حرم المحرق للمرة الثالثة هذا الموسم منافسه داركليب من التأهل لنهائي كأس ولي العهد للكرة الطائرة، وذلك بعدما تغلب عليه بصعوبة بالغة بعد مباراة امتدت إلى (5) أشواط، إذ انتهت المباراة بنتيجة (3/2)، وجاءت المباراة قوية ولكن التفاوت في المستوى كان واضحاً بين الفريقين، إذ كل فريق كان أفضل في الأشواط التي حققها، وبإمكاننا القول إن التقلبات التي حدثت في اللقاء زادت من روعة ومتعة المباراة التي حضرها جمهور جيد العدد ازداد في الأشواط الثلاثة الأخيرة.

ويدين المحرق بفوزه الصعب هذا إلى فاضل عباس الذي كان الرقم الصعب في فريقه فضلاً عن عبدالله النجدي وإكسافيير والأخير ظهر في الأوقات الهامة وساعد فريقه بتحقيق الفوز. فيما الأول كان هو من حمل اللقاء على عاتقه على رغم عودة داركليب في مجريات اللقاء، ويمكن القول أن الخبرة هي من حسم اللقاء في شوطه الفاصل، إذ كان داركليب يخوض الشوط بلاعبين للتو صاعدين للفريق الأول.

وأما داركليب الذي لم يظهر جيداً في الشوطين الأولين فتمكن من العودة سريعاً في مجريات اللقاء وحقق شوطين ليجر الحسم للشوط الفاصل، فقد كان لاعبوه متذبذبي المستوى وخصوصاً صانع الألعاب محمود حسن الذي لم يكن موفقاً في خياراته دائما، وكذلك البرازيلي إيغور الذي غاب أول شوطين وظهر بشكل رائع فيما تبقى من اللقاء وكان عنصراً رئيسياً في عودة الفريق البنفسجي رفقة اللاعبين البدلاء علي حمزة وأمين محمد، ولا يمكن إغفال دور ميرزا عبدالله، أما محمد حبيب فكان مستواه متذبذبا بشكل واضح.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء بواقع: (25/19، 25/21، 21/25، 21/25، 15/12).

شوط أول محرقاوي

شهدت انطلاقة الشوط الأول بداية قوية لداركليب الذي استفاد من إرسال إيغور وكذلك تألق محمد جعفر في تشكيل حوائط الصد رفقة ميرزا عبدالله أمام إكسافيير وأحمد عبدالقادر (6/1)، إلا أن المحرق سرعان ما دخل أجواء اللقاء بفضل قوة ضربات إكسافيير الهجومية وكذلك إرساله وعانى داركليب من عقم هجومي كبير وخصوصاً علي محمد ومحمد حبيب (8/8).

ومع تألق حوائط صد المحرق ومن قبل ذلك الإرسال الموجه على علي محمد تمكن أخذ الأفضلية سريعاً، إذ برز عبدالله النجدي في أكثر من حاله فضلاً عن تميز فاضل عباس في تأدية الأدوار الدفاعية ومن ثم الهجومية من وسط الشبكة، وواجه داركليب صعوبة كبيرة في التخليص الهجومي في ضل بروز الجانب الدفاعي لدى منافسه (12/10 ثم 17/13).

واصل المحرق صحوته القوية مع دخول الشوط في نقاطه الأخيرة، إذ قاد فاضل عباس فريقه لتحقيق نقاط عدة من خلال الهجوم وكذلك عبدالله النجدي الذي قدم فعالية هجومية كبيرة مستغلاً تفكك حوائط الصد البنفسجية (22/17)، وعلى رغم محاولات ميرزا عبدالله الذي يعتبر الأبرز في صفوف فريقه بتحقيق النقاط من أجل إعادة فريقه إلا أن فاضل عباس بنفسه حسم الشوط بنتيجة (25/19).

استمرار تفوق المحرق

في الشوط الثاني، كرر داركليب ما فعله في الشوط السابق، إذ تمكن من تحقيق فارق سريع بفضل تميز دفاعه ومن ثم تألق البرازيلي إيغور في التخليص الهجومي من مركز (4) فضلاً عن بروز محمد جعفر في الهجوم وتشكيل حوائط الصد (6/1)، وكان للإرسال الموجه على مركز (1) دور كبير أيضاً.

وعلى رغم أن داركليب تمكن من الحفاظ على تفوقه مع دخول الشوط في نصفه الثاني بسبب نجاح محمد حبيب في الصد أمام فاضل عباس إلا أن الأخير برز كثيراً بالهجوم من مركز (6) وساعد فريقه بتحقيق نقاط متتالية رفقة إكسافيير الذي بدا يقدم الفعالية لفريقه في الهجوم والصد (12/8 ثم 12/12).

واصل المحرق صحوته القوية كما فعل في الشوط الأول، إذ عول على الإرسال القصير الذي نفذه أحمد يوسف، وتميز الأداء الدفاعي كثيراً لديه وسط أخطاء متتالية في الشق الهجومي من لاعبي داركليب سواءً من البرازيلي إيغور أو محمد حبيب أو حتى ميرزا عبدالله (18/15) للمحرق.

وعلى رغم أن داركليب حاول تقليص الفارق من خلال نجاح محمد حبيب في الصد إلا أن المحرق استعاد الفارق سريعاً مستغلاً تماسكه الكبير في الأداء الدفاعي ومن ثم الهجوم من أطراف الملعب لينتهي الشوط بنتيجة (25/21) بعد خطأ في الإرسال من محمد حبيب.

