أثار إحالة تقرير لجنة المحاسبة والتحقيق في إخفاق منتخبنا الأول لكرة القدم في التأهل إلى مونديال 2010 إلى اتحاد الكرة الأسبوع الماضي الكثير من الأسئلة وعلامات الاستغراب في كيفية إنهاء الموضوع وغلق الملف بهذه الطريقة وخصوصاً بعد 5 أشهر من عمل لجنة «التحقيق» والدراسة والتي كانت بصفة محايدة.
ولعل السؤال هو كيف تتم إعادة «ملف التحقيق» إلى اتحاد الكرة وما الجدوى وراء ذلك؟ فأعتقد أنه إذا كانت هناك أخطاء وسلبيات ارتكبت ومسئوليتها اتحاد الكرة فأين المحاسبة وعملية تصحيح الأخطاء هنا طالما سلمنا التقرير إلى اتحاد الكرة الذي ينظر إليه في هذا الملف بأنه إحدى الجهات التي تتحمل مسئولية الإخفاق، وهل سيقوم الاتحاد بمحاسبة نفسه وذلك في قاموس رياضتنا من سابع المستحيلات؟
ومن علامات الاستغراب أننا في البحرين نعلم قدرات وإمكانات اتحاد الكرة فهو يفتقد للكثير من المقومات التي لا تجعله في غالبية الأحيان حتى كيف يسير وينظم مسابقاته المحلية فكيف نرمي في ملعبه مسئوليات تطوير الكرة والنهوض بها والدخول في عالم الاحتراف وغيرها من «أحلام كروية»، وهي أمور يدركها المسئولين بالاتحاد الكروي نفسه قبل غيرهم فمن الظلم أن نحملهم فوق إمكاناتهم وقدراتهم وطموحاتهم بعدما ذهبنا بملف المنتخب إلى أبعد من ذلك ووصفنا أمر تشكيل لجنة التحقيق بأنها انبثقت من أعلى القيادات الرياضية في المملكة عبر توجيه سمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وتولى زمامها رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد، وبالتالي كان يفترض أن تكون نهايتها ونتائجها أفضل مما شاهدناه وعدم تكرار سيناريو ورشة الفيفا لتطوير الكرة البحرينية التي جلبنا لها الخبراء من الفيفا والبحرين عقب إخفاق المنتخب في بلوغ مونديال 2006 وتم إعداد التقارير وحفظت في الأدراج حتى إشعار آخر!
وكان من المفترض أن يعقد مؤتمر صحافي عقب انتهاء عمل اللجنة لإطلاع الأعلام والرأي العام على نتائج التقرير، لكن ذلك لم يحدث تماماً حتى أخذ الموضوع تأويلات كثيرة في الشارع الرياضي واتفق أغلبه على أن تشكيل اللجنة هدف إلى امتصاص ردة الفعل التي سادت الشارع الرياضي عقب الإخفاق مع تقديرنا إلى جميع الكفاءات الإدارية والفنية التي اجتهدت في اجتماعاتها وأفكارها.
لنكن واقعيين أيها الاخوة أن نقاط وعوامل ونواقص تطوير الكرة البحرينية معروفة للجميع ولا تحتاج إلى تقارير لجان وورش عمل وغيرها فكل ما طرحه خبراء الفيفا الذين زاروا البحرين العام 2005 وبعد إطلاعهم على الواقع المحلي اقترحوا المقترحات نفسها التي يطالب بها المشجع العادي في المدرجات أو المقهى، وحتى بالنسبة إلى نتائج إخفاقات المنتخب هناك أخطاء متكررة إدارية وفنية واعتدنا على تكرارها لأنها لم تجد من يوقفها طيلة السنوات الماضية وهي أيضاً ستستمر طالما بقي وضعنا ونظامنا الرياضي كما هو.
قالوا في الأمثال والمواقف «إذا أردت أن تقتل موضوعاً شكل له لجنة» لكنني أتمنى و»أحلم» بأننا نكسر تلك المقولة وأن نجد نوراً مضيئاً ولو صغيراً في النفق المظلم الطويل لواقعنا الكروي!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2823 - السبت 29 مايو 2010م الموافق 15 جمادى الآخرة 1431هـ