العدد 2825 - الإثنين 31 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الآخرة 1431هـ

أسطول الحرية... انتفاضة الضمير العالمي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«إسرائيل» تعتبر نفسها فوق القانون الدولي وفوق المنطق التاريخي، وبالتالي فإنها تعتقد أن بإمكانها أن تستخدم جوازات سفر مختلف أنحاء الدول والذهاب إلى دبي في يناير/ كانون الثاني 2010 واغتيال أحد القادة الفلسطينيين دون أن تخشى أيَّ عقاب، وتعتقد أن بإمكانها أن تدير أكبر سجن في تاريخ البشرية (قطاع غزة) عبر حصار مليون ونصف المليون نسمة برّاً وبحراً وجوّاً، وإنزال الرعب والخوف والجوع فيهم، وتعتقد أنها تستطيع أن تنشئ مدينة أخرى تحت الأرض (تحت القدس الشريف) ومن ثم إعلان وجود تلك المدينة بعد إزالة معالم المدينة المقدسة، وتعتقد أن بإمكانها أن تواصل تمزيق الضفة الغربية بشكل يجعل من المستحيل تكوين دولة أو دويلة، وتستطيع أن تقضي على الانتفاضات في كل الأراضي الفلسطينية، وأن تفعل ما تشاء من دون أن يقف أحد في وجهها.

وعليه، فقد أوصلها هذا التفكير المستهتر بقيم الإنسانية إلى أن تعتدي على «أسطول الحرية» لقتل وجرح وإهانة أي جماعة تتحدى غطرستها... وكانت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» - إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول الحرية - قد أعلنت عن موعد وصول المساعدات صباح هذا اليوم إلى غزة، ولكن العدوان الإسرائيلي الغاشم والجبان حال دون ذلك.

ويتكون أسطول «الحرية» من عدة سفن، تسمى إحداها «القارب 8000» نسبة إلى عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وشارك مئات من المتطوعين المناضلين من أجل الإنسانية من أكثر من 60 دولة، من بينهم أربعة أبطال من البحرين هم: الشيخ جلال الشرقي، خالد عبدالكريم بوجيري، حسن مراد، ويوسف محمود، وهم يمثلون عزة وكرامة البحرين، كما أنهم يمثلون عزة وكرامة العرب والمسلمين والإنسانيين من مختلف البلدان.

إن محصلة الهجوم الإسرائيلي الجبان هي انطلاق صحوة عالمية لا تقل أهمية عن الانتفاضات الفلسطينية السابقة، ولاسيما أنها مصحوبة بعمل دبلوماسي نشط في مواجهة خجل حتى أقرب المقربين لـ «إسرائيل». كما أن «اسرائيل» أصبحت مصدراً مقلقاً للأمن في الشرق الأوسط، حتى أن قائد القوات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس قال في شهادته أمام الكونغرس قبل فترة وجيزة إن الصراع العربي - الإسرائيلي «يثير المشاعر المعادية لأميركا بسبب الاعتقاد بمحاباة أميركا لإسرائيل»، ولكن الصراع لم يعد عربياً - إسرائيلياً، وإنما هو يتحول تدريجياً إلى ما يمكن أن يُطلق عليه «الصراع الإنساني - الإسرائيلي»؛ لأنه صراع بين الضمير الإنساني الخالد، والعدوان والاستهتار الإسرائيلي المتعجرف.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2825 - الإثنين 31 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 11:03 ص

      طلب

      ياريت يااستاذ لو تكتب عن مشكلتنه بمدينه عيسى مجمع 805 مع الاسكان؟؟ نبي بيوووت طلباتنه قديمه لامشاريع خاصه ولالينا شي

    • زائر 6 | 4:15 ص

      الهجوم اميكى 100%1000

      لم تضرب الصهيونيه قافلة الحريه وانما التى ضربتها السلطه الامريكيه الشيطان الاكبر وهذا السيد اوبما الذى يصرح انه يويد المسلمين ويريد السلام يعم فى العالم انما يعنى بالسلام الامريكى للدويله الصهيونيه وجلاوزتها ومن يسير فى ركبهم
      والعالم قد اصابه العمى والصمم والبكم عن الصهيونيه ومن الخوف منها وللو انهم تكلموا لازاحهم الوبى الصهيونى من كراسيهم والكرسى اعز واغلى من دما الابرياء واهل غزة البطله واطفال غزة يموتون جوعا والعالم الاسلامى والعربى لايرى لايسمع لايتكلم لان امريكا قالت لهم ذلك .

    • زائر 5 | 2:08 ص

      الفيتوا ألأمريكي0

      جاهز لوقف كل ماهو ضد لهذه الدولة اللقيطة التى احدث شعبها الفوضى فى اوروبا سابقا حتى رحلوهم بشتى انحاء العالم وايظا قاموا بمضايقة تلك الشعوب ودس الفتن بينهم وقام هتلر بعد ان فقد اعصابه بحرقهم وابادتهم ولما ادانوه قال لهم سأترك لكم القليل منهم لكى تروا اعمالهم وافعالهم ولما تكاثروا مرة اخرى تضايقوا وضاق به الحال وفكروا بأبعادهم عن اوروبا وانشاء كيان لهم وهاهم اغتصبوا فلسطين 0 واصبحت امريكا مجرد العوبة بيدهم 0

    • زائر 4 | 1:35 ص

      فلسطين ملك للشعب الفلسطيني

      و الكيان الغاصب لابد أن يضمحل .
      الكيان الغاصب يعلم بأن ليس هناك في الوجود من يستطيع مواجهته لا بالسلاح و لا حتى ببيان استنكاري لأن هذا الكيان الغاصب يقف خلفه امريكا الشيطان الاكبر فكلنا نحلم بأن تتحد الدول الاسلامية لمواجهة دولة وحيدة و كيان صهيوني و لكن كل ذلك مجرد احلام

    • زائر 3 | 1:12 ص

      وجة نظر

      وجة نظري ان تستغل الصحافه وخاصه الاجنبيه هذه النقطه في صالح الفلسطنيين والمسلمين وتوضح الى الشعوب الغير
      مسلمه حقيقة اسرائيل لأن صحافتهم تخبرهم شيئ آخر

    • زائر 2 | 1:10 ص

      «الصراع الإنساني - الإسرائيلي»؛أجودي

      لا شك بأن كل من يمتلك ولو ذرة من الاحساس, يخجل من ما قامة به هذه اللقيطة... ولاكن السؤال هل بالفعل سيحث يوما هذا الصراع؟؟ بين الانسانيه _ واسرائيل؟؟

اقرأ ايضاً