العدد 2814 - الخميس 20 مايو 2010م الموافق 06 جمادى الآخرة 1431هـ

قلق أفغاني من اقتراب موعد الانسحاب الأميركي

ينتاب الأفغان شعور بالقلق عندما يشعرون بأن الأميركان ربما ينسحبون من بلادهم بشكل مفاجئ، فبعيداً عن مظاهر الحفاوة والمراسم الرسمية والمصافحات الحارة خلال الزيارة الماضية التي قام بها الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي لواشنطن سيفتش الكثير من الأفغان عن أي مؤشر قوي على أن الولايات المتحدة لن تنسحب فجأة من حربها المستمرة في بلادهم منذ تسع سنوات.

جاءت المهلة التي حددها الرئيس الأميركي، باراك أوباما لبدء سحب قواته بحلول يوليو/ تموز 2011 بعد زيادتها هذا العام لتعيد لأذهان الكثير من الأفغان كيف تخلت واشنطن عن بلادهم في عامي 1989 و1990 بعد أن اضطر الجيش السوفياتي للتقهقر.

وفاقم هذا الشعور خلاف علني بين أوباما وقرضاي هذا العام ومشاكل في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد «طالبان» فضلاً عن تصريح السفير الأميركي بأن الزعيم الأفغاني ليس شريكاً يعول عليه. وهذه أجواء يقول البعض إنها قد تزيد الضغط على قرضاي للوصول إلى اتفاقات مبكرة للسلام مع «طالبان» وهو ما يقلق الولايات المتحدة فيما تستعد لهجوم في قندهار يشارك فيه 23 ألف جندي على الأقل من حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية.

وقال وزير الدفاع الأفغاني، عبد الرحيم وردك «يجب أن يكون لدينا التزام لضمان شراكة استراتيجية... يجب ألا يكون هناك تهاون. هذا هو ما يتوقعه العدو بالضبط... أن يضعف اهتمام المجتمع الدولي».

وقللت واشنطن من أهمية أية مهلة للانسحاب قائلة إنها لن تسحب قواتها ما لم تكن الظروف مناسبة. ويرى بعض الخبراء الأفغان أن المهلة مجرد وسيلة تستخدمها واشنطن ليتحرك قرضاي. لكن الاعتقاد السائد بين الأفغان مختلف.

وأضاف وردك «حين تبدأ الحديث عن استراتيجيات الانسحاب وهذه المهل يترجم الأفغان هذا بطريقة أخرى ويشجع هذا الجانب الآخر. ويتوقع الأعداء تكرار الأداء. وهذا يدفع الأفغان لتذكير أنفسهم بعامي 89 و90».

كان قرضاي أثار خلافاً مع واشنطن بعد سلسلة من التصريحات المناهضة للغرب بما في ذلك اتهام المجتمع الدولي بإفساد الانتخابات الرئاسية. على الجانب الآخر تتزايد انتقادات واشنطن للفساد في الحكومة الأفغانية وقدرة السلطات على المساعدة في تطبيق مساعدات بمليارات الدولارات. ويقول محللون إن قرضاي يعرف أنه ما زال بحاجة إلى الأميركيين حتى ولو للإسراع من وتيرة الانتقال إلى السيادة الكاملة واسترضاء الأفغان الذين ينتقدون القوات الأميركية بعد أن قتلت بطريق الخطأ عشرات المدنيين في الأعوام الأخيرة.

وقال وردك «كلما أسرعنا بتوفير عوامل التمكين كلما كان الانتقال أسرع» مشيراً إلى مساعدة حلف شمال الأطلسي للجيش الوطني الأفغاني والتي تتراوح من توفير وسائل النقل إلى القدرات الاستطلاعية.

واستطرد قائلاً «لكن الانتقال (انتقال السيادة) لا يمكن أن يكون سابقاً لأوانه».

في الوقت نفسه لا يريد أوباما أن تصبح أفغانستان عقبة سياسية قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني والتي يتوقع أن تتأثر نتيجتها باستياء الناخبين من ارتفاع البطالة وهشاشة الاقتصاد.

وقال النائب داود سلطانزوي «أحد الإنجازات التي سيحققها من واشنطن كسب الوقت مع الولايات المتحدة.

«الإدارة الأميركية ربما تبدي صبراً الآن لكن ماذا عن الشعب الأميركي والشعب الأوروبي؟»

وهناك دلائل على أن جيران أفغانستان مثل الهند وباكستان اعتبروا الانسحاب أمراً مسلماً به ويمارسون ألاعيب دبلوماسية لضمان نفوذهم بعد تلك المرحلة. ويعتقد الأفغان أيضاً أن هذا هو ما سيحدث في نهاية المطاف. وقال نور محمد وهو موظف حكومي في قندهار «إذا كان الأميركيون أو حلف الأطلسي يرون أنهم لا يستطيعون هزيمة طالبان فإنهم سيفرون مثلما تركنا الأميركيون بعد أن رحل السوفيات وخلفوا لنا تركة من الحرب وإراقة الدماء».

ويقول المحلل والسياسي، حشمت غني أحمدزاي إن الأفغان يؤهبون أنفسهم بالفعل للانسحاب.

العدد 2814 - الخميس 20 مايو 2010م الموافق 06 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً