يستعد الكيان الصهيوني لتنفيذ خطة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، عبر إقامة عدد من المرافق الاستيطانية في محيط المسجد الأقصى وحائط البراق، في سياق مخطط تهويدي مستمر لطمس المعالم العربية والإسلامية في المدينة المقدّسة، ومحاصرة المسجد الأقصى بالأبنية الأسمنتية الضخمة الهادفة إلى تهميشه، تمهيداً لتقويضه واستهدافه مباشرة بالحفريات والهدم.
ويستعجل العدوّ، ومعه الإدارة الأميركية، الحديث عن أن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ستبحث «قضايا الوضع النهائي»، فيما يواصل الزحف الاستيطاني الذي يُراد له أن يقضي نهائياً على خيار الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، في عملية توزيع أدوار بين المحتل الصهيوني والإدارة الأميركية التي أوحت للعدوّ أن يتحدث عن تقديمات شكلية للفلسطينيين تتصل بمسألة انتشار قواته المحتلة داخل الضفة الغربية، فيما تركت أمامه المجال واسعاً لمواصلة قضم الأراضي الفلسطينية وضمّها للمساحات الاستيطانية الضخمة التي كادت تأكل الأخضر واليابس في القدس، وفي طول الضفة الغربية وعرضها.
إننا نحذّر العرب والمسلمين من أن سياسة الصمت والسكوت التي يمارسونها، فيما يواصل العدوّ سياسة القضم التدريجي لفلسطين التاريخية، ويسعى لتهديم الأقصى أو الاستيلاء عليه، إن هذه السياسة سوف تزيد الكيان الغاصب إصراراً لتحقيق الخرافة التاريخية التي يصر على التلويح بها أمام المسلمين وأمام العالم، لإقامة الكيان اليهودي الخالص، والزحف على ما تبقى من مواقع القوة في الأمة.
وإننا نؤكد على فصائل المقاومة أن تعمل لإخراج المسألة من دائرة الفعل الكلامي مع العدوّ إلى دائرة الفعل الميداني، والانتقال من حال رد الفعل إلى حال الفعل، مع ما يعنيه ذلك من ردع العدوّ ومنعه من الاستمرار في سياسة القضم التدريجي للأرض والتاريخ والمقدّسات.
وفي موازاة ذلك، نتطلّع إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، والتي استطاعت من خلال عملية سياسية مشتركة مع تركيا والبرازيل، أن تربك مخططات الدول المستكبرة التي كانت تسعى لحصارها ومعاقبتها، تحت عناوين واهية تتصل بمشروعها النووي، الذي تأكد للجميع بأنه مشروع سلمي ولا صفة عسكرية له على الإطلاق.
لقد سجّلت الدبلوماسية الإسلامية التي تقودها إيران وتركيا، إلى جانب الحركة النشطة للبرازيل، انتصاراً مهمّاً على دبلوماسية الخداع الدولي التي انطلقت فيها الإدارة الأميركية، وحاولت من خلالها حشد التأييد الأوروبي والروسي والصيني إلى جانبها، بهدف حصار إيران لحساب العدوّ الصهيوني الذي يواصل التهويل على العالم للإيحاء بأن إيران تمثل تهديداً للسلام العالمي.
وإننا نستوحي من ردود الفعل التي انطلقت من أميركا وأوروبا، ومن داخل الكيان العدوّ حجم الصدمة التي أُصيب بها هؤلاء، الذين ظنوا أن السياسة الإيرانية تقودها مجموعة من الهواة، وتبيّن لهم أن هؤلاء المهرة قد رموا الكرة فعلاً في ملعب دول الاستكبار، التي لن يكون بوسعها توسيع دائرة المناورة أكثر، حتى مع إصرارها على الرد بانفعال وطرح مسودة عقوبات في مجلس الأمن، وبالتالي فعليها العودة إلى طاولة الحوار مع إيران، وإذا أصرّت على الخيار المعاكس فلن تكون النتائج لمصلحتها في نهاية المطاف.
إننا نؤكد على الجمهورية الإسلامية في إيران الاستمرار في هذا النهج الذي يحفظ حقوقها الوطنية المشروعة، ويُبقي خيار الحوار مفتوحاً، لكشف عملية الخداع الدولي التي مورست ضدها من جهة، ولتوضيح الصورة أمام العالم كله من جهة ثانية... وإذا كانت أميركا الإدارة ومن يسير معها يتحدثون عن أنهم لا يثقون بإيران، فإننا نقول لهم: وهل تثق شعوبنا بكم؟!
ونصل إلى لبنان الذي استمع إلى وسائل إعلام العدوّ، في استطلاعات الرأي التي أكدت أن الغالبية في الكيان الصهيوني تريد حرباً على لبنان، من دون أن يعني ذلك شيئاً لأولئك الذين يصرّون دائماً على تحميل المقاومة أعباء أيّ عدوان صهيوني، ومن دون أن يطلب هؤلاء وغيرهم من الجهات المعنية في لبنان أن تجري استطلاعاً مضاداً يؤكد للعدوّ بأن الشعب اللبناني الذي أرغمه على الانسحاب في أيار (مايو) العام 2000، وأذلّه بمقاومته الباسلة في تموز (يوليو) 2006، والذي يستقبل ذكرى التحرير في هذه الأيام، مصممٌ على الدفاع عن أرضه، وعلى إنزال أشد الضربات إيلاماً به إذا فكر في القيام بمغامرة جديدة، أو حماقة أخرى.
إننا نريد للبنانيين الذين أظهروا جهوزية كبيرة في الانتخابات البلدية، وهم يتحضّرون للجولة الثالثة منها، أن يؤكدوا على جهوزيتهم في مواجهة العدوّ ومناوراته الجديدة، وتهاويله المستمرة التي سترتد عليه عاجلاً أو آجلاً.
إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ
الحجى
المخططات الاسرائليه لاخذ القدس بالكامل .... على قدم وساق .... ولاكن اين العرب !!!!!