عودة أولى لداركليب

في الشوط الثالث، الوضع نفسه تكرر بداية إيجابية لداركليب بفضل تماسك حوائط صده بالذات (5/2)، إلا أن قوة إرسال إكسافيير أعادت المحرق سريعاً لأجواء الشوط (7/5) للمحرق وسط أخطاء كثيرة في الكرة الأولى والهجوم البنفسجي.

تمكن المحرق من الحفاظ على هذا الفارق مع دخول الشوط في نصفه الثاني، إذ عول المحرق على فاضل عباس في الهجوم السريع فيما كان داركليب يعتمد على ميرزا من الأطراف وكذلك وسط الشبكة بالإضافة إلى البرازيلي إيغور الذي كان متذبذب المستوى (14/11) للمحرق.

غير أن المحرق لم يتمكن من الحفاظ على أفضليته أكثر وذلك بسبب بروز إيغور الذي قدم نقاطا متتالية لمصلحة فريقه فضلاً عن أخطائه الهجومية من مختلف المراكز (17/17)، ومع دخول الشوط في سلسلة من التعادلات بسبب النجاح الهجومي للفريقين إذ واصل المحرق اعتماده على فاضل عباس وداركليب على إيغور وميرزا عبدالله إلا أن داركليب تمكن من التفوق أخيراً بسبب فعالية محمد حبيب في حائط الصد في مرتين متتاليتين فضلاً عن خطأ هجومي جديد من أحمد عبدالقادر (24/21)، وتمكن أمين محمد من حسم الشوط لمصلحة فريقه بعد كرة هجومية من مركز (4) (25/22)، وكان مدرب داركليب قد أجرى تغييرين مهمين بإشراك أمين محمد وعلي حمزة.

داركليب يعدل النتيجة

الشوط الرابع بدأ بأداء متكافئ بين الفريقين وذلك بسبب النجاح هجومياً تارة وارتكاب الأخطاء في أخرى (6/6)، إذ تركز أدار داركليب على الأطراف حيث يوجد إيغور وأمين محمد، فيما كان المحرق يعتمد على فاضل عباس بالدرجة الأولى وبدرجة أقل إكسافيير وعبدالله النجدي.

غير أن داركليب أخذ الأفضلية سريعاً بفضل قوة إرسال علي حمزة الذي حقق من خلاله عدة نقاط فضلاً عن تميز محمد حبيب في أدار حوائط الصد أمام فاضل عباس وكذلك أيمن هرونة (11/6)، وكان الإرسال موجه دائماً على إكسافيير في مركز (6).

واصل داركليب أداءه القوي في هذا الشوط مع تألق كبير للبرازيلي إيغور في الهجوم والإرسال أيضاً فضلاً عن نجاح علي حمزة وأمين محمد في الهجوم من أطراف الملعب (18/11)، فيما واصل المحرق ارتكابه الأخطاء خصوصاً في تأمين الكرة الأولى إذ عانى راشد الحايكي وإكسافيير في استقبال إرسالات ميرزا عبدالله.

وعلى رغم أن داركليب تمكن من الحفاظ على أفضليته إلا أن المحرق تمكن بشكل تدريجي من تقليص الفارق بفضل استبساله في الدفاع وكذلك نجاح فاضل عباس وإكسافيير في الهجوم وخصوصاً من الخطوط الخلفية وواجه داركليب نوع من الصعب في التخليص الهجومي (19/16 ثم 23/21)، إلا أن ميرزا عبدالله ومن قبله أمين محمد تمكنوا من حسم الشوط بنتيجة (25/21) بعد إرسال هجومي قوي من الأول.

المحرق لنهائي الكأس

في الشوط الخامس، بدأ المحرق بقوة بغية عدم إعطاء منافسه فرصة للدخول لأجواء الشوط، إذ تميز إرسال إكسافيير في خلخلة الكرة الأولى لداركليب الذي وقع في أخطاء كثيرة في الهجوم ولمس الشبكة فضلاً عن غياب الفعالية الهجومية من ابرز اللاعبين (7/3 ثم 11/4)، وظهر الارتباك واضحاً على غالبية اللاعبين في صفوف داركليب وخصوصاً صانع الألعاب واللاعبين البدلاء الذين أشركهم في الشوطين السابقين.

وعلى رغم أن داركليب قدم مقاومة كبيرة من أجل تقليص الفارق بسبب قوة الإرسال وتماسك حوائط الصد إلا أن إكسافيير حسم الشوط لمصلحة فريقه بنتيجة (15/12)، ليتأهل المحرق للمباراة النهائية.

طاقم المباراة

أدار اللقاء طاقم دولي مكون من جعفر إبراهيم وأحمد القيم، وقدم الطاقم مستوى تحكيميا جيدا، وعلى رغم وجود بعض الاحتجاجات من الفريقين إلا أن هناك قرارات كانت صحيحة من قبل الطاقم والعكس أيضاً في عدد قليل من القرارات، وربما ما يحسب على الطاقم التحكيمي هو عدم احتسابه لكرات الاعداد الخاطئة فضلاً عن وجود كرة ملموسة واضحة على داركليب كانت قد تحسم اللقاء في الشوط الخامس إلا أن مراقب الخط لم يتحسب الكرة ملموسة وكذلك الحكم الأول وهذا ما أثار حفيظة المحرقاويين الذين احتجوا بشدة، فيما طالب داركليب بإخراج البطاقة الصفراء على المحرق جراء هذا الاحتجاج.