العدد 2816 - السبت 22 مايو 2010م الموافق 08 جمادى الآخرة 1431هـ

هموم نسائية انتخابية مبكرة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أثارت الحلقة الحوارية التي عقدها المنتدى الخاص بمرور عشر سنوات على تأسيس جمعية سيدات الأعمال البحرينية، الذي عقد في 17 مايو/ أيار 2010، قضايا كثيرة ذات علاقة بالإمكانات التي تضعها الشبكات الاجتماعية بتصرف المرأة من أجل تعزيز مساهماتها التنموية في المجتمع. ومن بينها جميعاً، كانت القضية السياسية، وعلى وجه الخصوص إمكانية الاستفادة من شبكات الاتصالات التي تبنيها تلك الشبكات في تعزيز حضور المرأة البحرينية في المجلس النيابي المقبل الذي ستجري انتخاباته في نهاية العام 2010.

لاشك أن تلك اللفتة كانت مهمة وتتحدث عن قضية محددة من قضايا المرأة، وهي تعزز مكامن القوة في العناصر التي يتطلبها نجاحها في العملية الانتخابية المقبلة. لكن لتحقيق الاستفادة القصوى من تقنيات المعلومات، وعلى وجه التحديد تلك الشبكات الاجتماعية، ومن أجل رفع نسبة حظ المرأة البحرينية المترشحة في الفوز في تلك الانتخابات لابد من أن نضع نصب أعيننا ان التقنية هي جثة هامدة، وأن من ينفخ فيها الروح، ويحولها إلى أداة مفيدة، وفعالة إنما هو الإنسان ذاته. بل إنه الوحيد القادر على تسخيرها لتحقيق أهداف نبيلة، أو الولوج بها في أنشطة هدامة، أو حتى مدمرة، بالمعنى الاجتماعي للتدمير.

لذا، وبالنسبة لإمكانية الاستفادة من تقنيات المعلومات المتاحة في البحرين، وتسخيرها لصالح المرأة في الانتخابات المقبلة، لابد وان يضطلع بهذه المهمة النبيلة، المؤسسات ذات العلاقة بالمرأة، والتي لها مصلحة مباشرة، أو حتى غير مباشرة في هذا الاتجاه، والتي يمكن حصر أهمها، وليس جميعها، في القائمة التالية:

1. المجلس الأعلى للمرأة، الذي يبيح له مرسوم تأسيسه، وتنظر لها الكثير من المؤسسات النسائية، بوصف كونه المؤسسة الرسمية ذات المسئولية الأكثر شمولية بتعزيز دور المرأة في عمليات التنمية السياسية والاجتماعية، ومن ضمنها نيل بعض المقاعد في البرلمان. ولاشك أن المجلس الأعلى، انطلاقا من حرصه على ممارسة هذا الدور، سيكون أكثر المؤسسات قدرة على تلمس الوسائل، ومن ثم الأساليب التي تعزز دوره التقليدي، بقناة تخيلية من طراز الشبكات الاجتماعية على الإنترنت. لذا فلربما آن الأوان كي يلج المجلس ومن منطلقات جريئة تملك رؤية واضحة ومحددة تلك الشبكات ويسخرها لصالح مشروعه لتعزيز دور المرأة السياسي من خلال الاستعانة بتقنيات المعلومات.

2. معهد التنمية السياسية، وبقدر ما ينبغي لهذا المعهد أن يقوم بدوره التنموي الوطني العام، من خلال طرح البرامج، وإقامة ورش العمل التي تساهم في تنمية الوعي السياسي لدى المواطنين، وفي المقدمة منهم، أولئك الطامحين للوصول إلى قبة البرلمان، فمن المتوقع أن توجه نسبة من تلك الأنشطة للقطاع النسائي، وعلى وجه الخصوص تلك الفئة منه الضالعة في العملية الانتخابية المقبلة. لا يخالجنا الشك في امتلاك المعهد خطة تقليدية في هذا الاتجاه، لكن ما هو مطالب به يتجاوز التقليدي كي يلامس التخيلي، من خلال الاستفادة وبشكل مخطط من تلك الآفاق الرحبة التي تفتحها الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، لتسهيل عمليات وصول المرشحات إلى من يريدونه من المواطنين من الجنسين. قد تبدو هذه العملية معقدة، ومكلفة في آن، للكن مردودها الملموس بعد ظهور النتائج سيتجاوز كل تلك الصعاب.

