العدد 2816 - السبت 22 مايو 2010م الموافق 08 جمادى الآخرة 1431هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

صحتها لا تساعدها على تلبية جميع احتياجاته

الزوجة تستغيث بـ«الصحة» و«التنمية»لإيجاد حل لزوجها المشلول

في هذا الزمن المر الذي نعيشه، الإنسان يجد نفسه عاجزا عن تخمين أي مصير قد يكتنفه ويحاصره وأي خطوة يخطوها وأي درب وطريق يسلكه كي يأمن على نفسه من غدر وتبعات المستقبل المجهول ...بهذه الأسطر اخط أوجاعي الخارجة من رحم فؤاد اكتوى وتلظى بؤساً وألماً وقهراً، وعيني بدموعها ترمق كل لحظة وثانية أبا العيال الذي تحول ما بين ليلة وضحاها من رجل بكامل عنفوانه وقوته وجبروته إلى إنسان ورجل ضعيف بل عاجز كلياً عن الحركة جراء تعرضه في يوم 25 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2008 الى جلطة، اصابته حينها بشلل كلي طال أطراف جسده سبب له عجزاًعن الحركة في أطرافه كي تسعفه، وذلك كله إثر سقوطه المفاجئ مغشياً عليه وسط الطريق عند تمام الساعة 6مساءً بذلك التاريخ المشئوم...حينها تلقيت اتصالاً هاتفياً من مجمع السلمانية يبلغني عن حالة زوجي وتواجده في عناية المجمع لتعرضه لجلطة ألمت به، وسرعان ماخرج من المستشفى لعدم توافر العلاج المناسب لحالة زوجي وأضحى بقاؤه مستعيصاً .

كان الأمر بالنسبة لي كالصاعقة والثقل فوق كاهلي كي أستوعب أولا المصيبة واتحمل حينها مسئوليته ورعايته وأتعاب انتشاله من موضعه، بغرض تبديل حفاظاته أو تنظيفه وتلبية جميع خدماته وحاجاته والوقوف والسهر على راحته .

بقي زوجي يوماً واحداً في المستشفى الذي أشهر الأخير عبارات عجزه عن علاجه وبالتالي ضرورة خروجه منها لأتحمل لوحدي مسئولية الاهتمام به ورعايته ...فلكم ان تتصوروا وضعية زوجي وقتما استدعت الحاجة خروجه من المستشفى، ولأني عاجزة جسمانيا عن تحريكه قيد انملة، لكنني اضطررت الى تحريكه بالسرير الطبي الذي يرقد عليه بمعاونة احد الممرضين الذي نقله ووضعه معي داخل سيارتي ممددا مستلقيا على الظهر دون أي حركة، وكان وقت وصوله المنزل الكائن في مدينة حمد يتزامن مع وقت خروج الأطفال من المدرسة في فترة الظهيرة ولكم أن تتخيلوا ما حدث في ذلك المشهد الحزين، الذي تقطع قلبي عليه حزناً على حالي وبقائي بلا سند اتكل عليه بعد سقوطه خائر القوى، فلقد رأى الاطفال بأم أعينهم والدهم كيف كان؟ وكيف أصبح من بعد قوة الى ضعف وعجز كلي؟ أي طاقة تسعفهم كي يستوعبوا حجم المصاب الذي ألمّ بوالدهم وأي عقل وقلب يداهم مشاعر وإحساس هؤلاء الأطفال بأعمارهم الصغيرة في تلك اللحظة؟! كانت علامات الانكسار واضحة على محيا وجوه أطفالي، وعلى قلب والدهم الذي يعتصر غصة ووجعاً وانهياراً، فهو رغم جلطته الذي حدته من الحركة لكنه لم تمنعه عن الإفصاح والكلام بما يجول في نفسه وخواطره ومشاعره .

