باتت العباءات الخليجية تنافس أحدث تصاميم الموضة العالمية وتبرق بألف ضوء، فهي تارة تزدان بقطع الكريستال البراقة، وتارة باللآلئ، وقد تطرز أيضاً بزهرات من الساتان أو الأقمشة المزركشة.
والعباءة التي تلبس في الأعراس يجب أن تكون مترفة بقدر الثوب الأنيق الذي تغطيه، فكلما زاد بريقها تألقت أكثر فأكثر. إلى ذلك، تعد العباءة في المجتمع الخليجي تحديداً مصدر إلهام للعديد من المصممين، وخصوصاً بعد أن أصبحت أشبه بفساتين سهرة في ابتكاراتها، مع لمسات خفيفة تبقي على معالم هويتها الخليجية، إلى جانب أن الفتيات الصغيرات أكثر من يقبلن على التصميمات الغريبة والجديدة، كما تم إدخال الدانتيل والكريستال والإكسسوارات الذهبية والفضية وطباعة الصور لتغيير نمطية العباءة وإخراجها من سوادها التقليدي... وهكذا تحولت إلى لوحات متحركة تعبر عن شخصية مرتديتها ورغبتها في التميز أو لفت الانتباه إلى أناقتها.
وتشهد العباءة التي ترتديها النساء في دول الخليج يوماً بعد يوم تغيرات متعددة في طرق تصميمها وشكلها وألوانها، وتلك التطورات تعتبرها بعض الفتيات تماشياً مع الموضة والحياة العصرية، حتى أن بعض أنواعها أصبح له أسماء غريبة مثل «الشبح» و«الليزر» و»لا تلمسني»، وفي الوقت نفسه تثير التصاميم الجديدة حفيظة الكثيرين ممن اعتبروا ذلك اعتداءً على الخصوصية، وقطعاً للصلة بالتاريخ والتراث. ولاشك في أن التطور الذي لحق بالعباءة السوداء لن يقف عند هذا الحد، بل سنجد في المستقبل أشكالاً أخرى تقتحم المجتمع.
يذكر أن وجود الفضائيات وبعض عروض الأزياء الخاصة بالعباءة، جعل الفتيات يلهثن وراء كل تصميم جديد فيها، ولذلك حرصت الفتيات على الزينة. ولعل العباءة الخليجية لا تختلف أشكالها في دول الخليج، وإذا حدث فإنما يرجع إلى ذوق المصمم نفسه، فلا توجد دولة مميزة بنمط معين من العباءات.
وعلى رغم الأفكار اللامتناهية في تزيين العباءة، يبقى الأمر الثابت هو لونها الأسود، أما بالنسبة إلى الأقمشة التي تصنع منها العباءات، فيبقى قماش الكريب الأكثر رواجاً، كما يجب ان تكون العباءة متناسقة مع «الشيلة»... وهي الوشاح الواسع الذي يغطي الرأس، ويمكن لـ «شيلة» مزركشة أن تضفي تألقاً على عباءة بسيطة، ما يجعلها أكثر جمالاً، كما تعكس العباءة تاريخ وأصالة المنطقة التي يرتدي أهلها إحداها، لما تعكسه من تراث وثقافة والتنوع في الأذواق والألوان، بما يعكس مدى انجذاب النساء للعباءة، وخاصة الخليجية.
العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