قبل 3 أسابيع، تنفست العاصمة الاسبانية مدريد الصعداء وسادت حالة من الارتياح في انتظار المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي تقام على استاد «سانتياغو برنابيو» في مدريد.
وكان هذا الارتياح في مدريد نابعا من خروج برشلونة الاسباني من البطولة بعد سقوطه أمام إنتر ميلان الإيطالي في الدور قبل النهائي إذ حقق برشلونة الفوز 1/صفر فقط على ضيفه إنتر يوم 28 أبريل/نيسان الماضي في إياب الدور قبل النهائي لبطولة دوري الأبطال.
وسبق لبرشلونة أن خسر قبلها بأسبوع واحد أمام إنتر 1/3 في ميلانو في مباراة الذهاب ليفشل برشلونة في بلوغ المباراة النهائية للبطولة والتي ستقام على ملعب منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد.
وكان الموقف الرسمي لريال مدريد هو أن برشلونة كان سيجد الترحيب في مدريد لو تأهل للمباراة النهائية. وقال رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز في وقت سابق بشهر أبريل، خلال المؤتمر الإعلامي للنهائي الأوروبي، :»سنجعل برشلونة يشعر بأنه في ملعبه إذا نجح في بلوغ المباراة النهائية».
ولكن على المستوى غير الرسمي، لم يرغب ريال مدريد في وصول برشلونة للمباراة النهائية وشعر بالارتياح لعدم بلوغ برشلونة المباراة النهائية. وكان اللاعب الوحيد في ريال مدريد الذي علق على ذلك هو البرتغالي كريستيانو رونالدو إذ صرح بأنه يفضل وصول إنتر ميلان للمباراة النهائية، معربا عن اعتقاده أن معظم مشجعي ريال مدريد يتفقون معه.
وخشي مشجعو ريال مدريد من رؤية المشهد المروع والمحزن بالنسبة لهم عندما يرفع قائد فريق برشلونة كارلوس بيول كأس البطولة للموسم الثاني على التوالي خصوصا أنها هذه المرة على ملعب ناديهم الملكي في مدريد.
وبمجرد انتهاء مباراة الإياب في الدور قبل النهائي للبطولة، بدأ البرتغالي المدير الفني لإنتر جوزيه مورينهو الاحتفال على استاد «كامب نو» في برشلونة بينما بدأ مئات من مشجعي ريال مدريد الاحتفال في ميدان «بلازا» بوسط مدريد بخروج منافسهم الشهير من المربع الذهبي للبطولة. وكان ذلك في معظم أموره تكرارا للماضي إذ استضاف برشلونة نهائي البطولة العام 1999 ولكن ريال مدريد فشل وقتها في بلوغ النهائي.
كما احتفل كثيرون من مشجعي برشلونة في الشوارع في العاشر من مارس/آذار الماضي بعد الخروج المفاجئ والمبكر لريال مدريد من دوري الأبطال بعد السقوط أمام ليون الفرنسي في الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة. وراود الأمل ريال مدريد بشدة في بلوغ المباراة النهائية للبطولة هذا الموسم ليخوضها على ملعبه في استاد «سانتياغو برنابيو».
وكان هذا الهدف من الأسباب التي دفعت بيريز إلى إنفاق 260 مليون يورو (330 مليون دولار) للتعاقد مع 8 لاعبين قبل بداية الموسم ، محطما بذلك الرقم القياسي في إجمالي قيمة التعاقدات التي يبرمها أي ناد في فترة واحدة لانتقالات اللاعبين.
وكان من بين اللاعبين الثمانية النجم البرتغالي رونالدو، الذي أصبح أغلى لاعب في التاريخ. وعلى رغم ذلك لم تكن استضافة المباراة النهائية من مطالب بيريز، الذي بدا أنه غير مرتاح لهذا القرار.
وتقدم ريال مدريد بطلب استضافة المباراة في عام 2008 عندما كان رامون كالديرون رئيسا للنادي والذي كان سعيدا بموافقة الاتحاد الأوروبي (يويفا) على منح حق الاستضافة لريال مدريد. وعلى رغم ذلك اضطر كالديرون للتنحي عن رئاسة النادي في يناير /كانون الثاني 2009 بعدما كشفت صحيفة «ماركا» الاسبانية الرياضية، ذات الصلة الوطيدة ببيريز، أن كالديرون دفع بعدد من الأعضاء في اجتماعات الجمعية العمومية للنادي على رغم عدم أهليتهم للمشاركة في هذا الاجتماع.
وأدرك بيريز أن استضافة المباراة النهائية على استاد «سانتياغو برنابيو» ضاعف من الضغوط الواقعة على فريقه. وبالفعل، تأكدت هذه المخاوف وخرج الفريق أمام ليون لتكون المرة السادسة على التوالي التي يخرج فيها ريال مدريد من دور الستة عشر للبطولة.
ولذلك لن يكون ريال مدريد أو برشلونة في المباراة النهائية بل ستكون المواجهة على اللقب الغالي بين بايرن ميونيخ الألماني وانتر ميلان الإيطالي. ويأمل أصحاب المتاجر والمطاعم في مدريد أن يساهم وصول نحو 80 ألف مشجع ألماني وإيطالي إلى مدريد في إعطاء دفعة قوية للاقتصاد الاسباني المتأزم.
ويسافر نحو ثلث هذا العدد من المشجعين إلى مدريد من دون تذاكر. وعلى رغم ذلك، لا تتوقع الشرطة الاسبانية أية مشاكل كبيرة من المشجعين ولكنها ألغت إجازات أفراد الشرطة في مدريد من 21 إلى 23 مايو/أيار الجاري كإجراء احتياطي فقط.
وهذه هي أول مباراة نهائية لدوري الأبطال تقام يوم السبت بعد 54 عاما أقيمت فيها جميع المباريات النهائية للبطولة في أيام الأربعاء. وسبق لاستاد «سانتياغو برنابيو» أن استضاف نهائي البطولة 3 مرات وذلك في أعوام 1957 و1969 و1980. وشهد هذا الاستاد تجديدات وتحديثات هائلة في العام 2005 ليصبح استاد «5 نجوم» في نظر اليويفا.
وما يجعل المباراة النهائية هذا الموسم أكثر إثارة أن بيريز يحرص على استبدال المدير الفني لريال مدريد المدرب الشيلي مانويل بيليغريني بالمدرب البرتغالي مورينهو الذي أطاح ببرشلونة من الدور قبل النهائي للبطولة.
العدد 2814 - الخميس 20 مايو 2010م الموافق 06 جمادى الآخرة 1431هـ
برشلوني
أكيد لأن برشلونة بطل الدوري ولا تريده ان يكون بطل أبطال اوروبا وهذا عدوكم لانكم لا تقدرن مجاراته