استقبلته في المنزل ولكنني في المقابل لا أملك الإمكانات التي تؤهلني أو حتى تمهد الأرضية والطريق لاستيعاب حدث بهذا النوع وتواجد شخص معاق يعيش في المنزل سواء امكانات المنزل المادية او حتى المعنوية، غير انني صبرت وأوكلت أمري إلى الله وتحملت فوق كاهلي مسئولية جسيمة تتمثل اولاً في توفير كرسي متحرك، اشتريته من الصيدلية من جيبي الخاص وكذلك سرير طبي خاص بذلك، وعلى رغم مراجعتي الدؤوبة للسلمانية بغية منحي مفارش للسرير لكن كل المحاولات باءت بالفشل ...ولم أترك وسيلة وطريق إلا وسلكتها ولا باب إلا وطرقته لضمان الحصول على المعونة والمساعدة من أي جهة حكومية تكفل حياة كريمة لزوجي، لكن كل تلك الوسائل والسبل التي سلكتها لقيت من ورائها الأذن الصماء ؟!

أولى محاولاتي بدأتها مع مركز مدينة حمد الصحي الذي تقدمت إليه بطلب للاستفادة من خدمة يقدمها المركز وهي مهمة تنظيفه لمدة يومين في الأسبوع غير أن طلبي قوبل بالرفض وكذلك حاولت أن اتقدم بطلب إيواء إلا ان الطلب قد رفض بحجة ان زوجي عمره صغير لا يتعدى الـ 53 عاماً؟

لم أيأس من رحمة رب العالمين بل رفعت أمري الى وزارة التنمية الاجتماعية التي زرت مقرها في المرفأ المالي وأوضحت لهم حاجتي الماسة الى مرافق يتكفل في الاهتمام والرعاية والسهر على راحة زوجي أو حتى منحه فرصة للإيواء. في بادئ الامر تذرعوا بأنها خدمة متوقفة وبعد حين رفضت ! مما دعاهم (موظفو التنمية) ان يرشدوني الى سلك طريقة ربما اكثر جدوى وهي التقدم بطلب الحصول على مساعدة معاق والمقدرة بنحو 50 ديناراً، التي ربما في اقل الأحوال ستسعفني لاستقدام مرافق يشرف على راحته لتقديم يد العون، غير ان هذه الخدمة نفسها قد رفضت بحكم أن زوجي مستفيد سابقاً من معونة الشئون وهي المعول الوحيد الذي نتكل عليه في تلبية متطلبات وشئون البيت من مأكل ومشرب ونعيش من ورائه، عوضا عن مساعدات اهل الخير، اذ عاش زوجي مدة تقارب الـ 13 عاما عاطلا عن العمل، كما انه لايحصل على اي مساعدات أخرى من الدولة كراتب تقاعدي او ما شابه ذلك...فقط معونة الشئون هي التي تغدق علينا سبل العيش المقبولة...لذلك طرقت باب دار المحرق للإيواء وتقدمت بطلب إليهم العام الماضي 2009 غير انني قد حصلت على جواب مؤخراً مفاده (الرفض)، على اعتبار أن الأولوية تمنح أولا لاستقبال حالات المرضى التي تمكث فترة طويلة في المستشفى ...وبناء على ما سبق فلقد وصلت الى طريق مسدودة وكل باب من تلك الأبواب التي طرقتها سرعان ما أحصل منهم على جواب الرفض ولم يبقَ لي متنفس آخر أوصل من خلاله صوتي سوى الصحافة التي انقل من خلال سطورها آهاتي وأوجاعي كي تصل إلى أعلى مسئول في الدولة وتحديدا الجهات المعنية في وزارة الصحة اولاً ووزارة التنمية ثانياً ...يا ترى ما هو العمل في نظركم الذي استطيع من خلاله ان اصل الى الهدف والمبتغى من حاجتي كزوجة تنشد مساعدة زوجها المصاب بجلطة وهي في الوقت ذاته عاجزة بل وتحتاج من الغير ان يساعدها كونها هي نفسها قد تعرضت في نفس العام 2008 وبالذات في الشهر التالي أي ديسمبر/ كانون الاول إلى حادث مروري نجم عنه إلغاء سيارتها الخاصة وإصابتها كذلك برضوض في الصدر ناهيك عن العلل الأخرى التي تعاني منها سواء الضغط أو السكري أو وجود ماء ابيض في العين وحصى في الكلية!..

