وقفت جمعية العمل الوطني الديمقراطي، وجمعية التجمع القومي الديمقراطي، وجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي أمس (الجمعة) وقفة حداد على أرواح شهداء «انتفاضة 5 مارس/ آذار لعام 1965م»، لتحيي بذلك ذكرى 44 عاما، مجدت من خلالها دماء الشهداء خلال احتفال أقيم في مقر جميعة وعد بالمحرق.
وألقى الأمين العام لجمعية التجمع القومي الديمقراطي رسول الجشي كلمة نيابة عن الجمعيات الثلاث، أكد فيها ضرورة إعادة كتابة التاريخ الوطني، عبر تشكيل لجنة وطنية، قائلا «إنه على رغم مرور أكثر من ثمانية أعوام على توقيع الميثاق الوطني، فإنه لم تتم إعادة كتابة التاريخ الوطني(...) لابد من كتابة كل ما يتعلق بالانتفاضة، مع ضرورة أن يتم ذكر الانتفاضة في المناهج الدراسية، من أجل أن تكون مرجعا تربويا للأجيال المقبلة لتعزيز الهوية الوطنية في نفوسهم».
ولفت الجشي إلى أنه من الضروري تخليد ذكرى انتفاضة مارس، من أجل تربية الجيل المقبل على عدم الصمت على الخطأ أو الاستغلال الطبقي أو الاضطهاد.
وأضاف «لابد من تحقيق العدالة الانتقالية، إذ إن هناك تراجعا كبيرا في حرية الرأي وحرية التعبير في البحرين خلال الآونة الأخيرة، إلى جانب كثرة الأحداث والاعتقالات، ان ما يحدث في البحرين يعتبر غير مقبول وخصوصا أن البحرين انضمت إلى منظمة حقوق الإنسان، إضافة إلى انها قامت بتوقيع العديد من الاتفاقيات الدولية التي تحفظ حقوق الإنسان وكرامته».
كما أكد الجشي ضرورة تخصيص صندوق دعم إلى أسر الضحايا من المعتقلين والشهداء بسبب كثرة الاعتقالات من جهة وبسبب التضييق على الحريات من جهةٍ أخرى. وأوضح الجشي أنه بات من الضروري الاستفادة من الوحدة الوطنية للدفع بعملية الإصلاح إلى الأمام، مشيرا الى أن المجتمع البحريني بحاجة إلى هذا الدفع وخصوصا في ظل ما يشهده من أحداث في الشارع البحريني، فالمجتمع حاليا بحاجة إلى الاستقرار الوطني، وهذا الاستقرار من الممكن أن يحقق مطالب جميع الانتفاضات التي أطلقها الشعب البحريني منذ أعوام كثيرة. كما طالب الجشي بضرورة تخصيص يوم إلى الشهداء، مبينا أنه لابد من تخصيص يوم موحد لتكريم شهداء كل الانتفاضات وليس انتفاضة مارس فقط، ذلك من أجل إظهار الحق الذي سار عليه الشهداء طوال فترة انتفاضاتهم.
وأكد الجشي أن إنتفاضة مارس ما هي إلا انتفاضة انتفض لها الشعب البحريني بأكمله وبكل مذاهبه، ما أدى إلى استشهاد العديد ابتداء من المحرق والمنامة ومرورا بسترة ونويدرات ليسقط عدد من الشهداء المنتمين إلى تلك المناطق دفاعا عن حقوق الشعب البحريني، منوها إلى أن انتفاضة مارس وباقي الانتفاضات قد حققت الوحدة الوطنية بتكاتف جميع الشعب بمختلف طوائفه، بهدف تحقيق القوى الوطنية الواحدة.
ولفت الجشي إلى أن انتفاضة مارس جاءت نتيجة الإجراءات التعسفية التي اتخذتها إحدى الشركات عندما قامت بفصل ما يقارب 500 عامل، ليعلن بعدها الشارع البحريني انتفاضة نضالية تضامنا مع العمال الذين رفضوا كل أساليب القهر وتدني الأجور وظروف العمل القاسية، مشيرا إلى أنه في تلك اللحظة تطورت الأمور لتتحول إلى فرصة تاريخية لتأكيد حق الشعب في الحرية والحياة الكريمة والتخلص من الاحتلال ومرتكزاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
من جهته قال المعتقل في أحداث انتفاضة 65 إبراهيم كمال الدين الذي سجن ما يقارب خمس مرات، «إننا أصحاب انتفاضة 65، اننا من اتخذنا من طُعم الزيتون شكلا أخطنا به مسابيحا في ظلام السجون، بعيدا عن الأحباب، وقد أهدينا هذه المسابيح عائلتنا بتهريب هذه المسابيح التي حكت قصتنا وسط الظلام بعدما انتفضنا راسمين بيدنا أمل الانتصار، كل ما هو موجود اليوم في معرض المعتقلين السياسيين الذي يقام بجانب الاحتفال ما هو إلا أعمال قام به المعتقلون في السجون».
العدد 2388 - الجمعة 20 مارس 2009م الموافق 23 ربيع الاول 1430هـ