العدد 2822 - الجمعة 28 مايو 2010م الموافق 14 جمادى الآخرة 1431هـ

عصر الغذاء الرخيص انتهى

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هناك حديث حالياً عن المشروعات التي تتسابق لإقامتها دول الخليج لتأمين الإمدادات الغذائية الاستراتيجية عن طريق شراء مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في إفريقيا وآسيا، إلا أن التقارير تؤكد أن هذا لن يكون كافياً لتجنب ارتفاع واردات المواد الغذائية على مدى العقد المقبل، مشيرين إلى أن «عصر الغذاء الرخيص انتهى»، كما جاء في تقرير لأحد البنوك السعودية (الأهلي كابيتال). التقرير حثّ دول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي من خلال الزراعة المستدامة لتفادي حدوث أزمة في نهاية المطاف بسبب ارتفاع كبير في الطلب العالمي على المواد الغذائية الذي من شأنه دفع الأسعار إلى أعلى من أي وقت مضى.

وقد أشار تقرير أصدرته وحدة أبحاث «إيكونوميست» في فترة سابقة إلى حاجات دول مجلس التعاون الخليجي حتى 2020، وقال إنه من المرجح أن يصل عدد سكان دول التعاون بحلول العام 2020 إلى 53.5 مليون نسمة، أي بمعدل زيادة 30 في المئة عن مستوى العام 2000، وخلال الفترة ذاتها، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الحقيقي للمنطقة بمعدل 56 في المئة... ورغم التوقعات الاقتصادية الإيجابية، فإن التقرير يُحذر من وقوع مخاطر من عدم التعامل بشكل صحيح مع النمو الذي قد يحمل آثاراً جانبية سلبية مثل نقص الكهرباء وارتفاع الأسعار وخاصة بالنسبة إلى الغذاء.

وقد نشر تقرير في صحيفة «الاقتصادية» السعودية بتاريخ 8 مايو/ أيار 2010 قال إن الحكومات الخليجية واجهت شح المياه بتنفيذ أكبر مشاريع تحلية للمياه في العالم، واستطاعت أن تعالج مشكلة النقص في المياه بالتحلية، لكن تحلية المياه - كما يقول الخبير العالمي فاروق الباز - لا تصلح للزراعة، بمعنى أن تحلية مياه البحر روت ظمأ الناس لكنها لم ترو ظمأ الأرض، وبذلك فشلت خطط الأمن الغذائي في دول الخليج التي كانت ترمي إلى توفير سلة الغذاء للمجتمع الخليجي في أي وقت وبأقل الأسعار الممكنة.

وتوقعت دراسة نشرتها «الوطن الكويتية» في 22 مايو 2010 سياسة دعم أسعار اللحوم (مع استمرار ارتفاع الأسعار العالمية من اللحوم) يجعل الأسعار رخيصة، وهذا أمر في ظاهره الرحمة بالنسبة إلى المواطنين والمقيمين ولكن في باطنه العذاب؛ إذ إن التوقعات المستقبلية تشير إلى حدوث أزمة حادة في الخليج بالنسبة إلى توفير اللحوم الحمراء، مع استمرار عجز الدولة عن تأمين حاجة الشعب من الغذاء؛ ما سيؤدي في النهاية إلى غرق الجميع... وطالبت الدراسة بوضع الأمن الغذائي في أولويات مشروعات الحكومات الخليجية بحيث تتبنى سياسة قادرة على تلبية احتياجات المجتمع بشكل متوازن.

ولو لاحظنا أن أسعار السمك ازدادت حتى بالنسبة إلى بلد مثل البحرين، وأصبح الصيادون لا يستطيعون الحصول إلا على كميات قليلة في حين كانوا يصيدون أكثر من عشر مرات هذا الوزن في السابق؛ ما يضطرهم إلى الذهاب بعيداً للصيد، وقد رأينا كيف تم القبض على أكثر من مئة صياد في المياه القطرية بعد توتر الأجواء خلال الأسابيع الماضية، وهذه التداعيات كلها تشير إلى حاجتنا إلى التوقف عن نهج الاستثمارات الحالية وإعادة توجيهها لما يحقق الأمن الغذائي والمعيشة المناسبة على المديين المتوسط والبعيد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2822 - الجمعة 28 مايو 2010م الموافق 14 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:25 م

      سنوات الجريش

      مو مشكلة خله نرجع لسنوات الجريش

    • زائر 8 | 6:22 ص

      دائما اقوول واقوول

      دائما اقوول باني معجب بك يا دكتور . وانا فعلا معجب بك وبمقالك هذا الجميل واتمنى منك ان تواصل ونحن معك يا دكتور والله يحفظك يارب

