العدد 2388 - الجمعة 20 مارس 2009م الموافق 23 ربيع الاول 1430هـ

البحرين ترحب بالتوجه الأميركي تجاه الجارة إيران

رحب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بخطاب الرئيس الأميركي، وأكد بأن «هذا الخطاب يمثل توجها إيجابيا من الإدارة الأميركية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن يقابل بالمثل». وأضاف «أن هذا الخطاب يبعد المنطقة عن لغة التهديد والصراع ويقربها إلى منطق الأمن والسلام». وأعرب عن أمله في أن تتجاوب إيران مع هذا الطرح الجديد خصوصا وأنه «يعتبر بمثابة المبادرة السلمية من جانب الولايات المتحدة تجاه الجارة إيران».


رحب بخطاب أوباما للشعب الإيراني... والتقى عددا من المسئولين الأميركيين


وزير الخارجية: اتصالات بين واشنطن وطهران قريبا

الوسط - محرر الشئون المحلية

صرح وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أمس بأن مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشئون جنوب غرب آسيا والخليج دنيس روس كشف له خلال لقاء عقده معه في العاصمة الأميركية عن اتصالات ستجرى بين واشنطن وطهران. فيما رحب الوزير في بيان أصدره أمس بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وجهه للشعب الإيراني، مؤكدا أنه «يمثل توجها إيجابيا... يجب أن يقابل بالمثل».

وأضاف «أن هذا الخطاب يبعد المنطقة عن لغة التهديد والصراع ويقربها الى منطق الامن والسلام». وأعرب عن أمله في أن تتجاوب ايران مع هذا الطرح الاميركي الجديد وخاصة انه يعتبر بمثابة المبادرة السلمية من جانب الولايات المتحدة تجاه الجارة ايران. مشددا على ضرورة أن تعمل جميع دول المنطقة لاجل أمن واستقرار المنطقة وتشجع المبادرات السلمية الهادفة الى تعزيز الامن والاستقرار في منطقة الخليج.

من جانب آخر قال الوزير في حديث إلى قناة «الحرة» يبث غدا (الأحد)، إن «لقائي مع دنيس روس تركز على مهمته في المنطقة. لديه ملف مهم جدا وسمعنا منه اليوم كلاما مهما جدا أيضا عن أهمية الاتصال الأميركي - الإيراني ونحن نؤيد هذا الأمر. الاتصال لا يعني التطبيع، وهذا ينسحب على علاقاتنا مع باقي الدول، حتى في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، نرى أن الاتصال لإبلاغ الموقف أوالاتصال عن طريق الصحافة والإعلام لا يعتبر تطبيعا، بل هو لإبلاغ الموقف.

واضاف «أن قيام الولايات المتحدة بتعيين مستشار خاص لشئون غرب آسيا والخليج مهمته الاتصال بإيران وبقية دول المنطقة يهدف إلى أخذ العلاقات بأسلوب جديد وليس في اتجاه جديد أو هدف جديد. لم يحدد دنيس روس أي نوع من الاتصالات أو أي أسلوب، لكن ستكون هناك اتصالات حسبما فهمت، وهذه أداة لتحقيق ما عجزت عنه الإدارات السابقة، ونحن نؤيدهم في هذا الشيء. نحن على اتصال دائم مع إيران، إنها جارة قريبة وصديقة ونؤيد كل أساليب التواصل معها لأن هذا هو الطريق الوحيد لحل المشكلات».

وبشأن الخلاف مع إيران أكد الوزير أنه «انتهى بعد أن تلقينا تطمينات وموقفا واضحا من الحكومة الإيرانية بأن هذا الكلام غير مقبول ولا يعبر عن سياستهم الرسمية»، مستدركا «وإذا سمعنا هذا الكلام مجددا فهو لن يخدم العلاقات».

وفيما يتعلق بدعوة طهران للقمة العربية في الدوحة ذكر وزير الخارجية أن «مسألة دعوة إيران تخص قطر والضيف هو في حكم المضيف وهذا السؤال مسئولة عنه الدولة الداعية. عندنا أمور كثيرة يجب أن نتفرغ لها كدول عربية أرجو أن نركز عليها وعلى حلها كالمصالحات وحل بعض الخلافات وعندما ننتهي من أمورنا ننفتح على العالم كله».

