العدد 2818 - الإثنين 24 مايو 2010م الموافق 10 جمادى الآخرة 1431هـ

عندما يتحدث «روبرت فيسك»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«منتدى الجزيرة الخامس» المنعقد في 23 - 24 مايو/ أيار 2010 افتتح النقاش بحثاً عن رؤى بديلة للعالمين العربي والإسلامي، وكان من بين المتحدثين شخصيات دولية مثل الصحافي البريطاني القدير روبرت فيسك المعروف بمواقفه المؤيدة للعرب والمسلمين وبحق شعوب المنطقة في الإمساك بزمام أمورهم من دون تدخل أو احتلال أو استغلال. فيسك تحدث عن العلاقة بين الماسكين بالسلطة ومحترفي الإعلام، وكيف أن الإعلاميين وقعوا ضحية المصطلحات التي يكررها السياسيون... ومثال ذلك مصطلح «العملية السياسية» التي ليس لها معنى حقيقي، ولكنها تتكرر وكأنها إحدى الطقوس، حتى أن ياسر عرفات وصف «اتفاقية أوسلو» بسلام الشجعان، وهي عبارة قالها الجنرال ديغول بعد خروج فرنسا من الجزائر، ولكن ديغول كان قد خسر الجزائر. والآن يتكرر الحديث عن ضرورة الفوز بعقول وقلوب الأفغان، ولكن هذه هي العبارة ذاتها التي استخدمها الأميركان في فيتنام التي خسرتها. الصحافيون يقومون باستخدام هذه المصطلحات التي يخلقها السياسيون والعسكريون في البيت الأبيض والبنتاغون... وإننا نستخدم مصطلحات لا نعرف معناها، وهي ليست من صياغة صحافة وإعلام وإنما صاغها سياسيون لهم أجندات محددة.

ويضيف: اليوم يكرر البعض التحدث عن إعادة القطار إلى السكة بالنسبة لعملية السلام، وأننا بحاجة إلى خريطة طريق لإعادة القطار إلى السكة... الآن يتحدثون أن القطار عاد إلى السكة، دون أن نعلم أن هناك قطاراً في الأساس أو سكة. وبحسب فيسك فإننا أصبحنا سجناء لمصطلحات لا معنى لها وليس فيها عمق وفهم للتاريخ.

وقال إنه حتى مفهوم العدالة اختفى، وهناك حديث الآن عن competing narratives «سرد متنافس للحكاية ذاتها»، وبالتالي فإن الإسرائيليين والفلسطينيين لديهم سرد متنافس لحكاية واحدة، ومن حق كل واحد منهما أن يسردها، وبالتالي ليس هناك ظلم وعدل، أو احتلال وتحرير... ولكن هذا التعريف «للسرد المتنافس» لا تقرأه عن التواجد الأميركي في أفغانستان، إذ إن المصطلحات هناك واضحة بين السواد والبياض. الأميركان يطلقون مسمى «المقاتلين الأجانب» على العرب المتواجدين في أفغانستان والعراق، ولكن هناك 150 ألف أجنبي يلبسون الثياب العسكرية الأميركية والبريطانية ولا أحد يسميهم مقاتلين أجانب.

ويعقب: والآن يستخدم الصحافيون مصطلح AFPAK وهو مختصر لأفغانستان وباكستان للتعريف بمنطقة متأزمة سياسياً، والسبب في ذلك هو أن الساسة الأميركان لا يريدون إغضاب الهند لكي لا تذكر كشمير والمشكلة الهندية مع باكستان كجزء من الأزمة... ونحن في الصحافة نستخدم هذا المصطلح ونسجن أنفسنا داخله... الإدارة الأميركية قالت لنا إن صدام حسين كانت لديه أسلحة دمار شامل، وبعد الغزو اكتشفنا أنه لا وجود لأي أسلحة من هذا النوع... والآن الإدارة تقول إن إيران لديها أسلحة دمار شامل، وربما تحدث مصائب لاحقة لنكتشف أنها كذبة أخرى.

عندما يتحدث روبرت فيسك ينصت له الكثيرون، لأنه صاحب خبرة طويلة وقد غطى حروباً ومذابح وأزمات عديدة في منطقتنا على مدى الثلاثين سنة الماضية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2818 - الإثنين 24 مايو 2010م الموافق 10 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:46 ص

      شكرا لك اخي الدكتور

      قد يكون موضوعك اليوم اخي الدكتور مناسبا لموضوعك السابق والمتعلق (بإقتطاع ربع كرزكان ؟؟!!!) هذه الجملة الغير مفيدة حقيقة لأنها تدخل في اطار التجني على حقوق الآخرين حيث تتضمن مطالبهم مجمعات تابعة لدمستان وقد استخدم احد النواب هذاه العبارة لأجل مصلحة مستقبلية وهي العبارة ذاتها اطلقها اهالي كرزكان وبالتالي لابد للجميع التحري والدقة واهالي دمستان يرحبون بكم في اي وقت

    • زائر 2 | 3:27 ص

      مشكلة

      الصحفيون والأعلاميين بشكل عام عندنا لم يصلوا لمرحلة الإحتراف بعد يادكتور وخير دليل أنهم بنقلون ويقتبسون من الإعلام الخارجي نفس المواضيع يعملون لها نسخ سواءً في البرامج أو التقارير والمصطلحات ومحكومين بالطائفية والأيدلوجية التي ينتمون إليها لاوتطالبون بقانون يحميهم يبلهم مشوار طويل حتى يصححوا أوضاعهم.

اقرأ ايضاً