    • زائر 7 | 5:49 ص

      سنوات الضياع ............... تتمه _ ام محمود

      الأسماك مستقبلاً من الخارج ... ارتفاع أسعار الغذاء الجنوني - جفاف الأراضي بسبب نقص المياه الصالحة للري - ارتفاع عدد سكان الخليج بنسبة 30% بعد عشر سنوات من الآن_ الأعداد المتزايدة للوافدين والتي تصل للمليون فرد أو أكثر _ الحروب التي يمكن ان تقع كل ذلك سيؤدي الى غرق الجميع وحدوث ازمات حادة ما لم تتخذ الحكومات الخليجية القرارات الصائبة والمناسبة . من قراءاتي أقول ان المجاعة في الخليج ونضوب النفط من الامور الحتمية.

    • زائر 6 | 5:37 ص

      سنوات الضياع أقصد سنوات الحفر والردم والدفان أدت الى تدمير الثروة البحرية والسمكية بالكامل عندنا _ ام محمود

      لماذا لم يستمع أحد للبحارة والصيادين البحرينيين عندما قرعوا جرس الانذار أكثر من مرة وقالوا بأعلى أصواتهم ان الثروة السمكية في خطر كبير جداً بسبب ردم السواحل الذي لم يتوقف ولم يهديء منذ سنوات عديدة مما أدى الى مخاطر تواجه الصياد نفسه عندما يضطر للجوء للبحث عن أسماك في سواحل الدول المجاورة مثل قطر والسعودية والحوادث الأخيرة والاصابات التي تعرضوا لها والسجن والغرامات المالية التي دفعوها تدل على صدق تنبؤاتهم ولكن للأسف لم يلتفت أحد لمعاناتهم وهاهم يدفعون الثمن لوحدهم وقالوا أيضا اننا سوف نستورد

    • زائر 5 | 4:15 ص

      ذكريات الأجداد

      في السابق كان الأباء والأجداد يتحدثون عن الستين سنة ماضية بحدوث مجاعة أو فقر مقدع في البحرين وتردي الأوضاع الصحية أو إنعداهما . نرجو أن لا تعود تلك الأيام ، ولكن على أصحاب القرار والمختصيين من إقتصاديين وغيرهم أن يضعوا الحلول البديلة والكفيلة بالوقاية من هذه الأزمات

    • زائر 4 | 2:35 ص

      الى متى

      الآن لا مكان لأي إستراتيجية أو خطة وربما الأمن الغذائي هو أول ما سيتم التفريط به من جراء فوضى التجنيس العشوائي فلا شيء يستقيم في ظل الفوضى وهذه الأعداد الهائلة التي ضاقت بها الأرض ولم يعد هناك ما يستوعبها لا في المستشفيات ولا المدارس او الشوارع أو بيوت الإسكان ولا المواد الغذائية ويوماً بعد يوم يتكشف حجم المشكلة والناس في غفلة

    • زائر 3 | 1:17 ص

      حتى يكون الجزاء من جنس العمل

      بسم الله الرحمن الرحيم
      (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ))
      كل المفاسد الحاصلة من فعل الانسان حتى يصل في الاخير لمستوى البطر والتجبر والسقوط المعنوي فيأتي العذاب من جنس عمله وهذا الي بيصير لبلدي البحرين أبي لازال يكرر علينا كلمات الصلحاء السابقين (( اوال وماتلاقي من الاهوال ))

    • زائر 2 | 12:39 ص

      بحريني

      الأمن بمفهومه الشامل هو منظومه متكامله ، ومن أهم عناصر هذه المنظومه هو الأمن الغذائي والذي يعد عصب الحياة فلو أعطت حكومات المنطقه أهميةً
      للأمن الغذائي كما هو الحال بالنسبه للأمن العسكري والذي يأتي في مراتب متأخره بالنسبة لسلم الأولويات لكان ذلك أجدى وانفع ، التسلح بالسلاح شيء مهم ولكن التسلح بالغذاء هو الأهم
      والله من وراء القصد

    • زائر 1 | 10:28 م

      تسلم يا دكتور

      هناك طرق حديثة لاستزراع السمك وتكاثره وحري بدولتنا التي خربت هذه الثروة وقضت علييها ان تقوم
      بمحاولة إعادة ما خربت وذلك من خلال هذه الدراسات وتطبقيها على الواقع مثل ايجاد مجافر صناعية وتوسعة المزارع الحالية وتطويرها
      المهم الموضوع يحتاج إلى اهتمام بالغ قبل ان يستفحل الأمر اكثر

اقرأ ايضاً