تناقلت وكالات الأنباء تصريحات مسؤول تنفيذي بشركة سامسونج إلكترونيكس الكورية عن عزم «الشركة على إطلاق أول هاتف ذكي يعتمد على نظام تشغيل من إنتاجها خلال الأسابيع المقبلة في إطار ملاحقتها لمنافسيها الكبار في سوق الأجهزة عالية المستوى التي تشهد طفرة».
وسيحمل نظام التشغيل هذا اسم «بادا» الذي سيصبح كما يقول رئيس إدارة نظم التشغيل في سامسونج لي هو سو خلال قمة رويترز العالمية للتكنولوجيا «العنصر الرئيسي في مساعي سامسونج لمحاكاة نجاح شركات مثل ابل و ريسيرش ان موشن (RIM) في سوق الهواتف الذكية سريعة النمو وتنمية مصادر جديدة للنمو». ويعتقد لي هو سو بأن «(بادا) سيفي بهذا الغرض، إذ إنه مصمم لدعم جميع فئات الهواتف ذات الإمكانات المحدودة والمرتفعة». وتعتزم سامسونج التي، كما تقول وكالة أنباء رويترز، «تنتج هواتف ذكية تستخدم نظامي اندرويد من إنتاج «غوغل» وويندوز موبايل من مايكروسوفت، إنتاج ثلث هواتفها الذكية هذا العام بنظام بادا».
وتنبع أهمية «بادا» من كون «سامسونج ثاني أكبر شركة لصناعة الهاتف المحمول في العالم بحصة في السوق تبلغ نسبتها 20 في المئة، لكنها ليست قوية بما يكفي في سوق الهواتف الذكية، وتبذل جهوداً ضخمة لمضاعفة مبيعات الهواتف الذكية كي تبلغ ثلاثة أمثالها إلى 18 مليون وحدة هذا العام».
هذه الحرب التنافسية بين شركات المحمول تضع المشتري أمام خيارات واسعة ومحيرة عند ما ينوي اقتناء هاتف محمول جديد، الذي لم يعد، كما في السابق مجرد قناة اتصال لإجراء المكالمات الهاتفية فحسب، بل تحول إلى منصة متكاملة يمكن استخدامها كمكتب متنقل. ولذلك نجد شركات المحمول تتنافس، في تطوير منتجاتها، كي تلبي احتياجات المشترين، التي بات يحدد نسبة عالية منها مدى تطور تلك الاحتياجات. ويمكن تلخيص عناصر الاختيار عند المشتري في المواصفات التالية:
1. الشكل، حيث ركز بعض تلك الشركات على شكل الهاتف المحمول، من حيث التصميم والمواد المستخدمة، دون مس الخصائص الأخرى من أنظمة التشغيل، أو حزم البرمجيات والتطبيقات. فشاهدنا، تفاوتاً ملحوظاً في أسعار الهاتف ذاته، مصدرها احتواء فئة معينة من الصنف نفسه على بعض الإضافات التجميلية الشكلية، كأن يكون جسمه مطلياً بالمعادن الثمينة مثل الذهب، أو أن يكون أحد المصممين المشهورين قد أضاف لمسته على الجهاز. والفروقات في الأسعار هنا، وليس في الوظائف، شاسعة، حيث وصلت أسعار بعض تلك الهواتف المحمولة المميزة الشكل والصنع إلى ألوف الدولارات، مقابل أخواتها من الفئة ذاتها التي لم تتجاوز أسعارها حفنة من مئات الدولارات. وأسطع مثال على ذلك هو هاتف فيرتجيو (Virtue)، أو إريكسون المذهب.
2. حزم البرمجيات والتطبيقات، حيث حرصت كل شركة أن يكون هاتفها المحمول قادراً على تشغيل أكبر عدد ممكن من حزم البرمجيات والتطبيقات، وخاصة تلك التي تحتوي على الوسائط المتعددة (Multimedia)، ويعتبر هاتف «آي فون» من أكثر الهواتف المحمولة نجاحاً على هذا الصعيد. كما حظيت هواتف أخرى من أمثال سيلفر لايت من مايكروسوفت بحصة خاصة بها في هذه السوق، نظراً لتكاملها الشديد مع برمجيات مايكروسوفت الأخرى المستخدمة في الحواسيب الدفترية.
