لست أدري كيف سيكون مصير أسطول الحرية عندما ينشر هذا المقال باعتبار أنني اكتبه عادة قبل نشره بيومين تقريباً وهذا من مساوئ الكتابة الأسبوعية، لكنني أدعو الله أن يكون هذا الأسطول قد حقق أهدافه أو بعضها على أقل تقدير...
الحرية مطلب إنساني فطري، وكل دول العالم تدعي أنها تحقق الحرية لأبنائها، وأنها تطالب بالحرية لكل الناس في العالم، وأن هذه الحرية حق لكل فرد.
القوانين البشرية تتحدث عن حق الحرية، ومثلها قوانين حقوق الغنسان، والأمم المتحدة وسواها من الهيئات الحكومية والأهلية، كلها تتحدث عن حق الإنسان في التمتع بجميع حقوقه واهمها حريته الذاتية...
هذه الحرية المزعومة التي يدعيها الكل وعلى رأسهم الولايات المتحدة وأوروبا لايرون ان من حق الفلسطينيين عامة وأهالي غزة عامة أن يتمتعوا بها مثل سائر خلق الله، فإخواننا في غزة محاصرون منذ ألف يوم تقريباً، محاصرون براً وبحراً وجواً، وللأسف فهم محاصرون من القريب ومن البعيد على حد سواء...
أسطول الحرية الذي انطلق إلى غزة وعلى رأسه مئات المناضلين من مختلف دول العالم وهم يحملون معهم مساعدات إنسانية بحتة لإخوانهم المحاصرين في غزة، هؤلاء يعرفون حجم الخطورة التي سيتعرضون لها من الصهاينة، والصهاينة لم يخفوا هذا العداء، أعلنوا انهم سيمنعون وصول هذه القافلة، وأعدوا سجناًً سريعاً لايوائهم فيه، ثم قالوا: إنهم سيعيدونهم لبلادهم بعد أن يمنعوهم من وصول المساعدات التي احضروها.
هذه التهديدات لم تحل دون اصرار الجميع على الاستمرار في مهمتهم الانسانية التي آمنوا مهما كانت العقبات التي ستواجههم...
الصهاينة لهم تاريخ مشرف في الإرهاب، واجزم أنهم سيمارسون إرهابهم بكل الطرق لمنع وصول قافلة الحرية، وليعطوا درساً لكل القوافل الأخرى التي قد تنطلق مستقبلاً، وماضيهم الدموي مع الغزاويين ومع القوافل التي أتت لمساعدتهم يؤكد إرهابهم الذي لا يحتاج إلى دليل...
لا ألوم هؤلاء الصهاينة، ولا ألوم - كثيراً - تلك الدول التي تدعي تبني الحريات والدعوة لها خصوصا أميركا وهي وهم يرون حجم الاجرام الذي تمارسه «إسرائيل» وهم صامتون، وربما مؤيدون، ولكني ألوم بلادنا العربية وحكامها الذين يرون هذا الحصار الظالم، ويرون المحاولات التي تنطلق من هنا وهناك على رغم المصاعب وهم صامتون، وبعضهم يؤيد فعلهم عمليا وان صمت عن النطق المعلن!
لا يمكن أن نلوم العدو، أو شبه العدو،ونحن نرى الاخ القريب يلتزم الصمت، ولا يتحرك لفعل شيء!
العرب اجتمعوا في الكويت، واعلنوا أنهم سيقدمون لأهالي غزة مئات الملايين... ولكن.... أين هذه الملايين وما مصيرها؟!
الناطق باسم العرب «عمرو موسى» قال ووعد بصوت عالٍ: إنه سيكسر الحصار على رغم أنف الجميع... لكن وعوده ذهبت أدراج الرياح... لماذا يا سيد عمرو موسى،ولماذا لم تتحرك لاقديماً والحديثاً، أليس من حق الافسطينيين أن نتحرك من أجلهم؟! ألسيوا عرباً مثل غيرهم؟!
وإذا كان الجميع صامتين أو شبه صامتين فلماذا يصمت الرئيس الفلسطيني وهو يدعي انه رئيس لكل الفلسطينين؟! ألا يعرف ماذا يجري في الطرف الآخر من فلكه؟! إنه يعرف كل هذا وأعرف أن صمته دليل واضح على قبوله الكامل بكل ما يحدث في غزة؟!
بل إنني أجزم أن صمته دليل على تواطئه مع ما يجري من حصار في غزة!
مرة أخرى... أليس من المخجل لكل منا ان يلوم الآخرين وهو يرى الأقربين لا يفعلون شيئاً؟!
كل جريمة الغزاويين أنهم مقاومون، وأن حركة حماس لا تقبل بالضغوط الصهيونية كما يفعل الآخرون؟ تنازلوا ثم تنازلوا ولم يحصلوا على شيء، العدو يريد من حركة حماس أن تركع كما ركع الآخرون وإلا فالحصار سيستمر...
بعض العرب يريدون مجاملة الصهاينة والأميركان وحماس تحرجهم كثيراً، ولهذا لا بأس من الضغط عليها والصمت المطبق عن كل ما يفعله الصهاينة...
أتمنى من العرب أن يقودوا اساطيل لكسر الحصار عن غزة... واتمنى من إخواننا في مصر ان يكسروا الحصار عن غزة، وان يوقفوا هدم الأنفاق وقتل من فيها، أتمنى أن يرفعوا أصواتهم ضد الظلم، وأن يوصلوا هذه الأصوات إلى الأميركان وكل حلفائهم...
هل يفعلها العرب؟! أتمنى ذلك...
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2825 - الإثنين 31 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الآخرة 1431هـ
العرب الاعراب وحتي تركيا
هي تدور في فلك امريكا و اسرائيل وكل ما يحصل هو تمثيل و مصالح مثل تلك التي تجمع يهود بني قينقاع و يهود اسرائيل و تبقى القوى الشريفه لوحدها تقاوم وهي خزب الله و حماس و الجهاد برعايه ايران
لا حياء
لقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
بل لا حياء عند الانظمة العربية هذه الايام