أي أنني جسمانيا غير قادرة على خدمة زوجي من شتى الوسائل والطرق ولذلك طرقت ابوابكم والأمل يحدوني ان ألقى الجواب الشافي لذلك ...ونتيجة لذلك الرفض الدائم لأكثر من مرة انعكس الامر سلبا على نفسية زوجي وأصيب بانهيار عصبي استدعت حالته دخول مستشفى الطب النفسي و حاليا هو تحت مراقبة الأطباء ليقفوا على حالته التي كثيرا ما تتفاقم بفعل اليأس الذي لف تفكيره وعقله وأصبح شغله الشاغل هو التخلص من الحياة حيث يتعمد أن يرمي بنفسه لأكثر من مرة من فوق السرير بغية التخلص من أعبائه وأعباء رعايته الثقيلة، مما دعاني الى الاستعانة بسيارة الاسعاف بغية تلقيه العلاج .

كذلك ابناؤه صغار، اكبرهم ولد في الصف الأول الثانوي غير قادرين على انتشاله من موضعه بغية تبديل حفاظاته والسهر على تنظيفه.

اضطر احيانا كثيرة تركه بدون ملابس لكون يده غير قادرة على الزحزحة فاضطر الى تمزيق موضع اليدين بالمقص فوجدت الأفضل من كل ذلك جعله بلا ملابس مكتفية بالحفاظة!

كلماتي التي تلخص حجم معاناتي والمسطرة أمامكم هل ستبلغ الهدف المنشود وأجد الجهة الحكومية التي تتكفل وتتحمل بعض هذه الأعباء لرعاية زوجي ولو بالفتات القليل ...ألهذا المستوى تعجز وزارة التنمية عن مد يد العون والوقوف على متطلبات لتوفير أي معونة كانت تتوافق مع حاجتي الماسة لأتمكن فقط من جلب مرافق له يقوم ويسهرعلى راحته ويلبي متطلباته .

حالتي المادية والجسمانية عاجزتان في هذا الزمن الذي لم أجد فيه يداً ومازلت اترقبها كي تنتشل حالي وترحم حال زوجي الضعيف فلم تبقَ هناك سوى رحمة رب العالمين ...فهل أجد لآهات صوتي مبلغاً لتصل نحو مسامع المسئولين القابعين خلف مكاتب مريحة ليقوموا بتوفير ما تستوعبه طاقة موازناتهم واصدار أوامرهم لمساعدة زوجي بلا تسويف كي تعود له ما بقي من عزة وشموخ وكبرياء ...أرجو ذلك.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


الديمقراطية (2)

شهد التاريخ السياسي طرق متعددة للتعامل مع الديمقراطية، تراوحت ما بين ممارسات صحيحة وأخرى خاطئة.

إن نضال البشرية لاتخاذ الديمقراطية أسلوباً ونهجاً لبناء حياتها ومجتمعاتها، يعد ضرورة لجميع شعوب الأرض من أجل توفير الحياة الكريمة من جهة؛ ومن جهة أخرى فإن متطلبات الحاجة لوجود دولة القانون والمؤسسات مرهون هو الآخر بوجود الديمقراطية كطريق لتحقيق الاستقرار والتطور للدول.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: هل إن المعرفة بمصطلح الديمقراطية وطرق وأساليب تطويرها داخل المجتمعات كافٍ لتحقيق المجتمع الديمقراطي الذي نتطلع إليه في عالمنا المعاصر؟