3. التميز في الخدمات، حيث سعت بعض الشركات في التفرد بخدمة معينة سبقت غيرها من الشركات الأخرى في توفيرها، وأنجح نموذج حقق نجاحاً منقطع النظير على هذا الصعيد هو، هاتف بلاك بيري (BlackBerry)، الذي تميز عن سواه من الهواتف الأخرى بخدمات البريد الإلكتروني القائمة على التقنيات المدفوعة (Push Technologies)، والرسائل القصيرة المجانية. وتمكنت شركة ريسيرش إن موشين (RIM) التي تصنع هذا النوع من الهواتف أن تعقد صفقات كبيرة مع شركات الاتصالات كي تتمكن تلك الشركات من إضافة هذه الخدمة إلى باقة الخدمات الأخرى التي تحاول أن تميز نفسها بها، لزيادة حصتها في السوق.
4. أنظمة التشغيل، وكانت الهواتف المنقولة، في بداية انطلاقتها محصورة في عدد محدود من أنظمة التشغيل، متوزعة على هواتف نوكيا، وإريكسون، ومتورولا، وبالم (Palm). أما اليوم، فقد تكاثرت تلك الأنظمة بعد أن دخلت أسواقها موبايل فون من مايكروسوفت، وأي فون من أبل، وأندرويد من غوغل، واليوم بادا من سامسونج. وكما هو معروف، فإن أنظمة التشغيل هي المسؤولة عن كل الوظائف التي تميز هاتف معين عن سواه، بما فيها قدرته على مخاطبة المنصات، والبرمجيات، والهواتف المحمولة الأخرى. إذا هناك علاقة تناسب طردية مع كفاءة أنظمة تشغيل الهاتف المحمول، وحصته في الأسواق. هذا ما حصل عندما أطلقت شركة غوغل هاتفها بنظام التشغيل «أندردويد، الذي نجحت مبيعاته، كما تقول مؤسسة غارتنر للأبحاث، «في التفوق على ويندوز موبايل للمرة الأولى منذ ظهور نظام تشغيل غوغل الذي طورته للهواتف الذكية في العام 2007». أكدت هذا التفوق الذي بدأ يعرفه هاتف غوغل دراسة أخرى قامت بها مؤسسة «ان.بي.دي للأبحاث» أشارت فيها إلى أن «الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد ساهمت بنسبة 28 في المئة من مبيعات الهواتف الذكية في الولايات المتحدة في الربع الأول من العام 2010، متفوقة على أي فون، وهي بيانات شككت أبل علانية في صحتها قائلة إنها تستند إلى عينة محدودة من المستهلكين». شركة كومسكور ( ComeScore) أشارت هي الأخرى إلى تنامي انتشار هواتف غوغل في السوق الأميركية، فقالت إن «حصة هواتف أندرويد الحالية هي 10 في المئة من السوق الأميركية».
وتبدو حصص شركات الهواتف النقالة كما جاء في تقرير أصدرته مؤسسة آي دي سي للأبحاث (IDC) على النحو التالي: «نوكيا وريسيرش إن موشن في مقدمة بائعي الهواتف الجوالة في العالم بحصة 39.3 في المئة و19.4 في المئة على الترتيب، تليهما أبل في المرتبة الثالثة بحصة 16.1 في المئة و HTC في المرتبة الرابعة بحصة 8.4 في المئة». وتجدر الإشارة هنا إلى أن التقرير لم يشمل حصة هواتف أندرويد. ومن جانب آخر، يبدو أن هناك منافسة شديدة في السوق الأميركية بين شركات، «سامسونغ» و»موتورولا» و «إل جي»، التي أنهت الربع الأول من العام 2010، وكما يقول تقرير شركة كومسكور «بمنافسة عالية الوطيس بينها بحصص 21.9 في المئة و21.9 في المئة و21.8 في المئة على الترتيب.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ
مواصفات مع رنة بوقرص
رغم تطور التكنولوجيا إلى أن الحنين يغود للماضي لذا تشاهد أحدث جهاز محمول ولكن يختار له رنة تلفون بوقرص... امتداد وحضارة وتراث مع تحيات Nadaly Ahmed