الحديث عن الهوية على نحو متزايد يعكس المسائل الحرجة، لاسيما وأن بلداننا أصبحت وكأنها مجموعات من الأمم الفرعية المتنافرة على خلاف مستمر مع بعضهم البعض، هذا في الوقت الذي من المفترض أننا أمة موحدة في اللغة والدين والتاريخ والجغرافيا. ولعل النقص الملحوظ في الحوارات العقلانية قد أدى إلى انحراف البعض نحو منعطفات عنصرية أو طائفية أو قبلية، ولو سألت عدداً من الأشخاص عما يودّ رؤيته في بلدنا بالنسبة للمستقبل، فإن الإجابة ربما تكون متشابهة من الناحية المادية، مثل الحصول على مسكن وعمل ومستوى معيشة مناسب ومكان آمن لتربية الأطفال، وهلم جرا... ولكن الاختلاف سيكون عند الحديث عن الوجهة الحضارية المستقبلية وعن الهوية التي نودّ أن نُعرف بها، وهذا الاختلاف سببه انعدام الرؤية الجامعة للفئات الوطنية، ذلك إن علينا أن نعرف من نحن، وما هو تاريخنا المشترك، وماذا يجمعنا حالياً، وما هي الرمزيات والشعارات والأناشيد والأهازيج والأغاني التي تعبّر عن هويتنا المستنيرة، وإلى أين نحن ذاهبون.
الباحث بشير نافع قال إن الظاهرة «القومية» بدأت في أوروبا في نهاية القرن الثامن عشر، وتبلورت في القرن التاسع عشر لتعبّر عن هوية جامعة لبناء الدولة القومية الحديثة، وإن هذه الهوية نتيجة عملية «إنشاء» وليست «إحياء»، بمعنى أنها نتجت عن ظروفها الموضوعية وتحولت إلى واقع وحدث تاريخي. وجهة النظر هذه كانت محوراً لنقاشات جرت في «حوار الدوحة» الذي نظمه مركز الأمم المتحدة الإنمائي في 21 و22 مايو/ أيار 2010.
لقد راجت في أوروبا فكرة «النقاء العرقي» وانتقلت إلى مناطق أخرى، وهذه الفكرة ليست صحيحة لأنه لا وجود لعرق منفصل عن الأعراق الأخرى، ونجد أن الفكرة القومية في ألمانيا - بحسب بشير نافع - نتجت قبل نشوء الدولة القومية. أما في فرنسا فإن الدولة الفرنسية نشأت أولاً، وهي التي خلقت هوية القومية الفرنسية التي اتسمت بعداء للدين بشكل خاص، ولذا فإن سيطرة فكرة الأعراق انما استمدت من نزعات اوروبية في مطلع القرن الماضي وانتقلت الى بلداننا وهذا أدى إلى المشكلات التي زعزعت الاستقرار وألغت عملياً مفهوم الوحدة العربية.
وبحسب بشير نافع ، فإن الإسلام لم يولد شيعياً أو سنياً، وإن التاريخ لا يدعم الكثير من الأقاويل المتداولة حالياً... فالعرب ينحدرون من أصول إثنية مختلفة، والعشائر أكراد وفرس وعرب وتركمان وبربر، كلهم متداخلون، ولا وجود لنقاء عرقي، ولا وجود لأنموذج طائفي أو فئوي يمكنه أن يدعي أنه أكثر إسلامية من غيره.
مدير مركز دراسات الوحدة العربية خيرالدين حسيب قال إن تقرير التنمية الإنسانية العربية حول أمن الإنسان العربي، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 2009، اشتمل على جهد كبير ويجب أن يصل إلى جميع الباحثين والناشطين في المجتمع، ولا يكفي أن يوزع على الحكومات فقط. وأشار إلى أن وضع العرب تصفه قصة خرافية تقول إن تلميذاً لم يفهم درس التربية الوطنية حول الجيش والحكومة والشعب والجيل الصاعد، فسأل والده عن معنى الدرس فقال له: «للتوضيح فإن العائلة التي تنتمي إليها، لها والد، فأنا مثل الجيش أحمي العائلة، ولها أم، وهي تدير العائلة فهي الحكومة، ولها خادمة وبستاني وهؤلاء هم الشعب، ولها أنت وأخوك الصغير فأنتم الجيل الصاعد... وفي المساء وجد أن أخاه الصغير قد وسخ فراشه فذهب لوالدته فوجدها نائمة، وعليه قرر أن يساعد أخاه في تنظيف نفسه، فذهب إلى الحمام، ولكنه وجد هناك والده يهتك الخادمة... وفي اليوم التالي قال التلميذ لمدرسه: أنا فهمت درس التربية الوطنية: «الجيش يهتك الشعب، والحكومة نائمة، والجيل الصاعد متلوث بالأوساخ».
الأكاديمي علي كرم (من جنوب إفريقيا) وصف كيف حدث الانتقال الديمقراطي في جنوب إفريقيا العام 1994 بعد أن كان نظام الفصل العنصري قد أحكم قبضته بقوة القانون منذ العام 1948، ولكن الروح القيادية لأشخاص مثل نيلسون مانديلا تمكنت من خلق «هوية مشتركة» يفتخر بها كل شخص في جنوب إفريقيا مهما كان لونه وأصله، وكيف خرجت حتى الفرق الرياضية برمزيات وألوان أظهرت اسم البلد الموحد والهوية الخاصة التي تحمي المجتمع.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2820 - الأربعاء 26 مايو 2010م الموافق 12 جمادى الآخرة 1431هـ
بحرينيه
زائر 2 وايد حلو رده اتمني من القراء قراءته .
الامة العربية الاسلامية واغتنام الفرصة
يتصاعد هذه الايام النداء الرباني لكي تترك الامة العربية الاسلامية الغفلة والانهزامية استاذي الموضوع هل يساعد ساداتنا من ترك النوم في احضان الغرب وامريكا واليهود والان ربنا يدير الحرب ضد اعداء الاسلام والغلم الان في هاوية سحيقة يبحث له عن مخرجمنها عبر الاسلام كما بناء حضاراته على الحضاره الاسلامية من علمائنا الذين تجلس مخطوطاتهم في دول الغرب الي الان بعد سرقها استاذي البشير اليوم اعلنها داوية تحرير فلسطين والقدس عاصمة لها ضمن برنامجة القادم واسرائيل التي طار نومها ضاع نهائيا واوعدنا بمقال للسودان
الى متى
أن أول ضحايا التجنيس السياسي (أبو الكبائر ) الهوية البحرينية العربية
لا هوية !
هويتنا القادمة طلاسم تبحث عن ألغاز حيث تلتقي كل الأكوان على مائدة خيرات هذه البلد , ونبقى نحن أسرى لعقدة النقص التي تحركنا دائما بإتجاه التنازل والتشكيك وسلسلة علو الصوت تارة والنكوص تارة أخرى.
الهوية جينات وليست اوراق
الهوية تجدها في الجينات وليست لوثائق تعطى لمسترزق لا ينتمي للبحرين الا كانتماء قطط الشوارع لبائع السمك.
الهويه الحقيقيه
الهويه الحقيقيه والكافله لكرامة كل مواطن عربي هي الانتما الى الاوطان اللتي يأكل كل انسان منا منها وخاصه دول الخليج