جاءت مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في خليجي 17 مخيبة لآمال الجميع من جماهير ومسئولين ومدربين وحتى لاعبين، والذين كان هدفهم جميعا كأس البطولة ولاشيء غيره لأنه حتى المركز الثاني أو الثالث لن يعني الكثير في البحرين.
وربما لو كان المنتخب الوطني قدم مستوى جيدا طوال البطولة كما فعل في خليجي 16 في الكويت لكانت ردة الفعل أخف مما عليه الآن، ولكن الإخفاق في تحقيق الكأس تبعه إخفاق آخر في المستوى وأظن أن هذا الأمر يتفق عليه الجميع بما فيهم مسئولو المنتخب واللاعبون وحتى المدرب. فالمنتخب الوطني لم يقدم العروض المتوقعة منه خصوصا بعد تحقيقه المركز الرابع آسيويا وتأهله إلى الدور الثاني الحاسم من تصفيات كأس العالم واحتراف جل لاعبيه في الخارج وتفرغهم لكرة القدم ما كان يعني في الأساس ارتفاع مستواهم وفكرهم الكروي. لكن ما شهدناه في الدوحة لا ينبئ بأي تطور في مستوى اللاعبين الفني وإن كان هناك نوع من التطور الفكري لدى اللاعبين لمسناه من خلال تصريحاتهم المتوازنة إلى حد كبير في وسائل الإعلام.
ما حصل في الدوحة يدل على وجود أخطاء في المنتخب يجب علاجها قبل فوات الآوان لأن التستر عليها سيدمر المنتخب في الفترة المقبلة. والأخطاء التي ارتكبت لا يتحمل الجهاز الفني مسئوليتها لوحده وإنما هناك أخطاء ارتكبت أيضا من اللاعبين ومن الجهاز الإداري فالجميع مسئول وتحميل طرف واحد المسئولية هو هروب من مواجهة الحقيقة. فإقالة المدرب ستريشكو لن تكون حلا سحريا للأخطاء وإنما ستكون ستارا عليها إلى أن تنفجر بشكل أكبر في المستقبل.
في هذه الفترة يجب على الاتحاد البحريني لكرة القدم دراسة جميع الأسباب التي أدت إلى تراجع مستوى المنتخب بدئا من الاحتراف بتأثيراته الإيجابية والسلبية إلى أخطاء المدرب مرورا بالتجنيس وتأثيره على نفسية اللاعبين الذين تراجع مستوى بعضهم كثيرا وانتهاء بتداخل الاختصاصات بين الإداريين والمسئولين والمساعدين. فالأخطاء موجودة وواردة في جميع الأعمال وبدل التستر عليها ودس الرأس في الرمال يجب على الاتحاد مواجهتها والعمل على علاجها قبل فوات الآوان
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 847 - الخميس 30 ديسمبر 2004م الموافق 18 ذي القعدة 1425هـ