ولغرض الإجابة على هذا السؤال لابد لنا من أن نسلط الضوء على طبيعة الإجراءات والممارسات التي تلعب دوراً مهماً في عملية البناء الديمقراطي والتي تساعدنا على التخلص من بعض العادات والتقاليد التي لم تعد صالحة للزمن المعاصر والقائمة على أساس غير تربوي، ويأتي في مقدمة هذه الإجراءات التي نحن بصدد الحديث عنها؛ التحول في ثقافة المجتمع من الثقافة الأحادية الجانب القائمة على أساس الإذعان الآني إلى الثقافة الاجتماعية التي تقوم على أساس التحرر من الآني والابتعاد عن سياسة الإذعان على ثقافة المصلحة العامة التي تجعل من الفرد جزءاً من المجتمع ككل، وأن يكون هو في خدمة المجتمع وليس العكس، إن هذا التحول ليس من السهل أن يتحقق إذا لم نبدأ بالعمل على تحقيقه وفقاً لخطوات مدروسة تبدأ بالحلقات الإنسانية والاجتماعية التي تساهم في تطور الأنماط الإنسانية وتدعم هذا التحول؛ حيث الأسرة والمدرسة والشارع والمجتمع بكل حلقاته الأخرى الأكاديمية والمهنية وما يقع على عاتق مؤسسات وهيئات الدولة والفعاليات السياسية والاجتماعية التي لها دور في المجتمع، لأن عملية البناء وبالذات بناء الإنسان هي من أصعب ما يكون نظراً لطبيعة التكوين التي يتصف بها كل منا داخل مجتمعه، فإن لرب الأسرة دوراً في زرع مفاهيم التربية الديمقراطية د

العدد 2816 - السبت 22 مايو 2010م الموافق 08 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:30 ص

      بحرانيه وأفتخر

      قصة تدمي القلب الله يعينش يا اللهم بحق الزهراء وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع أن تعطي هذا الرجل الصحه والعافيه وتيسر أمر هذه الزوجه والأولاد اللهم أمين
      يا حكومتنه الرشيده ما عليش امر بعد أذنش يعني اذا اتكرمتي اتساعدين هلمواطن بأنش ترسلينه الى العلاج في الخارج اذا عدكم فلوس

    • زائر 4 | 4:50 ص

      اعانها الله

      من جانبنا وعلى قدر استطاعتنا نقوم بتصوير ونشر ظروف وحالات المواطنين

    • زائر 2 | 2:54 ص

      نداء الى جميع مراكز وصناديق واصحاب ايدي بيضاء يجب ان تواصل مع جريده لبحث حلول لهذه مشكلة

      صمت وحزن وبكاء على هذه قلوب حزينة ومشهادة على هذه صور جدا سيئة وسؤال الذي اطرحه لكم اين اهلكم اين الأقربون اليكم لماذا هذا الزمن الكبير لا يرحم صغير لماذا تبقى المادة هي الهم الاول لماذا لا نشكر على نعم الله كثير لماذا لا يكون لديكم الأمل بالله القوي الذي يخرجكم من هذا بلا ء اتعلمون ان مرض من اقوال نبي رحمه هو كفارة بدن اي شخص لديه دنوب والله يخفف عنه وعنا جميعا سوف يكون الدعاء لهذا مريض وسوف ان شاء الله ايكون لديكم مصدر مال واوجه نداء الى جميع مراكز الأجتماعية

    • زائر 1 | 1:58 ص

      إلى الزوجه التي تستغيث

      ما أقول الا الله يساعدش وأقول لهذا المجتمع المتخاذل والجهات الرسمية التي ملت من فسادها أقول ان كل ذلك اعواد صغيره تتجمع يوما بعد آخر إلى ان تكون جبل من حطب ليأتي من يحرقكم به فاتعضوا ولا اظن أن ثمة اتعاض فقد فات ذلك منذ زمن

اقرأ ايضاً