وتابع «التحدي الإيراني الذي نحن نراه هو أن العلاقة ما بين إيران وجيرانها ليست بالمستوى المطلوب(...) العلاقة بين إيران وجيرانها مبنية على الشك والغموض وعدم التفاهم وعلى سياسات متنافرة ومواقف غير متقاربة وليست هناك استراتيجية واضحة ما بين إيران وجيرانها والجميع يتحمل المسئولية، هم يتحملون المسئولية ونحن كذلك، لأن هناك بونا شاسعا يفرقنا عن إيران، فإذا نجحنا في ردم هذه الهوة الكبيرة ما بين إيران وجيرانها سنكون قد تعاملنا مع التحدي الإيراني ومادام هناك فراغا وعدم تفاهم فكل شيء ممكن أن يحصل في ظل وجود هذا الفراغ».

أما عن فكرة تجمع شرق أوسطي يضم «إسرائيل» وإيران وتركيا والدول العربية فقال: «ما زلنا متمسكين بهذه الفكرة ومازلنا نعمل عليها ونتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، لأن هذه هي الطريق الوحيدة في المستقبل، لكن متى وبأي ثمن سنصل إليها. نحن جميعا أعضاء في الأمم المتحدة، نجلس إلى طاولة واحدة، ليس بالضرورة أن نحب بعضنا أو أن نعترف ببعضنا من أجل أن نجلس إلى طاولة واحدة ونقول ما يجول في خواطرنا. بالنسبة إلى المستقبل، يجب أن نتكلم عن طاولة واحدة وإن كنا أعداء ومختلفين. أجدد الدعوة اليوم وغدا لأن هذا هو الطريق الوحيد وهذه هي الرؤية الوحيدة للشرق الأوسط في المستقبل، غير ذلك سيبقى الشرق الأوسط مقسما إلى خطوط إثنية وقبلية ودينية ومذهبية وهذا غير مقبول في العالم الحديث».

وكان وزير الخارجية اجتمع أمس مع دنيس روس وبحث معه المهمة التي كلف بها في منطقة الخليج وجنوب غرب آسيا. واستعرض الجانبان الاهداف والسياسات المقترحة في المنطقة، وامكان اشراك دول المنطقة في الجهود الاميركية للحفاظ على الامن والاستقرار فيها. ومن جانب آخر أكد روس اهتمامه بالتشاور مع دول المنطقة واطلاعها على المقترحات التي تهم مصير الخليج. كما ناقشا الخطوات التي يمكن أن تساعد على تفعيل التواصل بين دول المنطقة والولايات المتحدة واهمية الشفافية فيما يتعلق بالمنطقة.

وأكد روس خلال الاجتماع أن بلاده لن تتخذ خطوات احادية الجانب بل ستعمل مع دول المنطقة على التشاور والحصول على النصائح على اعتبار أن الدول الصديقة بالمنطقة لديها تجارب قد تثري وتساعد مهمته لأجل ضمان الامن والاستقرار في المنطقة. مبينا أن مهمته تتمثل في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وغرب آسيا.

كما التقى وزير الخارجية مع قائد القوات المركزية الاميركية الجنرال ديفيد بتريوس وناقش الجانبان الدور الذي تلعبه المملكة لتعزيز الامن والاستقرار في منطقة الخليج وجهود المملكة في هذا الصدد. وأشاد الجنرال بتريوس بما تقوم به البحرين لتعزيز الجهود الدولية في منطقة الخليج وعدد من المناطق الاخرى في العالم، مؤكدا تقدير بلاده لتلك الجهود ومساندتها للمملكة في جميع ما تتطلبه المرحلة المقبلة. وشكر قائد القوات المركزية الاميركية مملكة البحرين للتسهيلات التي تقدمها لبلاده للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة. وفي سياق متصل اجتمع الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مع السيناتور جو ليبرمان وبحث الجانبان آخر تطورات الاوضاع في منطقة الخليج وضرورة تعزيز الامن والاستقرار فيه نظرا لحيويته للعالم أجمع. وشمل البحث الوضع في العراق إذ أكد الجانبان أهمية دعم الامن والاستقرار في العراق وابعاده عن التدخلات الاجنبية في شئونه الداخلية.

العدد 2388 - الجمعة 20 مارس 2009م الموافق 23 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً