حقق النصر نصراً غالياً على منافس شرس هو البسيتين تأهل بموجبه إلى المباراة النهائية لكأس ولي العهد من أجل ملاقاة المحرق في سيناريو يتكرر للمرة الثالثة في نهائيات هذا الموسم، وجاءت المباراة مثيرة وقوية منذ بدايتها حتى نهايتها، وشهدت تقلبات عدة إلا أن النصراوية كانت لهم اليد العليا في تحقيق هذا الفوز بعدما أظهروا شخصية قوية أثناء المباراة على رغم الظروف التي رافقتها بالنسبة لهم وأهمها إصابة حسن ضاحي في الشوط الرابع، وجاءت نتيجة المباراة بواقع (3/1).

ويدين النصر بالفضل بهذا الفوز إلى الأداء الجماعي الذي اعتمد عليه وخصوصاً بروز الثلاثي حسن ضاحي ويونس عبدالكريم وصبيح إبراهيم فضلاً عن بروز محمود علي في الوقت الحاسم من الشوط الرابع.

أما البسيتين فكانت الجماعية مفقودة والتركيز منصب فقط على الثنائي جيف باتك وعلي محمد والأخير خرج من أجواء اللقاء في الشوط الرابع بالذات، ولم يظهر حسين الحايكي في مستواه المعهود خصوصاً في التنويع ودقة صناعته للألعاب فضلاً عن غياب حمد عيد عن أجواء اللقاء بأكمله.

وشهد اللقاء حضور جماهير قارب عن ملأ الصالة، وعلى رغم الحضور إلا أن جماهير النصر لم تشجع بأدوات التشجيع وذلك لوجود مناسبة دينية يوم أمس.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء بواقع: (25/19، 26/28، 25/22، 25/22).

الشوط الأول

شهدت انطلاقة الشوط الأول بداية نصراوية قوية بفضل الإرسال المموج الموجه على مركزي (5 و6) وكذلك نجاح الدفاع الخلفي أمام ضربات البسيتين الهجومية بالإضافة إلى نجاح الثنائي صبيح إبراهيم ويونس عبدالكريم في الأداء الهجومي (7/2).

واصل النصر بسط سيطرته على مجريات الشوط والسبب هو نفسه دفاع متماسك وأخطاء هجومية متتالية ارتكبها حمد عيد الذي أخرجه عبدالله سعد وكذلك علي محمد ومحمد حبيب (14/8)، وعلى رغم أن علي محمد وجيف قدما عدة نقاط لفريقهما من أجل العودة لأجواء الشوط إلا أنهم لم يفلحوا، إذ برز حسين طاهر في الدفاع الخلفي ومن ثم حسن ضاحي بالهجوم من أطراف الشبكة وكذلك صبيح إبراهيم، وكان البسيتين يعاني من عقم في الشق الهجومي كثيراً حتى من أبرز لاعبيه ولم ينفع دخول نايف أيضاً فيما كان النصر يلعب من دون ارتكاب أي خطأ تقريباً (22/15).

حافظ النصر على أفضليته لينتهي الشوط سريعاً بنتيجة (25/19) لمصلحة النصر.

الشوط الثاني

في الشوط الثاني، بدأ البسيتين بشكل مغاير هذا الشوط بهدف العودة سريعاً لأجواء اللقاء، إذ تميز في توجيه الإرسال الطويل الذي عانى في استقباله لاعبو النصر فضلاً عن تماسك حوائط الصد أمام مفاتيح القوة لدى منافسه إذ تميز في أداء هذه الأدوار جيف باتك وأحمد حمد (8/4).

وعلى رغم أن النصر قدم عدة محاولات من أجل العودة بالنتيجة إلا أن علي محمد قدم نفسه بقوة بتحقيقه نقاطا متتالية في الشق الهجومي فضلاً عن نجاحه في حائط الصد أمام يونس عبدالكريم (13/9 ثم 15/11).

هذه الأفضلية لم تدم طويلاً لأن حسن ضاحي ظهر في الوقت المناسب بتشكيل حوائط الصد فضلاً عن تميز صبيح إبراهيم هجومياً أيضاً (15/14)، إلا أن الثنائي علي محمد وجيف باتك تمكنا من إعادة فريقهما للتفوق بسبب تتويجهما جهد جابر عبدالله في الدفاع الخلفي إلى نقاط بشكل متتال (19/15 ثم 23/19).

إلا أن النصر تمكن من العودة بشكل تدريجي بسبب إرسال يونس عبدالكريم الموجه على حمد عيد في مركز (5) والأخير لم يعرف كيف يؤمن الكرة الأولى ليتألق دفاع النصراوية ومن ثم صبيح إبراهيم في التخليص الهجومي من مركز (4) (23/23).

دخل الشوط في سلسلة من التعادلات وذلك بسبب النجاح الهجومي من الفريقين، النصر ركز على حسن ضاحي والبسيتين على علي محمد وجيف باتك حتى تمكن دفاع البسيتين من إخراج كرة هجومي نفذها حسن ضاحي ترجمها لنقطة الشوط حمد عيد وهي الأولى له في المباراة، وانتهى الشوط بنتيجة (28/26).

الشوط الثالث

في الشوط الثالث، على رغم أن البسيتين بدأ بشكل جيد مستفيدا من استفاقة محمد حبيب في الصد ونجاح جيف باتك وعلي محمد في الهجوم إلا أن النصر تدريجياً تمكن العودة بعدما قلص أخطائه وانتقالها لمنافسه خصوصاً في الكرة الأولى، إذ كان لإرسال حسين خليفة دور كبير في العودة فضلاً عن نجاح يونس عبدالكريم وحسن ضاحي في الشق الهجومي (8/8 ثم 10/8) للنصر، وعانى البسيتين في هذه الفترة من عقم هجومي كبير حتى من جيف باتك.

حافظ النصر على هذه الأفضلية النسبية وذلك مع دخول الشوط في نصفه الثاني، إذ تركز أداء الفريقين على أطراف الملعب وكان استغلال مركز (3) نادراً جداً، فالنصر كان يعتمد على حسن ضاحي وصبيح إبراهيم بدرجة كبيرة وبشكل أقل يونس عبدالكريم أما البسيتين فكان الخيار دائماً جيف باتك (14/12 ثم 18/16)، وشهدت هذه الفترة محاولات جادة من قبل الفريقين بتغيير مجرى اللقاء وذلك بسبب تألقهم الدفاعي.

لكن البسيتين تمكن من التعديل في وقت حاسم بسبب بروز حسين الحايكي في الصد أمام صبيح (20/20)، إلا أن إرسال حسين خليفة ومن بعده خطأ هجومي من علي محمد أعطى فارق نقطتين في وقت حاسم جداً ليتألق بعدها الدفاع النصراوي ومن ثم حسن ضاحي من مركز (4) لينتهي الشوط نصراوياً بنتيجة (25/22).

الشوط الرابع

في الشوط الرابع، بدأ النصر بشكل قوي بغية تحقيق الشوط وحسم اللقاء، إذ كان لنجاح ضربات حسن ضاحي ويونس عبدالكريم دور كبير في ما تحقق فضلاً عن نجاح محمود علي في تحقيق النقاط من الإرسال المباشر الموجه على مركز (5) (7/3 ثم 10/6)، وتركز أداء الفريقين كالعادة على أطراف الملعب مع استمرار النسيان لمركز (3).

إلا أن البسيتين سرعان ما عاد لأجواء اللقاء بسبب تألق جيف باتك هجومياً وكذلك غياب الكرة الأولى لدى النصراوية وبالتالي تألقت حوائط الصد والدفاع الخلفي لديه لتتعادل النتيجة سريعاً (11/11).

دخل الشوط في سلسلة طويلة من التعادلات والسبب الرئيسي يعود للنجاح هجومياً من قبل الفريقين، النصر واصل اعتماده على أطراف الملعب فيما أجرى البسيتين نوع من التغيير باستغلال نسبي لمركز (3) مع مواصلة الاعتماد على جيف باتك الذي واجه صعوبة في تخليص الكرات وذلك مع استبسال كبير قدمه محمد حسن في الخط الخلفي دفاعياً رفقة حسين طاهر (14/14 ثم 20/20)، فضلاً عن ارتباك بعض الأخطاء من قبل الفريقين، وشهد النصف الثاني من الشوط إصابة حسن ضاحي وخرج على إثرها من الملعب.

ومع دخول الشوط في نقاطه الأخيرة تمكن النصر من مواصلة عرضه القوي خصوصاً في المجازفة في صناعة الألعاب التي عول عليها حسين متروك في استغلال محمد حسن من مركزي (4 و2) والأخير كان في الموعد، ولكن يعتبر محمود علي بطل النقاط الأخيرة وذلك بتألقه في الصد أمام حيف مرتين، وتمكن يونس عبدالكريم من تتويج تألق فريقه دفاعياً لينتهي الشوط للنصراوية بنتيجة (25/22).

أدار اللقاء طاقم دولي مكون من عباس عبدالرضا وراشد جابر، وشهد اللقاء بعض الاحتجاجات إلا أن الطاقم كان في الموعد وقدم مباراة جيدة تحكيمياً باستثناء تغاضيه عن إخراج البطاقة الصفراء وقت الاحتجاجات الشديدة التي قدمها الفريقان.