يقول عبدالرحمن وقد التف حوله جنود أميركيون «هناك عدد كبير من رجال طالبان في المنطقة لكنني لا أستطيع مساعدتكم لأنكم لا تأتون سوى مرة أو مرتين ونحن لا نشعر بالأمان».
ومع حلول الليل في هندو كلاشه في ولاية قندهار المعقل الرئيسي لحركة «طالبان» في الجنوب، يلخص عبدالرحمن لجنود يصغون إليه باهتمام مخاوف القرية. وقال لرجال الكتيبة الحادية والسبعين لفرسان الجيش الأميركي إن «طالبان يصلون في المسجد معنا وفي الليل يقومون بدوريات. وهم يعلنون في القرية أن لا أحد يستطيع مغادرة منزله بعد التاسعة مساء».
وجاء الجنود إلى هذه القرية القريبة من طريق يمر عبره المتمردون الذين يدخلون مدينة قندهار مهد «طالبان». وقرر اللفتنانت أن الجنود يجب أن يعودوا ليلاً في اللحظة المناسبة حسبما يعتقدون، لأسر المتمردين.
وفي هذه المنطقة الريفية من الولاية، حاول 450 جندياً من القوات الكندية العام الماضي المحافظة على الآمن. لكن عددهم لم يكن كافياً للقيام بدورية في شمال المنطقة. ومؤخراً حلت وحدات أميركية محلهم. وقال اللفتنانت ناثان ديريك الضابط الذي يبلغ من العمر 24 عاماً أن عددهم أكبر بضعفين هذه المرة.
ومع حلول الليل، يصلون على متن آليات مدرعة ويقفزون فوق جدران مبنية من الطين المجفف ويعبرون البساتين ليصلوا إلى القرية الواقعة على سفح جبل بينما يعود المزارعون إلى بيوتهم تتبعهم الحمير التي تحمل محصولهم من القمح.
وقال الجنود إن القرويين يعتقدون أن الأميركيين غادروا المكان قبل عام بينما مازال مقاتلو «طالبان» يهيمنون. لذلك اختار السكان الحذر والامتناع عن الإفراط في الحديث.
ورأى عبدالله رشيد القروي البالغ من العمر 50 عاماً «أشعر بأمان. أعمل ولا أحد يستطيع أن يلمسني». وأضاف «لا أعرف متى يأتي المتمردون لأنني أنام».
وطلب سرجنت في الثامنة والعشرين من العمر، من الشرطة الأفغانية القيام بتفتيش المزارع.
ويفتح كل باب رجل ملتحٍ يحمل قنديلاً ويسمح لرجال الشرطة بالدخول وبتفتيش المنزل.
وقال السرجنت «تعرفون أنهم عصابة أشرار. «طالبان» ليسوا سوى عصابة من الجبناء. نحن في منطقتهم وهم لا يحضرون. أعتقد أنهم لا يحبون رشاشاتنا».
وفجأة تضيء شرارة السماء فيعتقد الجنود أنها إشارة أطلقها المتمردون. لكنهم لا يملكون وسائل للتحقق من ذلك ويكتفون بالقيام بدوريات.
وسخر اللفتنانت ديريك من الصورة التي ترسمها الاستخبارات للعدو. وقال «إنه رجل طوله مترين لحيته سوداء تصل حتى سرته وأعتقد أنه يرتدي لباساً أزرق». ولا تنطبق هذه الصورة على أي رجل في القرية. وينتهي الأمر بالجنود بالصعود إلى آلياتهم والعودة إلى ثكناتهم. وقال السرجنت ستيفن كاماكيانا متوجهاً إلى الجنود المتعبين المتحلقين حول طاولة تحت خيمة إنه «أمر مخيب للآمال والسكان لم يكونوا متعاونين كثيراً». وأضاف أنه في المرة القادمة سيطرقون أبواب القرية المجاورة.
العدد 2821 - الخميس 27 مايو 2010م الموافق 13 جمادى الآخرة 1431هـ