3. الاتحاد النسائي، وهو أوسع دائرة لمنظمة مدنية يفترض أن تتصدى لقضايا المرأة، ومن بينها مساعدة المرأة للوصول إلى البرلمان. ومن المتوقع أن تكون بين يدي الاتحاد اليوم، خطة تقليدية متكاملة في هذا الاتجاه، هي في أمس الحاجة إلى أخرى تخيلية معاضدة تمارس دورها الإيجابي المطلوب لتسهيل عملية نجاح أكبر عدد من المترشحات الكفوءات إلى المقاعد البرلمانية التي يستحقنها. نتوخى أن يبادر الاتحاد، وينضي عن جسده هذا التردد غير المنطقي، وغير المقبول، كي يدخل هو الآخر عالم تقنية المعلومات بروح جريئة ترى بوضوح ذلك التكامل الإيجابي بين التقليدي والتخيلي.

4. المنظمات النسائية، مثل «أوال» والنهضة» و»فتاة الريف» وجمعيات نسائية أخرى لا يتسع المجال لسرد أسمائها جميعاً.

هذه المنظمات، وإذا كانت شروط العمل التقليدي لا تساعد كثيراً على تنسيق الجهود من أجل الوقوف وراء مجموعة مختارة من المترشحات، ففي الشبكات الاجتماعية الكثير من الخدمات التي تسهل عمليات التنسيق، وتوفر الجهود في حال توافر النيات المطلوبة للتعاون والعمل المشترك، البعيد عن الحساسيات الصغيرةالتي لا يمكننا إلا أن نتوقف عندها بعض الوقت، فمن الضرورة بمكان أن تتحاشى تلك الجمعيات نقل تلك الحساسيات التي ولدها العمل التقليدي إلى الفضاء التخيلي، لأن من شأن هذا النقل ان يدمر أي مشروع يحاول ان يستفيد من الإمكانات التي تتيحها تلك الشبكات.

ما ينبغي الاعتراف به هنا، أن ما دفع لتناول هذا الموضوع هو جلسة خاصة، ضمت مجموعة مختارة من الجنسين، تناولت إمكانية البناء على ما طرحه المنتدى، والاستفادة الجادة من تلك الإمكانيات التي بحوزة الشبكات الاجتماعية. لكن العنصر المشترك التي ساد تلك النقاشات هو خوف الجميع، دون استثناء، أن يجرد أي مشروع في هذه الاتجاه من جوهره الحقيقي، ويتحول إلى حضور شكلي تجميلي محظ، يكتفي بإظهار محاسن شكل المرأة، وهو شيء غير محرم، لكنه لا يولي أي اهتمام إلى جوهرها، وهنا ترتكب الجريمة بحق هذه المرأة. كانت النقاشات الساخنة في ذلك اللقاء تبحث بجد عن وسيلة تصل بها المرأة البحرينية، وهي تستحق ان تصل، إلى كل ما تضعه بتصرفها الشبكات الاجتماعية، وهي مهمة ليست مستحيلة متى ما وقفت وراءها المنظمات التي لها مصلحة حقيقية في تعزيز دور المرأة السياسي، والتي سردنا أعلاه بعض الأهم منها. وفي خضم تلك النقاشات تناول الجميع هموم تلك المرأة السياسية، ومن بينها تلك المتعلقة بالانتخابات المقبلة.

قد يبدو الوقت مبكراً، لكن الصعوبات التي تتوقعها المرأة ليست هينة، وعملية الاستفادة من تقنيات المعلومات سياسيا، هي الأخرى بحاجة إلى الكثير من الوقت للتفكير والتخطيط، ناهيك عن التنفيذ.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2816 - السبت 22 مايو 2010م الموافق 08 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:22 م

      قياس تجربة نجاح المرأة

      شكرا للأستاذ عبيدلي وإن تجربة قياس تجربه في أحد المواقع وتعميمه لن يتحقق وخاصة إذا ما إقترن ذلك النجاح بمدى الإنتفاع بمنابع التمويل حيث أصبحت لغة المال هي لغة العصر والذي تعرض لتآكل من قبل الأزمة العالمية التي لم تبق ولم تذروأن سنوات عجاف هي قادمه لا محاله وكيف ستسطيع المرأة بكل ما أوتيت أن تثبت في أرض ظاهرها الرحمه وأغوارها الوحل مع تحيات Nadaly Ahmed

اقرأ ايضاً