العدد 2825 - الإثنين 31 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الآخرة 1431هـ

أمير قطر: احترام قوانين السوق يجب أن يعلو فوق المصالح الأنانية

في المنتدى الاقتصادي العالمي بالدوحة...

شدد أمير دولة قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في كلمة له أمام مؤتمر قمة مبادرة إعادة التصميم الشامل للمنتدى الاقتصادي العالمي والذي يستمر يومين، على ضرورة أن يوفر التصميم العالمي الجديد الفرص أمام الجميع ويحقق العدالة للأطراف كافة، وأعرب عن اعتقاده بأنه لن يكون هناك بديل لفكرة السوق العالمية لكن القضية المركزية هي أن يعلو احترام قوانين السوق فوق المصالح الأنانية للقوى والمطامع الجامحة للأفراد. وقال: إن الخلل الرئيسي ليس في فكرة السوق العالمية وإنما الخلل في سوء إداراتها وفي المقامرة بضوابط سلامتها عبر الحدود وخلافاً للقوانين».

وأوضح بالقول: «إن التحدي الرئيسي الذي يواجهه المشاركون والمهتمون بأحوال الإنسانية ومصائرها يتمثل في عدة إشكالات، أولاها كيف تتوافق تصوراتنا لتصميم عالمي جديد مع نظام الأمم المتحدة بكل تنظيماته وأدواته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية، وخصوصاً أن ذلك النظام هو خلاصة ما توصلت إليه تجارب الأمم طوال الـ 3 قرون من التاريخ في أحوال الحرب والسلام وفي أوقات الأزمة وأوقات الانفراج».

وأشار الشيخ حمد إلى أن الإشكالات هي كيف تتوافق تصوراتنا لتصميم عالمي جديد مع الحقيقة الراسخة لأهمية الدولة الوطنية ودورها الذي لا بديل له في حماية مراكز التقدم ودفعها وتأكيد حكم القانون وفعله.

وحيا أمير قطر جهود مئات الخبراء المختصين الذين وضعوا علمهم وعملهم في خدمة فكرة ورؤية إعادة التصميم العالمي، معرباً عن اعتقاده بأن ما توصلوا إليه جدير بالاهتمام وإضافة بناءة إلى النظام العالمي الذي تطور عبر العصور وعبر تجربة الخطأ والصواب على طول التاريخ الإنساني.

وأضاف «نحن نريد اتساع المشاركة من كل الأطراف والقوىأان تتضافر لمساعدة وتأصيل ما استطعتم التوصل إليه بعلمكم وجهودكم والتوفيق بين مطالب المستقبل وحقائق التطور الجاري».

وقال: «إننا نرى أن الدولة الوطنية لم تفشل في مجمل دورها وإنما فشل انغلاقها على نفسها أو غياب شرعيتها أو فقدان ثقتها بنفسها إلى درجة تدفعها إلى التعصب والعزلة».

أهمية إعادة القيم الإنسانية إلى النظام العالمي

من جهتها، أكدت قرينة العاهل الأردني، الملكة رانيا العبدالله، أهمية إعادة القيم الإنسانية إلى نظامنا العالمي، خلال مشاركتها في قمة مبادرة إعادة التصميم الشامل.

وأشارت في كلمتها إلى أن تفشي الفقر وعمالة الأطفال والحروب إنما هي دليل على تغييب الضمير العالمي.

وتساءلت عما تعكسه القصص المؤلمة في مجتمعنا العالمي عنا، وقالت «عندما نسمح بوفاة 9 ملايين طفل كل عام قبل سن الخمس سنوات؟ وعندما لا نلتزم بوعدنا بوضع 72 مليون طفل في التعليم الابتدائي؟ و عندما نتخلى عن 600 مليون فتاة للفقر والظلم. ماذا يقول ذلك عن إنسانيتنا وحقيقتنا وأخلاقنا!».

وأشارت إلى أهمية الاستثمار بالأقل حظاً «كالفقراء وغير المتعلمين، وإدراك قدراتهم وإمكاناتهم». وأضافت «لهذا أنتم هنا: لإعادة القيم الإنسانية... لإعادة الضمير... لإعادة العدالة لنظامنا... حتى لا يرزح أبناؤنا تحت وطأة أخطائنا أو أن نحتم عليهم تكرارها».

ووجهت الملكة رانيا إلى أهمية إيجاد حلول تتضمن آراء وأفكاراً جديدة يقدمها القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والشباب.


أزمة الديون في أوروبا

إلى ذلك، قال نائب رئيس المنتدى الاقتصاد العالمي، مالوك براون: «إن الهدف من هذا المنتدى هو ترجمة لرغبة الدول الصغيرة في إسماع صوتها، وهو أيضا فرصة لرؤية وتعلم ما فشلت فيه الحكومات والنظام العالمي في إدارة الأزمة المالية. وأضاف خلال مؤتمر صحافي حضره مساعد وزير الخارجية المكلف بشئون المتابعة ورئيس اللجنة الدائمة للمؤتمرات، محمد الرميحي ومدير المنتدى الاقتصادي بدافوس، ريشارد سماسز، أنه من حق الدول الصغرى أن يكون لها صوت يسمع، مشيراً إلى ضرورة إعادة التوازن لكل دول العالم لترسيخ التعاون الدولي، مضيفاً «يجب أن يكون تفكير جديد يعنى بمحاربة الفقر والأمن وتوفير الطاقة».

وقال مالوك، إن هذا المنتدى سبقته جملة من الاجتماعات التحضيرية التي بحثت في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال. وأضاف أنه من غير المفاجئ أن تكون الدول الصغيرة هي صاحبة المبادرة لمثل هذه الأفكار، قائلاً: «إن ما يربط هذه الدول على رغم صغرها هو رغبتها في إسماع صوتها وأن يكون لها قرار على الساحة الدولية يراعي خصوصياتها».

وشدد مالوك في إحدى إجاباته على أسئلة الصحافيين على أن هذه المبادرة لا تنافس دور الأمم المتحدة، بل تتكامل معها، مؤكداً أن النتائج التي ستتمخض عنها اجتماعات الدوحة سيتم رفعها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مضيفاً «لقد طلب مني الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، رفع تقرير بخصوص النتائج التي ستتمخض عنها قمة إعادة التصميم الشمولي».

العدد 2825 - الإثنين 31 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً