هل كثير على شعب البحرين حصوله على زيادة في راتبه؟ وهل حينما يمنَّى بها، يعطاها بعد انتزاع روحه انتزاعاً، في مقابل شعوره بالضيم والانكسار والمنة؟ هل قدر للبحريني أن يعيش الحرمان منذ ولادته حتى يتوفاه الله، وإذا فرح، لا يفرح إلا والمنغصات تأتي قبل الفرح؟ هل كثير عليه أن يحلم براتب إضافي، وهو يرى مواطني دول الجوار يحصدون ثمار عدالة حكوماتهم معهم؟
لا نريد أن نتكلم عن الطفرة النفطية الحالية، وما للمواطن من امتيازات بسببها، فالكويت منحت مواطنيها مئتي دينار لكل فرد بعد ازدياد أسعار النفط، ولم تفرق بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، لأن المواطنة هي المعيار. ولنسأل الحكومة: هل هي فعلاً غير قادرة على إنعاش المواطن ورفع مستواه الاقتصادي نتيجة ضعف الموازنة؟ والجواب: لو أن ما تم اكتشافه من سرقات وتجاوزات، أثرى بسببها أشخاص بثروات خيالية، أعطي للناس، لما احتاجت الدولة للتذرع بضعف موازنتها لكي تتنصل من واجباتها بإنعاش هذا المواطن المسكين. والأدهى: أن تتفضل الدولة على الموظفين بإقرار «البونس»، وتضع له شروطاً تعجيزية، فلا يحصل عليه إلاّ كل ذي حظ عظيم، زيادة في التلاعب بمشاعر الموظفين، ثم يخضع مرة أخرى للمساومات والاشتراطات الجديدة.
أي إنعاش يقدمه «البونس» إلى الموظفين، وأي تفضل تتفضل به الحكومة عليهم، وهي تتلاعب بمشاعرهم بهذه الطريقة؟ ربما أصابت الواحد منا سكتة قلبية قبل أن يحصل على «البونس»، لأنه لن يحصل عليه إلا بعد أن تفيض روحه مرات ومرات، والأفضل حفظاً لكرامة المواطن، وإبقاء على حرمانه صابراً محتسباً بدل الأماني السرابية التي تقتل روح الكرامة والعزة فيه، إلغاء «البونس»، فالمواطن لن يموت ناقص حظ، أو يموت قبل يومه، فهو تعوّد على أن يختط طريقه على رغم كل عوامل التعرية التي تعريه من صفة المواطن
العدد 847 - الخميس 30 ديسمبر 2004م الموافق 18 ذي القعدة 1425هـ