلمت لنا وللوسط.
سؤاااااااااااااااال
طبعا إنا اعرف انك أنت اللي ترد على روحك مثل ماكتبو لك المرة الأخيرة وهذا واضح فأتمنى انك ترد على سؤالي ماهي البيروقراطية ؟ ذبحتنا وأنت تكتب كلام ماتفهم معناه ثانيا واضح من كتاباتك انك إنسان ليس حقود ولكن لنختار كلمه اللطف منها (متحامل) أحسن شوي نعم أخي العزيز أنت من من يكتبون لتصفية الحسابات وليس للصالح العام وأخيرا هل تعتقد نفسك أنت الكاتب المثالي اللي بكتاباتك سوف تسمو بفكر المجتمع البحريني أتمنى أخي العزيز الرد علي التعليق وبكل شفافية وبدون زعل وهذا نقد بناء طبعا
عداك العيب يابوخالد
اطروحة السلطة التشريعة (مجلس النواب) في بداية الأمر كان الأمر ومازال هو بالنسبة للمواطنين هباءً منثورا وبالنسبة للناخبين هو الكنز المفقود مصدر الرزق الموصول والقليل القليل من يفهم الأمر بأنه مسؤلية على عتقه وأمانه يجب الا يخونها عند حصوله على الكرسي ، لكن عداك العيب يابوخالد وكثر الله من امثالك .
أخوك / بوطبيع
سؤال للكاتب واتمنى انه يرد علي لو سمحت
طبعا إنا اعرف انك أنت اللي ترد على روحك مثل ماكتبو لك المرة الأخيرة وهذا واضح فأتمنى انك ترد على سؤالي ماهي البيروقراطية ؟ ذبحتنا وأنت تكتب كلام ماتفهم معناه ثانيا واضح من كتاباتك انك إنسان ليس حقود ولكن لنختار كلمه اللطف منها (متحامل) أحسن شوي نعم أخي العزيز أنت من من يكتبون لتصفية الحسابات وليس للصالح العام وأخيرا هل تعتقد نفسك أنت الكاتب المثالي اللي بكتاباتك سوف تسمو بفكر المجتمع البحريني أتمنى أخي العزيز الرد علي التعليق وبكل شفافية وبدون زعل وهذا نقد بناء طبعا
ما يهزك ريح يا جبل 2
نعم هناك تحديات نشعر بها وهي سهولة النقد و سهولة اظهار السلبيات و لكن عندما نتحدث عن رجال خدموا أوطانهم بالقلم و بالتوجيه السديد لابناء الوطن و بنفوس صادقة نجد من يتجاهلهم فكل يرى الناس بطابعه فالكاتب الكريم انتقد بعض التصرفات الغوجائية و التوجهات السلبية سواء لجمعيات أو أفراد بعينها هل لتصفية حساب ام للتوجيه و الإرشاد فاعتقد لو أن الجميع التزموا برسالة و رؤية و منهجية و البعد عن الذات و فلسفة الأمور لخدمة أنفسهم فقط لاصبحنا في تطور فلنشعر بحجم الحرية التى منحنا ايها جلالة الملك هذه دار العز
ما يهزك ريح يا جبل 1
نعم كنت صادق في الكشف عن اوجه القصور و بعض السلبيات في المجتمع و تكلمت عن الجنوبيه لانك ابن بار بها و للقيادة السياسية ورجالها المخلصين فالنقد البناء شيم الرجال و بيضه الله وجهك بو خالد فدائما للامام لخدمة المشروع الاصلاحي لجلالة الملك و نرقى بالبحرين لتكون منارة للشرق فكريا و علميا و اعلاميا و مثل ما اشارت بمقالك الصادق اننا في سفينه واحدة نحتاج ان ننظر لانفسنا اولا ثم ننظر للاخرين بصدق و نحاسب انفسنا لنعرف اين الخلل و يتم معالجته بطريقة علمية و عملية صحيحه تواكب دار بو سلمان رمز العزه و الفخر
صوت من؟
انت لن تكتب عن قضايا المجتمع من باب الحقيقه ولكن توصل اصوات معينه الكل يعرفها والقصد منها اشخاص نزها مع العلم لاتوجد علاقه تربطك معهم ولكن تهجمهم وتتعدا على جمعيتهم من دون وجه حق ولكن مرضاة لاشخاص ؟بس لله موجد وهو سبحانه يسخر جنود من عنده يدافعو ن عنهم