توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يبحر في المياه الدولية بعرض البحر المتوسط باتجاه قطاع غزة لكسر الحصار المفروض على القطاع، والذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المتضامنين الدوليين على متن الأسطول فجر أمس (الاثنين)، فقد استدعت عدة دول سفرائها في إسرائيل.
قطر
دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة بعد الهجوم على أسطول الحرية الذي وصفه بأنه «عمل قرصنة».
وقال «إن كل من يتحدث عن الحرية والعدالة والديمقراطية مطالب الآن بفعل شيء لكسر هذا الحصار حتى لا تذهب دماء هؤلاء الأحرار سدى»، مضيفاً «الجرائم التي ارتكبت بحق المتضامنين مع شعبنا تذكرنا جميعاً أن هناك حصاراً غير عادل وجرحاً مفتوحاً ينزف في غزة».
دعت الإمارات مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ للبحث في الهجوم الإسرائيلي الدامي، ووصفت الهجوم بأنه «اعتداء إجرامي وغير إنساني». وقال بيان رسمي نشرته وكالة أنباء «الإمارات» إن «الإمارات العربية المتحدة تدين الاعتداء الإجرامي وغير الإنساني الذي ارتكبته إسرائيل ضد قافلة الإغاثة الإنسانية»، مشيرة إلى أن الهجوم يمثل «انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي».
قررت الحكومة عقد جلسة طارئة أمس للتداول في النتائج المترتبة على التعرض الإسرائيلي على قافلة الإغاثة البحرية التي كانت تقل 16 كويتياً بينهم وليد الطباطبائي أحد أعضاء مجلس الأمة الكويتي.
قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن اعتراض إسرائيل لقافلة الإغاثة يمثل عملاً «لا إنسانياً» سيسرع في زوال إسرائيل، على حد تعبيره. وأضاف:أن «الأعمال اللاإنسانية التي يقوم بها النظام الصهيوني بحق الفلسطينيين، ومنعه المساعدات الإنسانية عن سكان قطاع غزة، لا تعبر عن قوة هذا النظام بل عن ضعفه. ان هذه الأعمال تشير إلى قرب نهاية هذا النظام الزائف».
ودانت وزارة الخارجية اليمنية الهجوم الذي تعرض له الأسطول ، وقالت وزارة الخارجية اليمنية «ندين بشدة هذه الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية وندعو لرفع فوري للحصار المفروض على غزة».
الأمم المتحدة
أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، عن صدمتها حيال الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي أوقع قتلى وجرحى.
أعربت وزيرة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاترين اشتون، عن أسفها العميق إزاء سقوط قتلى في عملية الاقتحام الإسرائيلية للسفن الست، وطالبت بإجراء تحقيق مستفيض في ظروف هذه العملية والسماح فوراً بنقل الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقررت الحكومة اليونانية وقف المناورات العسكرية المشتركة مع سلاح الجوي الإسرائيلي بعيد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، وأعلنت وزارة الدفاع اليونانية عن وقف هذه المناورات والتي بدأت الأسبوع الماضي وكان من المقرر أن تستمر حتى الثالث من يونيو/ حزيران.
وكانت اليونان استدعت بشكل عاجل أمس، السفير الإسرائيلي لمطالبته بـ «معلومات فورية» بشأن أمن المواطنين اليونانيين الثلاثين المشاركين في أسطول الحرية المتوجه إلى غزة بعد شن الجيش الإسرائيلي هجوماً عليه، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية اليونانية، وشددت على ضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية أمنهم.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن «صدمته العميقة» حيال الهجوم الإسرائيلي على السفن، مؤكداً أن «لا شيء يبرر استخدام مثل هذا العنف». وطالب كوشنير أمس بتوضيح خلفيات الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. وأضاف كوشنير: «لا يوجد ما يبرر استخدام مثل هذا العنف».
من جهته، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن «قلقه البالغ» إزاء عملية الجيش الإسرائيلي ضد «أسطول الحرية» التضامني المتجه إلى قطاع غزة. وقال غيدو أمس في برلين: «هذه أنباء أولى تدعو للقلق». وذكر أن الخارجية الألمانية تسعى إلى إيضاح شامل لملابسات الحادث.
واعتبرت إسبانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية يونيو/ حزيران، «غير مقبول» الهجوم على القافلة التي تنقل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومساعدات إلى قطاع غزة. واستدعت وزارة الخارجية الإسبانية السفير الإسرائيلي، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الاثنين، لطلب توضيحات منه، حول الهجوم.
دانت بلجيكا أمس العدوان الإسرائيلي، ونقل عن وزير الخارجية ستيفان فاناكير، إن ما قامت به إسرائيل يعد عملاً غير مقبول ومن قبيل الاستعمال المفرط للقوة غير المبررة.
ووصفت السويد، الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحاول كسر الحصار عن قطاع غزة بأنه «غير مقبول بتاتاً» واستدعت السفير الاسرائيلي في ستوكهولم لإبلاغه بذلك كما أعلنت الخارجية السويدية.
عبر الفاتيكان، عن تألمه وقلقه على إثر الهجوم العسكري الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحاول الوصول إلى غزة لكسر الحصار عليها.
وقال الناطق باسمه الأب فيديريكو لومباردي، «إنه عمل مؤلم جداً لا سيما بسبب خسارة غير مجدية للأرواح. الفاتيكان يتابع الوضع بكثير من الانتباه والقلق». وخلص الناطق إلى القول إن «البابا الذي يتوجه في الأيام المقبلة إلى منطقة الشرق الأوسط لن يفوت فرصة أن يعرض مرة جديدة رسالته للسلام».
العدد 2825 - الإثنين 31 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الآخرة 1431هـ